*مصطفى ابوالعزائم* يكتب في *بُعْدٌ .. و ..مسَافة* .. *هل كان البشير إسلامياً .. أم لم يكن ..؟*
هذا السؤال قد يجده البعض غير منطقي ، ويراه آخر إنه يستحق البحث ، وقد برز من خلال حوار جريء أجراه إبننا الإذاعي والإعلامي النشط ، عماد البشرى ، مع القيادية البارزة في الحزب الإتحادي الديمقراطي ، الأستاذة إشراقة سيّد محمود ، ضمن سلسلة حلقات من برنامج « أسمار المساء » في إذاعة المساء ، تم بثّه قبل أيام .
من ضمن إجابات ضيفة البرنامج عن رأيها في الرئيس السّابق عمر حسن أحمد البشير ، قالت إنه كان منفتحاً على الحزب الإتحادي الديمقراطي ، وعلى بقية القوى السياسية الأخرى ، لكنها شدّدت على أنه وفي كل لقاءاته مع الزعيم الإتحادي الراحل ، الشريف زين العابدين الهندي ، كان يؤكّد على إنتماء أسرته للطريقة الختمية ، وللحزب الوطني الإتحادي ، أو حزب الإستقلال ، ويؤكّد على إنتماء والده للحزب ، وقناعته بزعامة الأزهري ، رحمه الله .
في أول عدد من صحيفة ” آخر لحظة ” عندما أصدرناها في العام 2007 م ، من شركة المنحنى للطباعة والنشر والتوزيع ، ونحن مجموعة شركاء تكونت من أستاذنا الراحل المقيم الأستاذ حسن ساتي ، والراحل جعفر عطا المنان ، والأساتذة الهندي عزالدين ، وعلي فقير عبادي ، ومأمون العجيمي ، وشخصي الذي
أوكلت له مهمة رئاسة تحرير الصحيفة ، أذكر إن أول خط رئيسي للصحيفة ( مانشيت ) ، كان تساؤلاً وجاء كما يلي : ” من جنّد البشير للحركة الإسلامية ؟ ” والإجابة عليه جاءت في ثنايا حوار مع القيادي الإسلامي المعروف ، الشيخ إبراهيم السنوسي الذي قال إنه من قام بتجنيد البشير للحركة الإسلامية .
أعرف تماماً أن الفريق أول ركن مهندس طيّار عبدالرحيم محمد حسين كان مُنتَمٍ للحركة الإسلامية وملتزم في ذلك الإنتماء ، بحكم معرفتي القديمة به ، إذ كان دفعة واحدة مع صهري العقيد طيار . م . محمد أحمد حسن عيسى (الفاتح) وتم إبتعاثهما في أواخر سبعينيات القرن الماضي إلى اليونان ثم إلى الأتحاد السوفيتي وقتها ، وقد سألته لاحقاً في أيام الإنقاذ ، إن كانت له صلة بالرئيس السابق البشير قبل الثلاثين من يونيو 1989 م ، لكنه نفى ذلك وقال لي إن أول لقاء له مع البشير كان بعد الثلاثين من يونيو .
وسمعت من البشير نفسه أنه قبل الثلاثين من يونيو 1989 م شارك في إجتماع ل ( الإخوان المسلمين ) في منزل الراحل الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد ، وإنه جاء بالزي الرّسمي وهو ما جعل البعض يتحفّظ ويتساءل عن الصفة التي يشارك بها في إجتماع تنظيمي ، وهو لم يكن معروفاً للكثيرين ممن كانوا في الإجتماع .
خلال شهر رمضان المبارك الذي مضى ، إلتقيت بالسّيد عبدالقادر عبدالرحمن الخبير ، رجل الأعمال المعروف ، ورئيس مجلس إدارة شركة تاركو للطيران ،وأكبر المساهمين فيها ، وقد تحدث إلي عن علاقته بالبشير ، وقال لي أنهما كانا يقيمان معاً لفترة طويلة ، وتجمع بينهما صداقة قديمة ، لكنه لم يُشِر من قريب أو بعيد إلى إنتماء البشير للحركة الإسلامية .
وأذكر أنه خلال زيارة وفد برلماني سوداني برئاسة مولانا أحمد إبراهيم الطاهر إلى مصر في فبراير من العام 2012 م ، عقب إنتخابات مجلس الشعب المصري ، وقتها ، أن الوفد السّوداني إلتقى بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع عبدالمجيد ، في المقر الرئيسي للجماعة بالمقطّم ، وقد ذكر المرشد إنه زار الرئيس السابق البشير ، وإلتقى به في منزل السّفير ، وإن البشير قال له : ( من كان يتصور أن التقي بك هنا ، وفي قصر القبة ؟ ) .
قطعا السؤال لازال يبحث عن إجابة ، فإذا كان البشير ملتزماً في إنتمائه للحركة الإسلامية السّودانيّة ، فهل كان من الممكن أن تحدث المفاصلة الكبرى بين الإسلاميين مطلع الألفية الثالثة ( ؟ )
ثم لمن كان الولاء .. للتنظيم أم للدولة .. ( ؟ ) وتتداخل أسئلة أخرى ، حول من الذي حرّك الخلافات ، وفجّرها بين الإسلاميين في السّودان ، حتى أصبحوا الآن أكثر من فصيل ، وما عادوا جماعة واحدة ( ؟ ) .
الآن ذات السؤال أعلاه هل ترى يمكن أن يكون مقدّمة لأسئلة أخرى حول إمكانية عودة الحركة الإسلامية واحدة موحدة من جديد ( ؟ ) .
الإجابة صعبة رغم أن هناك من يتحرك في أكثر من إتجاه لذلك .
Email : sagraljidyan@gmail.com