مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. نُكِّستْ الأعلام .. وطوى الحْزْنُ القلوب ..
الموتُ حقٌّ ، وصدق المولى عز وجل القائل في محكم تنزيله : ” كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ ” .
ولا إعتراض على حكم الله ، وقد إختار إلى جواره بالأمس ، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان ، الرئيس الثاني للدولة بعد والده المؤسس سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وقد تولّى رئاسة الدولة بعد يوم من وفاة والده في الثالث من نوفمبر عام 2004 م ، بعد أن إنتخبه المجلس الأعلى للإتحاد برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ، رئيساً للدولة ، وقد أصبح بصفته ولياً لعهد إمارة أبوظبي حاكماً للإمارة .
يوم الجمعة الثالث عشر من مايو 2022 م ، كان” جمعةً حزينة ” في عموم دولة الإمارات العربية المتحدة ، وإنتشر الحزن بعد تم نشر الخبر رسمياً في العالمين العربي والإسلامي ، وكثير من أقطار العالم ، وقد عرفته الشّعوب من خلال لمساته الإنسانية العظيمة ، من خلال «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية » التي ساهمت في المشاريع الإنسانية المختلفة بأكثر من أربعين بلداً حول العالم .
رحل سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، ونكّست الدولة أعلامها وأعلنت الحداد لأربعين يوم ، حزناً وتقديراً لرجل قدّم الكثير لبلاده ، وللأمّتين العربية والإسلامية ، ولكثير من دول العالم ، وكان إمتداداً لسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، في الحكمة والنضج ، والسعي وراء نمو وتنمية الدولة من خلال تنمية الإنسان والإرتقاء به ، على أساس أنه هو الثروة الحقيقية والإستثمار الأمثل لكل بلد .
عُدتُ من إمارة أبوظبي ، ومن دولة الإمارات العربية قبل أيام قليلة ، وقضيت عدة أيام في مدينة أبوظبي عاصمة الإمارة وعاصمة الإمارات ، وقد زرتها من قبل مرّات ومرّات ، وشهدت كيف أصبحت اليوم ، مدينةً من المستقبل ،بفضل القيادة الرشيدة ، والسياسة الحكيمة التي إتبعها سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رحمه الله ، وإخوانه في إدارة الدولة ، التي جمعت فأوعت ، وضمّت بين حناياها أكثر من مائة وعشرين جنسية من مختلف أنحاء العالم ، يعيشون ويتعايشون في أعظم نموذج للتعايش تجمعهم الإنسانية ، ولا يفرّق بينهم جنسُ أو عرقٌ أو لونٌ ، أو دين ، وتجمعهم أحلام التقدّم والنماء والتطوّر ، في دولة يقودها من إعتبرته صحيفة التايمز البريطانية من القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيراً في العالم . عرف الإماراتيون الراحل المقيم سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، عرفوه قريباً منهم ، وراعياً لبرامج ومشروعات المحافظة على البيئة ، ومتابعاً وراعياً للأنشطة الرياضية ، ونحن في السّودان عايشنا بعض إهتمامه بالشأن الرياضي وبالعلاقات بين البلدين الشقيقين ، من خلال لقاء القمة الرياضية في السّودان ، بلقاء قمة الكرة السّودانيّة في أبوظبي عام 2018 م ، ما عرف ب “كلاسيكو الكرة السّودانيّة ” .
اليوم تنطوي صفحة من صفحات الخير ، وصفحة من صفحات الخلق الرفيع والتواضع والإحترام ، بغياب سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، ولكن مثلما بدأنا ، فإن هذا هو حال الدنيا ، والموت حقٌّ ، ولكننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخلف على الإمارات الخير ، وأن يجعل البركة في أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، وأبناء الشيخ خليفة ، وأن يعين سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكل إخوانه في قيادة الدولة من نجاح الى نجاح بإذن الله تعالى ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يغفر للشيخ خليفة وأن يرحمه ويحسن إليه ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنا لله وإنا إليه راجعون .
Email : sagraljidyan@gmail.com