( نصف كوب) .. د.عبدالله فتحي .. موسم زراعي عالي الإنتاجية..إشكالية؟!
رشفة أولى :
السودان دولة زراعية في المقام الأول..الزراعة هى الذهب الاخضر والعملة التي لا تصدأ وركيزة الإقتصاد الصلبة للدولة السودانية..إذ لا توجد دولة على وجه الأرض تنافس السودان في سعة وخصوبة أراضيه وتوفر مياه الري بكل انواعها (امطار.ري فيضي.طلمبات.مياه جوفية.ري حوضي من النيل مباشرة.وديان موسمية) وخبرة كوادره الزراعية وصلاحية تربته وتنوع مناخه الصالح لأي منتج زراعي..نهضة السودان لن تكون إلا بالاعتماد على الزراعة والاستثمار في كنز أراضيه كهدف إستراتيجي أول..حكومات السودان لو تكونت من وزارة واحدة لصار السودان دولة عظمى في ظرف 10 سنوات فقط لاغير ..مجلس من وزارة واحدة فقط (وزارة الزراعة).
رشفة ثانية:
سبحاااان الله..الإنتاج العالي في السودان..إشكالية؟!!!.
هل الدولة السودانية ضد الإنتاج الزراعي الوطني المحلي؟!!!.
هل وزارة المالية الاتحادية عدو الزراعة الأول في السودان بتنصلها اللاأخلاقي عن شراء المحصول حسب الاتفاق المسبق مع المزارع السوداني؟!!.
هل البنك الزراعي متآمر على المزارع والزراعة السودانية؟!!!.
( وزارة المالية بالولاية الشمالية تتراجع عن شراء القمح بالسعر المعلن 43ج للجوال وتنسيقيات الولاية والمحليات تحتج!!).
لماذا تتكرر هذه المأساة الاستراتيجية السودانية المخزية في كل موسم زراعي ناجح لعقود من الزمان ولا صريخ ولا منجد ولا وجيع لهذا الوطن؟!!!.
السعر التركيزي الخاسر وغير المجدي وغير المدروس الذي ينبغي أن يغطي تكلفة مدخلات الإنتاج ويحقق هامش ربح للمزارع حتى يعاود الزراعة لموسم جديد وإلا سيهجر مهنة الزراعة نهائيا كما فعل أغلبية الشعب السوداني ويذهب الى العاصمة ويبيع (مناديل) يكفكف بها دمعة الوطن الكسير الأسير لإدارات ومؤسسات ومصارف تطعن عصب الوطن الحي( الزراعة) في مقتل!!!.
القمح الذي يستورد من الخارج بالدولار !!وترحيله عبر آلاف العقد البحرية بالسفن الضخمة!! وتستفيد الدول والمؤسسات والسماسرة والمزارعين في تلك الدول من المقابل الدولاري الذي يدفعه شعب السودان من دماء أطفاله الجوعى والمرضى المقهورين والذي هو مربح بلا أدنى شك!!. فليس هناك تجارة دولية بالخسارة!!..هل هذا يعني أن القمح المنتج داخليا في سواقي الولاية الشمالية الخصبة المروية من النيل..والقطن الذي تنتجه حواشات مشروع الجزيرة أعلى تكلفة من القمح المستورد من مزارع كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية ومزارع القطن في شنغهاي؟!!!.شيء لا يصدق!!.
الخريف على الأبواب..السعر التركيزي الذي طرحه (البنك الزراعي) لجوال القمح 30 الف ج وهو لا يغطي ديون تكلفة الانتاج ناهيك عن هامش ربح ضئيل يسد به (المزارع السوداني المسكين المغلوب على امره المتمسك بمهنة أجداده) رمق أسرته التي تنتظر موسم الحصاد على صفيح ساخن من الديون المتراكمة التي تنتظر السداد..والمصيبة أن الخريف على الابواب!! وليس هناك مواعين تخزينية تستوعب كل هذا الانتاج الغزير الذي تحول بصورة دراماتيكية مريبة وغريبة إلى إشكالية حقيقية وخسارة فادحة وطامة كبرى لأن التلف وعدم الصلاحية سيكون مصير معظم المحصول!!؟
رشفة آخيرة:
..من يتحمل وزر هذه الجريمة الوطنية الإستراتيجية الضخمة التي ترقى الى درجة الخيانة الوطنية العظمى؟!!! لماذا لا نخصص ساحة إعدام وطنية لكل خائن للوطن..يدمر مصالح الوطن..يخرب مؤسسات الوطن..يسيء للوطن..يحجم قدرات ابنائه ويعطل سلوكهم الإنتاجي..ليأتوا به جميعا في محكمة فورية ناجزة عقوبتها الوحيدة ( الإعدام شنقا حتى الموت)؟!!!.