(دلالة المصطلح) .. وقيع الله حمودة شطة .. لجنة المعلمين والسقوط الأخلاقي
الرأي العام السوداني بمشاربه كافة يدرك الإنتهازية، والممارسات غير الأخلاقية، والسلوك المشين غير التربوي، والتلفيق والكذب، الذي تمارسه من تسمي نفسها بلجنة المعلمين، وهي لجنة غير شرعية، وغير دستورية، وغير قانونية، لا تمثل المعلمين في شئ، ولم يشارك المعلمون الحقيقيون من ذوي الأخلاق والقيم والتربية والسلوك المنضبط في تأسيسها وتكوينها ودعمها، وهذه حقيقة معلومة وظاهرة كالشمس في رابعة النهار.
هذا المقال سأخصص موضوعه لقضية التعليم بولاية جنوب كردفان، وأذهب به بصورة خاصة إلى المنطقة الشرقية، واجعله بصورة أخص في محلية العباسية تقلي (مدينة العباسية تقلي وريفها المترامي)، لأحدثكم عن عجائب نبت شيطاني، وثلة مجرمة، ومجموعة صعاليك وسفهاء يطلقون علي أنفسهم ( الشرفاء)، يزعمون زورا وبهتانا وكذبا وادعاء، أنهم يمثلون معلمي محلية العباسية، يصدرون البيانات الساقطة، ويطلقون الشائعات المغرضة، ويثيرون البلبلة في بيئة التعليم، ويشوهون سمعة المعلمين، ويسهمون بصورة متعمدة ومخطط لها في تدمير مبادئ وقيم المجتمع، ويشجعون علي الفوضي والخراب، والسلوك والمظاهر الساقطة، ثم من عجائبهم يدعون ويزعمون بأنهم (لجنة المعلمين)!
إن السؤال الجوهري والأهم، الذي نريد أن يطرح من قبل الرأي العام في مدينة العباسية تقلي وريفها في الوحدات الإدارية المختلفة في الموريب، وتبسة والسافل، وسوق الجبل، والشرق من هم الذين يسمون أنفسهم بلجنة المعلمين، وما هي أخلاقياتهم؟ وما سلوكهم المعهود بين الناس؟ وما صفاتهم الظاهرة بين الناس والمجتمع؟ وما تاريخهم وكسبهم في خدمة المجتمعات هناك؟ ومن أين جاءوا وحلوا؟ وما حقيقة إنتمائهم الوفي للمجتمع والمحلية؟ هذه أسئلة ملحة علي مجتمع العباسية والمحلية أن يطرحها، وهو يحدق ويدقق ويتفحص وجوه هؤلاء القوم، شذاذ الآفاق، الكذابون والأفاكون الإنتهازيون، الذين يدعون تمثيل المعلمين في المحلية، ويدعون تزعم قضايا المعلمين، وباسم المعلمين والتعليم وقضاياه يعيثون فساداً ، إنها من عجائبهم وغرائبهم، وسقوطهم الأخلاقي.
إن السؤال الفرعي الآخر، الذي يطرحه الرأي العام في الولاية، ومحلية العباسية خاصة ما هي الجمعية العمومية التي اجتمعت وأختارت من يسمون أنفسهم لجنة المعلمين (الشرفاء)، الذين حققوا إنجازات عظيمة تذكرها لهم صفحات التاريخ، – وهم المعلمين الشرفاء – ومن إنجازاتهم تلك تحريض المعلمين علي إغلاق مؤسسات التعليم، وتشريد الطلاب والتلاميذ من فصول الدراسة، وتحريض العمال علي عدم المداومة في أعمالهم، والتسبب بصورة مباشرة في إلغاء الإمتحان التجريبي في بعض المدارس، ومن سفاهتهم وجهلهم المركب أطلقوا علي الإمتحان التجريبي الذين أجاز فكرته وخطته وأهدافه التربوية والتعليمية والنفسية خبراء جهابذة في حقل التعليم، أطلقوا علي مسمي الإمتحان التخريبي ! …. أي سفاهة وصعلكة أكثر من ذلك؟ وأي جهالة ومراهقة فكرية أشد من هذي؟
إن التعليم والتدريس والتربية والتعلم في مدينة العباسية تقلي، والموريب، والجبل وغيره من المناطق له جذور عميقة في التاريخ والجغرافيا يمتد إلي أيام مملكة تقلي الإسلامية، يوم أن كان تعليم الكتاتيب، والزوايا، والخلاوي، والمسايد، في طاسي، والفورة، وكدربات، وأم مرحي، وشطراية، مروراً بمراحل التعليم النظامي من صف قريط، وكتاب، وأولية، و إبتدائية، إلي أساس في الوقت الحاضر ، وهذه مسيرة وتاريخ ينم عن أصالة التعليم الديني، والنظامي والتربية في المنطقة، ومن هذه المؤسسات، وتلك البيئة تخرج و خرج مئات الرجال والنساء في مجالات علمية مختلفة أسهموا إسهامات كبيرة في خدمة المجتمع علي مستوي المنطقة، والولاية، والسودان في مجالات التعليم، والتربية، والدعوة، والإعلام، والسياسة، والفكر، والإدارة، والعلوم الإنسانية، والتطبيقية، وتركوا بصمات وأثارا مشرقة في الحياة
،ولم يوجد في سيرهم وتاريخهم أن فعلوا مثل هذه الخزايا والبلايا، والتدمير الممنهج للتعليم بيئات التعليم.
إن قضية المعلمين والتعليم في السودان والولاية والمحلية من القضايا الملحة والعادلة الجديرة بالإهتمام والرعاية والإسناد، ولذلك كان لنا شرف التصدي لتحديات التعليم في الولاية إبتداء من الدعوة وتبني فكرة قيام مؤتمر التعليم في الولاية في العام 2016م إلي آخر قضايا المعلمين بالولاية أيام لجنة إزالة التمكين سيئة الذكر، ولكن ظللنا ندعو إلي ضرورة التعبير عن قضايا المعلمين بالطرق والسلوك المنضبط ، والطرق المنهجية والعلمية والقيمية، التي تليق بمكانة المعلمين الرسالية ، وليس الصراخ والتباكي بدموع التماسيح من قبل مراهقين إنتهازيين من شذاذ الآفاق غير مؤهلين أخلاقياً، وسلوكيا، وتربويا، وثقافياً، ومعرفيا، لقيادة المعلمين وقضايا التعليم بالمحلية والمنطقة.
إن من كان يسرق وينهب بالأمس ولا يزال، ومن ظل يمارس الرذيلة والتحرش بالطالبات، والتلميذات حتي داخل المدارس التي جعلوا بعضها أوكارا للإجرام ، ومن يخطف النساء ويهرب بهن ، ومن يظل يومه سكيرا مخمورا، لا يمكن أن يتصدي لقيادة المعلمين، والتحدث بقضاياهم،ومشكلات المجتمع والتعليم، وادعاء الشرف، أي شرف يدعيه الساقطون أخلاقياً واجتماعياً وقيميا، عليه نحذر الدخلاء والفاسدين والساقطين، وحتي الواقفين من ورائهم من المساس بقضايا المعلمين والتعليم بالمحلية، والمساس بسياسات مكتب التعليم الذي يقوده الراشدون لا الفاسدون، حماية لمستقبل طلابنا وتلاميذنا الذين تضرروا من الإضراب المفتوح، خاصة طلاب الصف الثالث المقبلين علي إمتحانات الشهادة السودانية، تلاميذ الصف الثامن في معركتهم الأخيرة ، والأسر وأولياء الأمور الذين يساهمون بصورة فعالة في تمويل وتسيير قضايا التعليم بالمحلية، ونناشد الإدارة العامة للتعليم بالولاية بإتخاذ تدابير وقرارات إدارية ضد هؤلاء المخربين الذين أصدروا بيانا ساقطا كسقوطهم وصفوا فيه مكتب التعليم بالخزي والعار، وأنه لا يمثلهم، لكن هم يصرون علي تمثيل المعلمين الذين يتبعون إدارياً وفنيا وجغرافيا لمكتب تعليم محلية العباسية !.
إن من يتصدي لمشكلات المعلمين ينبغي أن تتوفر فيه شروط الرجال الشرفاء حقا، والنساء الفضليات حقا من المعلمين المؤهلين أخلاقياً، وليس أشباه الرجال من الساقطين أخلاقياً وتربويا….وسوف نفتح ملفات كل من تحدثه نفسه الخبيثة بالتلاعب بقضايا المعلمين والتعليم والطلاب والتلاميذ بالمحلية ومن هم من ورائهم ، ولا عذر لمن أنذر.
ولنا عودة…. الثلاثاء 10 مايو 2022