أعمدة

(قيد في الأحوال) .. لواء شرطة م عثمان صديق البدوي .. الإتفاق الإطاري شر لابد منه ، وإن تطاير منه الشّرر !!

بعد إجتماع بيت الضيافة مساء أمس الجمعة ، بات من المؤكد توقيع اتفاق إطاري يوم الإثنين المقبل بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير “المركزي”، أطرافه التي ستوقع هي، الحرية والتغيير “المجلس المركزي” والجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس ، والمؤتمر الشعبي ، والحزب الإتحادي الأصل، بقيادة محمد الحسن الميرغني وأجسام من المهنيين والمجتمع المدني، حسب إفادات ياسر عرمان .
وفور إنتشار خبر الإتفاق الإطاري، خرجت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم معلنة رفضها لذلك، وإعلانها لتسيير مليونية يوم الإثنين الموافق 5 ديسمبر، وِجهتُها القصر الجمهوري ، رفضاً للتسوية. وما ظهرت ملامح الإتفاق، حتى أعلنت قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” رفضها أيضاً لأي إتفاقية إقصائية تعيد السودان للوراء . كما أعلن مبارك أردول رفضهم للإتفاق الإطاري وتعهّد بتشكيل أكبر جبهة سياسية لمناهضة الإتفاق ، كما صرّح مني أركو مناوي بتلقيهم تهديدات بالتصفية دون أن يحدد الجهة، ووصف على “رويتر” الإتفاق الذي سيُوقّع يوم الإثنين بالسري.

واضح جداً أنّ مخرجات إجتماع بيت الضيافة ، قد كان بحضور الآلية الثلاثية والرباعية وممثلي دول الإتحاد الأوربي بالخرطوم ، وتأييده.

خرج إجتماع بيت الضيافة بمخرجاته، وكأنه شر لا بد منه، فقد انتظر الشعب السوداني الأحزاب السياسية أربعة أعوام ، ولم تستطع أن تجتمع على رؤى واحدة تُخرِج البلاد مِن الذي نحن فيه ، بل دبّت الصراعات والإنشقاقات داخل الحزب نفسه ، فأبناء الميرغني في الإتحادي الديمقراطي الأصل، كل منهم في اتجاه معاكس ! بالرغم من التفاؤل الكبير بعودة الأب الذي حتّم عليه عامل الشيخوخة أن يلزم الصمت ، وذات الذي ينطبق على حزب الأمة ، وبعد وفاة الأب الحكيم رحمه الله، فأولاد وأحفاد الصادق المهدي ومريدوه، الكل “شايت على كيفو “! ، حيث تصريح نائب الرئيس ينفيه الرئيس ، ويمحوه النهار ! ، ونفس الحال على المؤتمر الشعبي ، وذات الحال على الحزب الشيوعي ، وحزب البعث ، أمّا لجان المقاومة ، والتي تمسك بزمام الشارع وتسيِّر المليونات، فهي اعتادت على الخروج ، والدخول في مواجهات مع الشرطة ، بين كرٍّ وفر ، ومع مغيب شمس اليوم الذي تنتظره الشرطة بفارق الصبر ، يعود الشباب إلى أحيائهم ، دون الوصول لأي نتيجة، ودون مخاطبة أو إرسال أي رسالة كانت صوتية أو مرئية في بريد السلطات ، هذا إن مرّ اليوم بسلام دون خسائر في الأرواح والممتلكات ، الأمر الذي تعوّدت عليه السلطات ، ولدرجة وصف البعض خروج المليونات بأنها ثعابين غير سامّة، تدخل أوكارها مع مغيب كل شمس، دون مس شعرة من السلطة التي تعيش في الهناء ، ولا يهمها الهجاء ! ، ومما جعل هذه السلطة لا تعبأ بها، هو أنّ هذه المسيرات ليس لها قيادة مؤسسة جاهزة للمشاركة في السلطة المدنية بفكر محدد وبرنامج معلوم . أمّا المجلس الأعلى لنظارات البجة ، فهو المزعِج الحقيقي للسلطة ، فمن أبرز نقاط قوته هي ، هيمنته على موانئ السودان “عنق الزجاجة” ، والقدرة على إغلاقها ، أو على الأقل تحريض 13 ألف عامل بالإضراب، والسيطرة على الطريق البري القومي ، متى ما دبّ الخلاف بينه والسلطات، إضافة للقوات التي يستعرضها بين الحين والآخر ، كل ذلك بغرض واحد، هو أن تتم تلبية مطالبه كاملة ، عبر رؤيته هو فقط.

وأربعة سنين “عاشِن” الشعب السوداني ، ومازال.. ولم يحصد غير البؤس والشقاء، والإنهيار الإقتصادي والأمني والسياسي، والذي يتزايد كل يوم .

والحالة السياسية في هذا الإنقسام الحاد ، والناس على ذلك الحال الذي لا يسر البال ، وضغط الآلية الثلاثية والرباعية ودول الإتحاد الأوربي على “البرهان” و”حميدتي” تحديداً، كان لابد من القبول بالتسوية.. حتى ولو كانت “فطير”، وكأنّ لسان حال المكون العسكري و المدني يقول “قلنا اكلوه خير”!!. وماعلي الشعب السوداني إلا أن يصبر على “عواسة التسوية”، ويأكلها في “مصارينه” ولو كانت “نيّة”!، أو “محروقة الأطراف”، وليكن أمله الوحيد ، أن “يقعد يحسب في المدة” للخروج ببر الأمان من هذا الطوفان الذي بدأ يغلي ويفور ! ، والوصول لصناديق الإنتخابات ، حينها
” الحشّاش يملأ شبكتو”!.

ولحين ذلك الوقت مطلوب من التشكيلة الجديدة، والتي فرضها الواقع والمشهد السوداني فرضاً، مطلوب منها أن تعمل بتناغم تام، ولتضع هم المواطن نصب أعينها، بعيداً عن “الدّافوري” وعن مهاترات” هيلاريخ”و” كوحت” و “كيتن كدي”!.

والأهم من ذلك أن تترك أمر الدستور وكل التشريعات القانونية وكل المشاريع الوطنية القومية، وكل ما يمس سيادة وكرامة البلد ، لمجلس تشريعي ينتخبه الشعب السوداني بمحض إرادته، وقتها يصوِّت عليه أعضاء المجلس المنتخب، ويخرج في شكل قرار ، يرضى كل الشعب السوداني، لأنه جاء بإرادة سودانية حرة.

وحفظ الله الوطن من الفتن

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
3 ديسمبر 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى