يونتامس تناقض أهدافها وتخرق معايير البعثات السياسية
اجمع خبراء ومحللون سياسيون على فشل البعثة الأممية للتحول الديمقراطي للسودان من واقع مخالفة معايير أساسية تطرحها الأمم المتحدة لكافة بعثاتها السياسية، والتي تتمثل في الحيادية والمبدا واشراك الجميع، ويرى المحلل السياسي محمد السناري الي بعثة يونتامس خالفت مبادى أساسية عندما انحازت لمجموعة معينة وتعتبر شريكة اصيلة في الأزمة السياسية بالبلاد، وبالتالي هذا يمثل انحيازا لاحد أطراف النزاع مما افرز واقعا جديدا في خارطة الأزمة السياسية بالتالي وجدت البعثة نفسها خارج الحلبة واكتسبت سخط الشارع السوداني بعد أن تعمدت البعثة على تجاوز مكونات سياسية ومجتمعية كبيرة على حساب مجموعة صغيرة معزولة تمثل مصالح غربية
ويمضي السناري الي ان يونتامس ارتكبت جملة من التجاوزات ويبدو ذلك بتعيين البريطانية روزاليندا مارسيدن التي ظلت تساند مجموعة سياسية محددة ولها الكثير من المواقف السياسية المتطرفة وبالتالي يصبح وجودها تأكيد على الانحياز الواضح مما يجعل البعثة تمثل لسان مجموعة سياسية محدودة على حساب المجتمع السوداني العريض، بجانب استعانة البعثة بعناصر سياسية ضمن مكتب فولكر بيرتس رئيس بريتس بما يؤكد بأن الأجندة السياسية حاضرة في كل قرارات وخطط البعثة، ويشير السناري الي ان كل مواقف البعثة تتناقض مع تساوي الحقوق مشيرا إلى بيانات البعثة المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من مجموعة الحرية والتغيير واغفال المطالبة بجملة من المعتقلين الذين بعضهم لم تقدم ضدهم اتهامات او أحكام، بجانب البيانات التحريضية للتظاهر في الوقت نفسه تمارس ضغوط على الأجهزة الأمنية والشرطة من القيام بدورها في حماية المنشآت والسلامة العامة
ومن المعلوم ان الأمم المتحدة تضع معايير تلزم عمل البعثات السياسية بمبادي الأمم المتحدة والقانون الدولي وهذا ما يتناقض بموقف البعثة من التجاوزات التي ارتكبتها لجنة إزالة التمكين من مصادرات وحبس أشخاص دون امر قضائي ولم يصدر من البعثة من يشير إلى إدانة تلك التصرفات او اعتراض على تلك الممارسات، بجانب ان البعثة غضت الطرف بتغييب وجود المحكمة الدستورية، وعدم الإلتفات للممارسات الإدارية المخلة بفصل القضاة والدبلوماسيين دون قرار قضائي، وصمتت البعثة عن تجاهل قحت للإنتخابات، بجانب إعلانها الصريح بمنع خصومها من حرية تنظيم والظاهر،
وعلى ذات الصعيد يرى الخبير القانوني د. الدرديري محمد احمد أن ليس من حق البعثة الأممية إقصاءٌ اي مجموعة من مبدأ اشراك الجميع، وينبغي لها أن تتعامل مع المعارضة بمثل ما تتعامل مع الحكومة وبينما يجوز لها إقصاءٌ أفراد معينين بسبب انهم مخربون، ولكن لايجوز ان تقصي جماعات كاملة لأي سبب من الأسباب، وهذا بالطبع لايعني ان يشارك الجميع في الحكم، مشيرا إلى أن البعثة اقصت الغالبية العظمي من السودانيين ممن لا يروقهم توصيف الثوريين او الديسمبريين، وتكون البعثة ابعدت اكثر القوى السياسية وجودا وانتشار.
ومن السرد أعلاه بات من الواضح ان بعثة يونتامس ارتكبت سلسة من التجاوزات التي تهزم مبادى الأمم المتحدة ومعاييره في العمل السياسي، ليظل السؤال مطروحا هل حقا ان البعثة تبحث عن انتقال ديمقراطي سلسل في البلاد ام تبحث عن تازيم الأزمة الموجودة اصلا، في خطوة من خطوات الغرب لتمزيق السودان وتقسيمه