العدوان الأثيوبي علي شرق السودان مشروع قديم متجدد بقلم : صديق مساعد
إن الواقع ينبيء بأن جوار السودان مع الحبشة مشحون بتوترات تاريخية ومعلوم أن الحبشة تعاني من ضيق الارض ونمو سكاني سريع ومحدودية في الأراضي الزراعية لذا كانت ومازالت نظرة حكام الحبشة منذ عهد يوحنا إلى يومنا هذا هي أن لامفر إلا التمدد غربا أي تجاه السودان ولقد خاطب الإمبراطور منليك الاسرة الدولية في أبريل ١٨٩١ بأن حدود بلاده الفعلية من ناحية الغرب تبدأ من كركوج علي النيل الازرق جنوب سنار وتنتهي عند إلتقاء نهر السوباط مع النيل ويسير خط الحدود محازيا للسوباط الي بحيرة رودلف … وايدت فرنسا وقتها حجة منليك بل قالت أن هذا الإعلان ينسجم ويتماشي مع صلاحيات مؤتمر برلين في إثبات حق التمليك الفعلي … ومن وقتها كانت مواقف أباطرة الحبشة ضد الدولة السودانية.. سيما حقبة المهدية فلقد تعاونت مع فرنسا وغزت جنوب السودان وحينما تقدمت قوات كتشنر قام منليك بإحتلال اقليم بني شنقول.. وبعد كرري احتلت قواته.. القلابات بل أبرم إتفاقا مع رنل رود .. بمقاطعة السودان ومنع دخول السلاح الاراضي السودانية بل كتب خطابا وعهدا يلتزم فية بالعداء للسودان.. وبعد كرري تمت التسوية ببن انجلترا والحبشة وخرجت قوات منليك من القلابات وتمسكت ببني شنقول .. بل الانكي حينما حاصرت قوات الثورة الحاميات التركية المصرية بشرق السودان وتقطعت بها السبل.. مهد لها يوحنا الخروج الامن.. عبر الحبشة.. الي مصر.. عبر البحر الأحمر يبدو أن تلك المواقف ذات العداء السافر تدثرت أخيراً بشيء من دبلوماسية.. سيما وان هناك مصالح حقيقية تلزم الحبشة بشيء من تأني.. بعيداً عن عقلية نهاية القرن التاسع عشر.. لكن يبدو أن الأحوال ضاغطة في أديس أبابا وواقع توفير القوت لدولة تجاوز عدد سكانها ال ١٢٠ مليون من الأنفس مع ضيق الهضبة الصخرية في توفير قوت تلك الجموع مع وجود أراضي خصبة غرب الهضبة أي جنوب شرق السودان لذا لن تكف الحبشة عن تلك التعديات وربما يكون هناك عنصر آخر وهو مخابرات مصر.. بتفجير تلك المنطقة بسبب الخلاف حول سد النهضة سيما وتلك المنطقة تمثل البطن الرخوة للحبشة بحكم تركيبة السكان يمكن ان تستخدم كفتيل لتفجير ازمة وقد يكون العنصر الديني حاضرا.. بحكم التخلف وإمكانية إستخدامه في تلك الازمة او بإيقاظ مشاعر قومية ومظالم كثيرة يمكن نبشها.. وقد تحاول الحبشة وبحكم انها دولة مقر الإتحاد الأفريقي وعضوية الإيقاد قد تسعي للتهدئة قبل الإنزلاق في صراع لاطائل منه ولافائدة لان هناك.. طموحات للعب دور تسعي له الامارات وصاحبتها الرياض وكذلك القاهرة التي تري أن السد سوف بدخلها في دائرة الفقر المائي مع نمو سكاني سريع عطفا إلى إننا ننتمي إلى إقليم لم تترسخ فيه مؤسسات الحكم الديمقراطي ودولة القانون وسيطرة الشمولية والأسرية علي نظامنا السياسي وإن وجد نظاما ديمقراطي فيعاني من ازمات تخلف .لكن قد يكون قرب المنطقة من أهم البحار في تجارة العالم وهو البحر الاحمر وامتداده جنوبا الي باب المندب وبحر العرب والمحيط الهندي وشمالا الي السويس فالبحر الأبيض … قد يكون للكبار راي في أي صدام ..
أخيراً نري أن الحبشة تعاني من ضغط سكاني مريع وكذلك مصر والسودان لديه أراضى شاسعة وعدد سكان قليل فعلي أديس أبابا والخرطوم والقاهرة التفكير العقلاني في تأسيس كتلة اقتصادية زراعية منتجة تكون منصة تأسيس لكتلة تحوي مجموعة شرق أفريقيا وحوض النيل الشرقي ومن ثم الحوض الغربي للنيل وهضبة البحيرات ومعالجة قضية المياه والكهرباء لشعوب الإقليم بدلا من العنف فالعالم الأن يسعي لتأسيس تكتلات كبري إقتصادية من من اجل مصالح شعوب الاقليم …. ما اكثر العبر واقل الاعتبار .