العملية الاممية..تقاطع المصالح مابين الآلية الثلاثية والمبعوثة الامريكية!؟
ينظر كثير من السودانيين اليوم الي بداية انعقاد العملية التشاورية المباشرة بتيسير وتسهيل الآلية الثلاثية وهم يتساءلون عن جدوى الحوار الذي تجري فعالياته بعد رفض حزب الامة المشاركة فيه من خلال التصريح الصحفي لرئيسه المكلف اللواء (م) فضل الله برمة ناصر الذي اعلن فيه أن حزب الأمة القومي قيادة و مؤسسات يؤكد إلتزامه بقرار تحالف قوى الحرية والتغيير وقرار الحزب بعدم المشاركة فيها! والتزامه عدم المشاركة في الحوار المباشر ضمن العملية التيسيرية الاممية خاصة وان كثير من الاحزاب رفضت الانخراط في العملية الاممية واخرى رهنت مشاركتها كحزب البعث العربي الاشتراكي باعادة النظر في اتفاقية جوبا للسلام الشامل!
كما استبقت قوى تحالف اعلان الحرية والتغيير مع رفضها المشاركة الاعتراف او الالتزام بأي مخرجات من عملية المشاورات الجارية! الامر الذي اعتبره البعض ليس سوى افشال متعمد للحوار ومقدمة لتمهيد اعلان السودان دولة فاشلة نتيجة عدم الوصول لاتفاق والمطالبة بوضع الامم المتحدة يدها علي البلاد تحت فصل البند السابع! وقد أشار ممثل الاتحاد الافريقي في الآلية الثلاثية ” محمد الحسن ودلبات” لفشل المفاوضات المتوقع في خطابه بداية الحوار بقوله : (لا نتصور حلا سياسيا وهناك لاعبون اساسيون غائبون ومواصلا قوله، الواقعة والعقل ان فاعلين اساسيين اعتذروا عن لقاء اليوم)!
لكل ذلك يتساءل المراقبون والخبراء ما هي جدوى العملية اذا كان هدا هو الرأى الحقيقي لاحد اضلاع الثلاثية؟ تماما مثلما يتساءلون عما هي النوايا الحقيقية لمساعد وزير الخارجية الأمريكية التي تزور البلاد خصوصا من اجل دعم العملية الاممية للحوار؟ بما جعلهم يثيرون شكوكا عميقة عن طبيعة اللقاءات التي قادتها “مولي فيي” مع الاطراف السودانية لاقناعهم بالعملية الاممية؟ وهل فعلا لم تستطع اقناعهم بالانضمام لحوار الثلاثية الذي تؤكد الاجماع الدولي عليه؟! ام ان زيارتها لم تكن في حقيقة الامر من أجل ذلك؟ وما الذي استطاعت اقناعهم به! او قالته لهم؟ وغالب من التقت بهم يرفضون الحوار؟! هل كانت حقا تقنعهم بضرورة الحوار كما تم اعلانه من غرض زيارتها؛ ام برفضه! كماهو واقع الحال؟
يرى الخبراء ان مجرد جلوس الاطراف السودانية من اجل الحوار بعد فعلا ايجابيا واختراقا متقدما لجمود الازمة السياسية بالبلاد؛ الا انه هناك غيوم من الشك في المهمة الحقيقية للعملية الاممية ومن ورائها امريكا التي بعثت احد مسؤوليها البارزين مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية “مولي فيي” من اجل اقناع الاطراف السودانية التي التقت بهم وكانت النتيجة عكس ما قدمت من اجله وصرحت به من الدعم والمساعدة! فهل حقا كان الامر كذلك ام انه فقط المعلن من اجل تنفيذ مهمتها الحقيقية تحت ستار مقبول من الاكاذيب الموضوعة بعناية لدغدغة مشاعر واشواق السودانيين في توافق سياسي يجنب بلادهم الانزلاق والتلاشي وهيمنة القوى الغربية علي مواردها وخيراتها وضخها خارج البلاد من أجل مصالحهم الذاتية بعيدا عن معالجة قضاياها وهمومها الحقيقية!!