قمة العلا … ترميم للبيت الخليجي ورأب الصدع ولم الشمل
الخرطوم: تقرير اخباري من صالح محمد عبد الله
منذ الخامس من يونيو /حزيران ٢٠١٧ تفرض كل من السعودية والامارات والبحرين ومصر حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر، بزعم دعمها للارهاب وهو تنفيه الدوحة ، وتعتبره “محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل”.
وبحكمة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح استطاع بعد اتصالات مارثونية تم الاتفاق بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعادة فتح الاجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر عشية قمة العلا الخليجية بالمملكة من اجل توقيع بيان بهدف وحدة الصف، ولم الشمل وجمع الكلمة، ايذانا بفتح صفحة مشرقة في العلاقات الأخوية الخالية من أي عوارض تشوبها ومعالجة كافة المواضيع ذات الصلة.
وتوالت ردود الفعل العربية بنتائج قمة العلا التي أنهت الأزمة التي نشبت منذ اكثر من ثلاث سنوات بين ابوظبي والرياض والمنامة والقاهرة ودولة قطر من جهة أخرى، لان المتغيرات والتديات المحيطة بمنطقة الخليج تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا وعمقا عربيا مستقرا.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ويحتاج الى اجابة بصورة واضحة لا لبس فيه ، ماذا بعد هذه المصالحة بين الدول ؟ وكيف سيتم بناء الثقة بين عواصم الدول الخمسة من جديد؟، يرى الخبراء ان المصالحة لا تؤشر الى ان قطر غيرت سياستها التي تبنتها في السنوات القليلة الماضية، فعقب اغلاق السعودية مجالها الجوي اضطرت الطائرات القطرية للتحليق فوق سماء ايران غريمة الرياض الامر الذي اثارت حفيظة المملكة العربية السعودية.
بالأمس استهجن الخبراء والمراقبون السياسيون لقمة العلا التي اعادة اللحمة لدول التعاون الخليجي نشر تسريب تسجيل صوتي في وسائط التواصل الاجتماعي انتشار النار على الهشيم يظهر فيه صورة وصوت لمستشار أمير قطر تميم بن حمد يتحدث عن اتفاقية قمة العلا جاءت بعد ان قدمت السعودية التنازل في المبادئ الستة والمطالب الثلاثة التي اصرت الدوحة تنفيذها قبل توقيع بيان القمة.
ويرى الخبراء في العلاقات الدبلوماسية ان تسريب التسجيل الصوتي في هذا الوقت لن ولم يقدم المصالح العليا للبلدان بل يسبب في تعكير العلائق بين الحكومات ويفتح جراحات الماضي ويزرع بزور الفتنة وفقدان الثقة ، ويرسل رسالة الى عدم الألتزام الكامل باتفاق الرياض لعام ٢٠١٣ ، وايضا يشير الى عدم الالتزام بمخرجات القمة العربية الاسلامية الاميركية التي عقدت في الرياض عام ٢٠١٧، واخيرا عدم الالتزام بايقاف اعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف .
وفي سياق متصل طالب الخبير في الدراست الاستراتيجة دكتور محمد على تورشين من الحكومة القطرية تقديم ضمانات بعدم تكرار مثل هذه التصريحات مستقبلا بسيادة اي دولة او استهداف أمنها واحترام مبادي حسن الجوار ، واواصر الود والتاخي بين دول وشعوب المنطقة بما يخدم امالها وتطلعاتها.
واعرب بعض الخبراء عن بالغ اسفهم على تسريب التسجيل الصوتي من مستشار امير قطر تميم بن حمد يقول فيه (ان المملكة العربية السعودية خضعت الى مطالب قطر وكسرت قرارها …. لان الشيخ تميم اشترط رفع الحصار اولا بعد ذلك التفاهم ….وبالعفل رفعت المملكة الحصار على قطر وخاضعين الراس وعرفت حجمها.
ودلل المستشار ما ذهب اليه، بان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني قد شارك في قمة دول مجلس التعاون الخليجي بعد اعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية والبحرية، ولقي أمير قطر استقبالا حارا لدى وصوله قمة العلا اذ كان الامير محمد بن سلمان في استقباله وعانقة عند نزوله من الطائرة، بالرغم من ان أمير قطر الشيخ تميم اشار الى الأمير محمد بن سلمان على اشتراطات كورونا ان السلم بالصدر غير مرغوب فيه .
فهل الدبلوماسية بين دول مجلس التعاون الخليجي عاجزة ان تعالج مثل هذه الهفوات التي تسمم الأجواء في فضاء الخليج بعد ان استطاع أمير دولة الكويت باعادة العلاقات الطبيعية بين الدول الخمسة الى عهدها السباق ؟ وهل نترك الحبل الى القارب لبعض الساسة لتعكير المياه المالحة مع المياه العذبة من أجل مكاسب شخصية ؟ وهل الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول أو دعم الكيانات الخارجة عن القانون من المطالب التي رفضتها قطر ؟ وما دور دولة الامارات والبحرين ومصر في رأب الصدى واصلاح ذات البين ؟