د. عمر كابو يكتب في (كابوية).. قحط (أكرمكم الله)تأرز إلي جحرها
كلهم بلا استثناء أجمعوا علي أن تكون الدعوة لنبذ خطاب الكراهية مرتكزاً من مرتكزات خطبة العيد ما شذّ عن ذلك إمام٠
ذاك وحده كاف كان كافياً لإعلان أن أهل السودان اجتمعت كلمتهم واطمأنت نفوسهم بأن ثمة خطأ فادح وقعوا فيه جميعاً حين سايروا (اليسار) في قبحهم وتنمرهم علي الآخر حقداً وحسداً وعنجهية٠
إن مايحسب للرئيس البرهان في خطابيه الأخيرين أنه جعل من الحوار بين الفرقاء مدخلاً مرضياً وطبيعياً لحل الأزمة السياسية مركزاً فيهما علي ألا يستثني الحوار أحداً٠٠ فقد خلا خطابيه من العبارة الشاذة (إلا المؤتمر الوطني)٠
استدراك قد تأخر منه كثيراً فما كان لزعيم ألهم الرشد والصواب٠٠ أن يدعو لحوار في فترة انتقالية ثم يقصي منه أعظم وأكبر حزب من حيث الأثر والقوة والحشد والتأثير والأثر والفاعلية٠
جاء الوقت الذي يجب أن تنتبه قحط إلي هذا الخطأ الفادح الذي وقعت فيه وهي تستعدي التيار الإسلامي العريض فإنه أثر بلا شك عليها وأقصاها تماماً من المشهد وسيجعلها في عزلة جماهيرية أكبر قابل الأيام والمواعيد٠
نراها الآن تواجه حصار جبهات ثلاث٠٠ جبهة : مجتمع يري أنها سبب نكسته وضياعه وتردي أحواله وجبهة: تيار إسلامي عريض وقوي يعرف مايريد ٠٠ وجبهة : شباب مقاومة شكلوا لها حاضنة سرعان ما انقلبوا عليها وأضحت عدوهم الأول بامتياز بعد أن صارت محور نقدهم وتنمرهم واستهجانهم٠
خروجها من هذا النفق المظلم والحصار الرهيب يتطلب اعتذاراً شفيفاً لشعب أضاعوا قيمه وأورثوه الذل وفرضوا عليه استعماراً انتقص من قدره وسيادته٠٠ وقبل ذلك تغييراً جديداً في المنهجية بأن يتواضعوا إلي رؤية تأبي العزل السياسي وتنبذ الإقصاء وتقبل بالآخر مهما بلغت درجة الخلاف والاختلاف معه بعد أن ثبت بما لايدع مجالاً للشك خطل التعويل علي (الأجنبي) الذي يغير مواقفه طبقاً لمصالحه٠
من غير ذلك ستأرز لنفسها صغيرة حقيرة كما تأرز الحية إلي جحرها٠
عمر كابو