أعمدة

د. عمر كابو يكتب في (ويبقى الود).. الإسلاميون أو ضياع البلاد!!

ما يكاد مسؤول في الفترة الانتقالية ينطق بكلمتين إلا ويسارع للتأمين على ضرورة الوفاق الوطني وتهيئة الأجواء للاستحقاق الانتخابي لكنه من أسف يذهب للجزم بعزل وإقصاء المؤتمر الوطني عن دعوة الوفاق الوطني تلك وتأكيد عدم مشاركته في الانتخابات القادمة رغم أنف الدستور والقانون والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي ترفض عزل أو إقصاء أي مواطن وحرمانه من حقه في الانتخاب والاقتراع والتصويت والترشح والترشيح وكافة الإجراءات والحقوق الأخرى المتصلة بالعملية الانتخابية٠
نخطيء ويخطيء غيرنا حين نظن أن مشروع عزل وإقصاء الإسلاميين وعدم السماح لهم يأتي فقط في إطار الكيد السياسي من خصومهم السياسيين ،فإن القول بذلك يعد تبسيطا مخلًّا للغاية من ذاك الاستبعاد وعدم إدراك وتبيان الهدف الجوهري من عملية إقصائهم..
ذلك أن المخابرات الأجنبية وفي إطار خطتها المحكمة لتفتيت البلاد وتقسيمها درست الحالة السودانية دراسة عميقة وخلصت للحقيقة جلية بأنه ليس هناك تيار منظم ومرتب ويضم كوادر مدربة ومؤهلة لقيادة البلاد والنهوض بها في السودان غير الإسلاميين..
بعد أن كشفت وعرت الفترة الانتقالية كل الأحزاب والتيارات العلمانية التي كانت المخابرات الأجنبية تعول عليها في الانتقال إلى الدولة العلمانية وهندسة سودان جديد برؤية جديدة تقوم على هتك أعراف وتقاليد المجتمع وتحويل الشباب إلى مجموعات تلهث خلف الإدمان وتهدر وقتها في ما لا طائل منه من كحول و مخدرات وممارسة الفواحش وإتيان المنكرات ما ظهر منها ومابطن٠ساعتئذٍ يخلو لها وجه السودان ويسهل فعل كل شيء تريده بسهولة ويسر عجيبين..
لكن من سوء حظها أنها لم تجد ضالتها في تلك الأحزاب العلمانية التي ضمت وحوت كوادر ضعيفة رخوة فاسدة ميتة لا تتمتع بأي قدرات ذاتية ولا فعل إيجابي ولا مبادرات تقودها وتقربها إلى قلوب المواطنين وتقدمها بديلًا موضوعيًّا مقنعاً للإسلاميين..
ثلاث سنوات من حكم اليساريين للبلاد كان عنوانها الفشل التام تردت الأوضاع فيها على كافة مسافات الحياة ترديًا حول معيشة الناس إلى جحيم لايطاق..
وجعل غالبية أهل السودان يعيشون حالة من الندم والحسرة على تفريطهم في حكومة البشير بعد أن أحسوا بالجرم الذي ارتكبوه في حق أنفسهم ووطنهم الكبير٠
بالرجوع إلى أصل الموضوع فإن إبعاد الإسلاميين مقصود به إذن إضعاف الخدمة المدنية من خلال إبعاد الكوادر الوطنية المؤهلة والمدربة التي صقلتها التجربة العملية والممارسة الفعلية ذاك ماخططت له هذه الأجهزة المخابراتية ليظل السودان دائرا في حالة الضياع والتوهان فيضعف وتزداد معاناة مواطنيه لينتهي به الأمر لاحتجاجات تفضي إلى حرب أهلية شأن سائر البلدان العربية الأخرى التي تشهد (الفوضى الخلاقة) في كامل تجلياتها (اليمن وليبيا وسوريا والعراق ولبنان) أو أن تظل الأوضاع كماهو حادث الآن عبث في كل مكان وضياع لهيبة الدولة وحالة من السيولة الأمنية واجتياح كامل وتعدٍّ سافر صريح على سيادة البلاد بتدخل السفارات الأجنبية والدبلوماسيين الغربيين في كل شأن داخلي حتى عشنا زمانًا صار فيه كل قرار يصدر من الأجهزة الحكومية هو في الأصل يعبر عن رغبة أو توجيه مسؤول أجنبي رضخت وأذعنت له تلك الأجهزة٠
الأمر بجد خطير ويحتاج إلى وعي وإدراك يتجاوز حالة انسداد الرؤية والخداع الذي يمارسه اليساريون تجاه بعض شبابنا المغرر بهم وقيادتهم للمعادة والهتاف ضد الإسلاميين والعمل على شيطنتهم٠٠٠ فهؤلاء اليساريون الخائنون يفعلون ذلك تنفيذًا لأجندة الخارج وإرضاءً لرغبات نفوسهم المريضة المليئة بالغبن والأحقاد ضد خصومهم الإسلاميين شيطنة وتنمرا٠
من الآخر إقصاء الإسلاميين يعد ضربة في مقتل لاستقرار البلاد لكن قبل ذلك عمل ممنهج مقصود به تنمية البلاد وتطويرها فلا وجود لتنمية دون كوادر مؤهلة وهذا شرط يعز توفره إلا لدى الإسلاميين؛ فهم التيار الوحيد العريض الذي يتوفر على ملايين الخبرات والتجارب الحقيقية التي صنعت وفجرت آلاف المشروعات رغم التضييق والحصار الذي ضرب عليهم فهل يدرك شبابنا هذه الحقيقة أم يعيش الوهم اليساري الكبير فينزلق السودان إلى هوة مربع جديد في قاع الأزمة المستفحلة الآن ؟؟؟!!!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى