زيارة بن زايد لفرنسا … توثيق للعلائق وإلتفاته لمعالجة قضايا العالم
الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لفرنسا توصف بأنها الأهم في المحور الإقليمي والدولي والعالمي لما سيترتب عليها من أمور تخدم بالطبع الدولتين والعالم بأسره، وهي كذلك إمتداد لتواصل طال أمده وترسخت مفاهيمه من خلال العمل سوياً لخلق عالم أفضل وتطور أنفع مستخدمين كل الممكن والمتاح من إمكانات ثنائية لتحسين مضطرد في حال التواصل والعمل المشترك في كافة مناحي الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، إذ أن العلاقة التي تربط بين فرنسا ودولة الامارات العربية المتحدة قديمة العهد والجذور، ترجع تأريخياً لمرحلة ما بعد استقلال دولة الامارات في ديسمبر 1971، غير ان لديها أيضاً جذور أقدم، فبعض الشركات الفرنسية مثل “توتال” كانت موجودة قبل ذلك بكثير، تحت اسم “الشركة الفرنسية للبترول” (CFP). وسرعان ما قامت دولة الامارات العربية المتحدة الجديدة بعد الاستقلال بالانفتاح على العالم وعلى الحياة الدولية والبحث عن شركاء. ولا يخفى لكل متابع في تاريخ هذه العلاقة المتميزه أن فرنسا بدأت تظهر إهتماماً متزايداً لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومنذ ذلك الحين، فان العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا أتاحت نمواً كبيراً في كافة المجالات، وذلك مع الرؤساء المتعاقبين في فرنسا، فرانسوا ميتران وجاك شيراك واليوم نيكولا ساركوزي، ومن جهة الامارات، مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد اليوم. وسياسياً فإن الحوار قائم البدلين بشكل دائم، و جرت خلال الفترة السابقة لقاءات وزارية وحكومية كثيرة لا يقل عددها عن عشرين وكان هنالك سبع زيارات لوفود برلمانية. ولقد قام رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، بزيارة فرنسا مرتين، في يوليو 2006 وبتاريخ 20 يوليو الماضي، للاجتماع بفخامة رئيس الجمهورية. وهذا السرد يوضح بجلاء التواصل الدائم بين الرئيس الفرنسي ماكرون و صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، في كل ما من شأنه أن يضع البلدين في مقدمة دول العالم، فلقاءات كثيرة خلت للحديث عن الطاقة وكيفية الإستفادة منها وتطويرها، وبحص مضطر لتحسين التعليم العالي والصحة والتجارة وكل مايتعلق بالحياة. ولا يخفى في هذا الإطار الجهود الكبيرة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لخدمة العالم من خلال المجهودات الجبارة التي يقوم بها من مبادرات وإتفاقيات ثنائية ورعاية لقمم وتقديم ميادرات للإصلاح الإقتصادي لكل دول العالم، والإمارات وقياداتها تقوم بهذا العمل إيماناً منها بضرورة توفير حياة أفضل لمواطنيها وللعالم من بعد، فصاحب السمو لم يتوان هنيهة في وضع حلول للمشكلات التي تطرأ في الإطار المحلي والدولي والعالمي. أما في مجال الدفاع، فان العلاقات الثنائية تواصل نموها ضمن ذهنية اتفاقية الدفاع المبرمة في عام 1995. وهي تجسد عزم فرنسا على مواكبة دولة الامارات العربية المتحدة في تدعيم استقلالها من خلال تطوير جيش حديث في معداته وفي تأهيله وفي مفاهيم استخدامه لهذه المعدات. وفي البال الصفقة التأريخية التي تمت بين البلدين في شراء الإمارات ٨٠ طائرة رفال فرنسية لدعم الاقتصاد الفرنسي . ولعل أبرز محطات الزيارة واجندتها تتمثل في بحث الطرفان مسألة الاستمرار في تعميق الشراكة الاستراتيجية التي توحد البلدين، لا سيما في مجالات الأمن والدفاع وتقنيات المستقبل والاستثمارات والثقافة والتعليم والفضاء. وسيتعلق الأمر بتعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية، ولا سيما الاستجابة لأزمة الطاقة العالمية وتسريع تحولات المناخ. كما سيناقش الجانبان الجهود المشتركة لفرنسا والإمارات من أجل الاستقرار والأمن الإقليميين. كل المراقبين يؤكدون أن الزيارة الحالية ستتمخذ منها ما يخدم مواطني البلدين وكل دول العالم لم يمكن أن تحدثه من إختراق في جميع الملفات التي يحتاج العالم نقاشها اليوم.