ورحل محى الدين، الضاحك الباكى محجوب فضل بدرى
-لم تكن ردهات القصر الجمهورى، هى المكان الأول الذى التقيت فيه بالراحل المقيم *الفريق* اللواء شرطة محى الدين محمد على -اشتهر برتبة اللواء،واحيل بها للتقاعد،ورقى الى رتبة الفريق استحقاقا قبل زمن يسير من وفاته- -بل التقينا قبل ذلك كثيرا، فى مسارات الحياة العملية، والمناسبات الاجتماعية، ولقاءات افتراضية كثيرة جدا على أعمدة الصحف السيارة. وعلى صفحات الكتب. -ولم يكن عموده الراتب *الضحك فى بيت البكاء* والذى جمعه فى كتاب، هو الانتاج الادبى والصحفى الوحيد، فللرجل بصمات ولمسات كثيرة تجل عن الحصر.وله (كتاب الضحك المسيل للدموع)،وكتاب (الضحك السكوتى)،على وزن الاجماع السكوتى!! ومحى الدين شاعر له ديوان منشور، واخر تحت الطبع، وله كتاب (صح وخطأ)، تحت الطبع أيضا، -ولا تحسبن الرجل يضحك من أجل الضحك فحسب!! فالضحك بلا سبب قلة ادب، كما كان يقول، فهنالك الكثير من الشرور والبلايا،المضحكات المبكيات، وشر البلية ما يضحك، وكم ذا (بسوداننا) من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء!! -كان محى الدين مثقلا بالهموم والواجبات، لكنه لا يثقل على جليسه بها بل *يقطعها فى حشاهو* !! ويؤانسك بالضحك، ويحكى عن الشرطة بعمق وبحب، ويسترجع ذكرياته فيقدم لك دروسا فى الوطنية وحب الواجب، وفن القيادة، ولا ينسى ذكرياته، فى كلية الشرطة، و(القسوة الحانية)!! فى التدريب من التعلمجية القدامى(تاج السر الباترا، ومحمد أحمد الدقلنا، وعباس الكنزى) وغيرهم، ولا ينسى قادته الكبار، ولا دفعته، ولا ضباطه ممن هم ادنى رتبة منه، ولا عساكره بطبيعة الحال، انغمس فى العمل العام، ولم يتحزب او ينتظم فى اى كيان سياسى، ولم يجنح الى القبلية فقبيلته هى الشرطة، ولم يترفع على سواد الناس، رغم رفعة مكانته، فهو يحمل على كتفيه مقص وصقر(لواء كامل) نزل المعاش فاستبدل الميرى بالسفارى، يسكن فى الدروشاب، وهو يعمل فى القصر الجمهورى،مديرا للمكتب الاعلامى، ومن قبلها وكيل وزارة، ومستشار بوزارة السياحة، وابنه ضابط شرطة، ولم يفارق الدروشاب الا الى المقابر حيث رقد،كما كان يمنى نفسه. *(إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَیُنَزِّلُ ٱلۡغَیۡثَ وَیَعۡلَمُ مَا فِی ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسࣱ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدࣰاۖ وَمَا تَدۡرِی نَفۡسُۢ بِأَیِّ أَرۡضࣲ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرُۢ﴾* -اللهم انا نشهد ان عبدك محى الدين، كان يشهد انك انت الله لا إله إلا أنت، وان محمدا عبدك ورسولك، ومات على ذلك، اللهم فأكرم نزله ووسع مدخله، ومد له فى قبره، وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واحشره فى زمرة النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين وحسن أولئك رفيقا، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلي آله الطيبين الطاهرين صلاة وسلاما دائمين متلازمين الى يوم الدين، ولا حول ولا قوة الا بالله.