(وطن النجوم) .. علي سلطان .. افريقيا عروس مهرها صراع عالمي محموم*3-3*
عاشت معظم الدول الافريقية في فقر مدقع بسبب الاستعمار الذي استوطن فيها قرونا. والذي عطل مسيرتها عن قصد وسوء نية نحو التنمية المستدامة والتطور الطبيعي المنشود من خلال الامكانيات المتاحة.
ولقد حرص المستعمرون على نهب كل موارد الدول الافريقية.. وفي الوقت ذاته انتهكوا حقوق الإنسان انتهاكا فاضحا قاسيا.. واتخذوا من رجالها الأشداء عبيدا في سوق النخاسة.. واستحييوا النساء والاطفال وساقوهم جميعا كالانعام بل أسوا من الانعام الى اوروبا وامريكا الجديدة دون ادنى ذرة من العطف والانسانية وحقوق الانسان التي تتشدق بها مجتمعاتهم الآن..!!
حين تزايدات حركات التحرر الافريقية وبدأ الافارقة يحاربون من أجل كرامتهم واستقلالهم.. خرج المستعمرون منها.. ولكنهم تركوا عملاءهم ومن صنعوهم بايديهم ليكونوا امتدادا لاستعمارهم الجديد.. فأصبح كثير من طغاة وديكتاتوري افريقيا لعبة ودمى في ايدي المستعمرين يحركونهم كيفما ارادوا.. وكما قيل قديما خرج الاستعمار بالباب وعاد عبر النافذة..!!
ثم بخبثهم خروجوا وتركوا وراءهم فتنة تمثلت في الحدود المشبوهة بين الدول الافريقية .. وكل اقتطع كيكته التي يريد.. ثم تركوا بين كل دولتين جارتين حدودا ملغومة و مصطنعة وتداخلا قبليا فتركوا فتنا تشتعل بين كل حين وحين.. وهم من يشعلون نارها ويزيدون لهيبها ..!
ومازال المستعمرون الفرنسيون والبريطانيون والبرتغاليون والالمان والايطاليون والاسبان وغيرهم ممن استعمروا الدول الافريقية خلال القرون الماضية اكثر حرصا الان على ان تظل الدول الافريقية تحت ادارتهم ورهن اشارتهم.
ولن تقبل هذه الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأمريكية لاي من الصين وروسيا وتركيا والهند وغيرها من اقامة اي علاقات تعاون وصداقة ومنفعة مع الدول الافريقية.. وسيحاربون اي دولة أفريقية تُفعل اي علاقات صداقة مع هذه الدول او غيرها وقد فعلوا ذلك مع السودان واثيوبيا ومالي والجزائر وغيرها من الدول..فافريقيا خط احمر وقارة محرمة على غير الغربيين..!!
واذا كان كثير من شباب افريقيا يموتون كل صباح جديد ومساء في مياه البحر الأبيض المتوسط هربا الى جنة أوروبا ونعيمها فان أوروبا تدرك ان حظوظها في افريقيا ماتزال اقوى..!!
واذا كان اجداد هؤلاء الشباب تم استبعادهم واذلالاهم ونقلهم بالقوة المفرطة الى اوروبا وأمريكا فان احفادهم يبذلون دماءهم رخيصة من اجل الوصول الى جنة أوروبا الموعودة دون ان تبذل أوروبا جهدا يذكر في استقبالهم..وتقبل من تريده منهم ممن وصل اليها حيا لم تفترسه اسماك البحر الأبيض المتوسط الذي اصبح مقبرة للشباب الافريقي ذكورا وإناثا.
على الدول الافريقية وشبابها اعادة النظر في تعاملهم ونظرتهم الى قارتهم الام فهي قارة المستقبل حقيقة وكل المؤشرات تؤكد ذلك.. ولكن ابالسة الشر لن يسمحوا لأفريقيا وشعوبها باي فرصة لبناء مستقبل جديد بايدي ابنائها واصدقائها.