أحداث الحدود مع تشاد .. التدخل الفرنسي
شهدت الحدود السودانية التشادية توترات وتصعيد من قبل مجموعات تشادية مسلحة قتلت عدداً من المواطنين السودانيين على الحدود، ونهبت ثروة حيوانية وماشية وكادت هذه الأحداث أن تقود لمواجهات عنيفة بين الطرفين لولا تدخلات لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو واتصالات تمت مع الجانب التشادي، حيث امر الرئيس التشادي محمد ديبي بإقالة حاكم المقاطعة الحدودية والتحقيق في الجريمة وكانت الخارجية السودانية استدعت السفير التشادي وابلغته إحتجاجها على مقتل المواطنين السودانيين ونهب ماشيتهم من قبل المجموعات التشادية وبالتزامن مع هذه الخطوة عقد مجلس الأمن والدفاع اجتماعاً عاجلاً الاسبوع الماضي بطلب من نائب رئيس مجلس السيادة وأقر الاجتماع اتخاذ قرارات لحماية الحدود والمواطنين السودانيين.
صناعةفرنسية
وفي السياق أشارت تقارير ومعلومات متداولة إلى أن أحداث الحدود السودانية التشادية أحداث مرتب لها ومصنوعة منظمة من الجانب الفرنسي، وأشارت التقارير إلى أنه تم تمويل هذه التفلتات من قبل منظمة تطوعية فرنسية تسمى (Pro medication) وقدم الدعم للحركات التشادية المتفلتة والحاملة للسلاح وأشارت المصادر إلى أن هدف الطرف الفرنسي هو إيجاد تهديد إرهابي وتشكيل تهديد أمني لغرب السودان وإقليم دارفور تحديداً وبينوا أن الهدف الرئيسي للفرنسيين هو إضعاف المكون العسكري في الحكومة وصناعة أزمات وحرب جديدة في الإقليم المتاخم لتشاد والذي عانى من الحرب كثيراً ولسنوات
عمل قديم
وبدوره نبه الخبير الاستراتيجي والمتخصص في الشأن الدارفوري الأستاذ محمد عبد الله آدم إلى أن تحركات الفرنسيين في دارفور ليست جديدة وقال إن العنف في دارفور بدايته كانت انطلاقاً من تشاد وبدعم فرنسي وغربي وقال آدم فرنسا تأوي زعيم حركة تحرير السودان المتمردة عبد الواحد محمد نور وظلت تمنعه من توقيع أي إتفاق سلام منذ عهد البشير وإلى عهد الثورة والتغيير ولفت إلى الحركات في دارفور وقعت على السلام بعد الثورة التي ذهبت بنظام البشير عدا حركة عبد الواحد التي تتلقى الدعم الفرنسي رفضت حتى الحضور لجوبا وقال آدم فرنسا لديها أطماع في دارفور وأيادي ووجود كبير في تشاد ولا تريد تحقيق السلام في دارفور حتى يسهل زعزعة السودان أيضاً والتحكم فيه كما يحدث في تشاد الذي اغتالت المخابرات الفرنسية رئيسه السابق ديبي حينما اتجه شرقاً إلى الصين واستجلب شركات صينية تعمل في مجال التنقيب عن البترول وأشار إلى أن هذه المؤامرة معلومة للتشاديين ولكثير من أجهزة المخابرات.
صناعة تحول في السودان
وينبه الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن فرنسا تهدف أيضاً من تحركاتها في دارفور للضغط على المكون العسكري في السودان وصناعة تحول جديد في السلطة المركزية بالخرطوم يقوي حلفائها في مجموعة الأربعة بالحرية والتغيير ويعيدهم للسلطة وأشار إلى التنسيق بين باريس والخرطوم في عهد حمدوك ووعود إعفاء الديون ومؤتمر باريس الذي اقامته فرنسا دعماً لحمدوك وحكومته ولفت إلى أن نتائج المؤتمر تم تعطيلها للضغط على العسكريين ومن أجل إعادة حلفائهم والعمل على إضعاف قبضة المكون العسكري ما أمكن وقال عطار إلى أن التوجهات الفرنسية ضارة بإستقرار السودان والمنطقة.