العلاقة بين الأمن المائي وحصاد مياه الأمطار بقلم : إبراهيم شقلاوي
تعتبر العلاقة بين الأمن المائي وحصاد مياه الأمطار أمراً حيوياً لنظام إدارة المياه في السودان ذلك ما اثبتته الدراسات الاستراتيجية واكدت عليه المراكز البحثية المتخصصة.. تابعنا ونتابع هذه الأيام ارتفاع معدلات الامطار في خريف هذا العام 2022 في عدد من الولايات السودانية والذي نتج عنه جريان الاودية والخيران .. خلف البعض منها مآسي فادحة تضرر منها الإنسان والحيوان والممتلكات العامة في عدة مناطق اخرها منطقة دار مالي والمكايلاب ومنطقة وادي الدان ووادي العوتيب في ولاية نهر النيل محلية غرب جبل مرة وام دخن ووادي صالح بولاية وسط دارفور ومنطقة بارا وجبرة الشيخ في ولاية شمال كردفان وغيرها من الولايات السودانية .
هذا يؤكد ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية عن التوقعات والتنبوءات الموسمية للأمطار؛ والتي تمثل أهمية قصوى نسبة لارتباطها بالنشاط البشري الاقتصادي لقطاع واسع من السكان ؛ بجانب الاستفادة منها في دوائر إتخاذ القرار والتخطيط ، لاتخاذ التدابير اللازمة حيال المعدلات السنوية المتوقعة ؛ والتي تمضي في الغالب مخلفة اوضاع كارثية دون الاستفادة منها..لاسيما وان السودان يعاني في فترات الجفاف والجفاف الممتد من العطش في ذات المناطق التي تقع ضمن حزام الامطار .. هذه المعضلة التي يمثل التفريط في حلها تفريط في ادارة الموارد المائية المهمة للإنسان والحيوان والتي تمثل جزء استراتيجي من مستقبل امننا المائي في ظل التحولات والتحديات الاقليمية الراهنة.
من هذا البعد الاستراتيجي أنتبهت الحكومات السودانية في للوصول لحل جذري يصل الي الحالة الصفرية لمشكلة العطش في الريف السوداني عبر خطة خمسية بدأت في العام 2016 وتنتهي في العام 2020 .. تضمنت الخطة الإعلان عن برنامج حصاد المياه الذي وجد دعم من المنظمة الأممية ضمن برنامج الألفية الانمائي.. لكن للأسف لم يمضي المشروع الي نهاياته وتوقف العمل جراء التقلبات السياسية التي تشهدها البلاد منذ العام 2019 م بدليل المعاناة الماثلة الآن جراء الأمطار والسيول المدمرة التي تعاني منها اغلب ولايات البلاد .
ذلك يجعلنا ندعوا الي أهمية العودة الي تفعيل هذه الخطة من جديد والاجتهاد في توفير التمويل اللازم لها والعودة للشراكة مع المانحين في ظل التغيرات المناخية التي تعيشها بلادنا و التي يعيشها الإقليم.. ان الاون للعودة من جديد لهذه الخطة الطموحة التي تحقق الفائدة المرجوة من حصاد المياه فلم يعد شغل النفير الموسمي ذو جدوي لتلافي حدوث الكارثة ولم يعد الركون للدعاء دون العمل مجديا (اللهم اجعلها امطار خير وبركه) يجب ان يتم توظيف كافة الخبرات المحلية للمهندسين السودانيبن الذين قدموا نماذج جيدة في مجال سدود حصاد المياه في عدد من ولايات السودان مثال ذلك سد السنوط في ولاية غرب كردفان والقريشة في القضارف و سد بوط بولاية النيل الأزرق وسد اللقداب.. وغيرها.
لا يحتاج السودان في هذا المجال لأي خبرات أجنبية.. فقط يحتاج الي توفير التمويل والعودة للأصدقاء في الدول الصديقة والشقيقة التي لها اسهامات جيدا في هذه المشروعات.. كما يجب العمل علي الاستفادة القصوى من مياه الأمطار .. فضلاً عن حمايه المدن والأرياف بإنشاء السدود الاعتراضية والحفائر والآبار ، وهناك نماذج في ذلك وادي حسيب بولاية الخرطوم محلية شرق النيل وسد تندلتي بولاية النيل الأبيض.. كما ان هناك دراسات مكتملة حسب ماهو معلن تتعلق بإدارة الموارد المائية المتكاملة لخور أبو حبل بشمال وجنوب كردفان وخور بركة في انتظار التمويل بجانب العديد من الأودية ذات الموارد الكبيرة من المياه وذلك لدعم إنشاء مشروعات حصاد المياه التي تحد من مخاطر الفيضانات السنوية المدمرة بجانب مساهمتها في استقرار الانسان وتنمية الريف.
ان وزارة الري عبر ازرعها وحدة تنفيذ السدود ووحدة المياه الجوفيه والوديان.. باتت تملك رؤية متكاملة من خلال أطلس مياه الشرب والأحواض الجوفية والوديان والذي تعتمد عليه في تنفيذ المشروعات المائية، ان الوزارة تتمتع بمعرفة راسخة في هذا الجانب يمكن مشاركتها مع للجهات ذات الصلة للاستعانة بها حسب الاحتياج لتحقيق وفرة المياه و حماية المدن من الفيضانات وتوفير الاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمواطنيين.. فقد تم من قبل تأهيل سد بوط بولاية النيل الأزرق وسد أبو جداد بولاية شمال دارفور و سدود هلالية وبوبة وترفوجرا وبقية السدود والحفائر والآبار أن هذه السدود تعتبر ذات أثر كبير في تخزين المياه لفترات الصيف لأجل إستقرار السكان والثروة الحيوانية وتوطين المرعى وقد ساهمت في عودة النازحين والحد من النزاعات في المناطق الحدودية.. لذلك يظل الجهد مطلوب من وزارة الري للمضي في دراسات هذه الوديان التي تحتاج لرصد الجريان الموسمي
لعدد من السنين بعد تحليل المعلومات يمكن
منها معرفة returned period ثم تبدأ المعالجة و كذلك يجب دراسة catchment area and drainage system.
و منها يمكن توجيه بعض الاودية الفرعية الصغيرة لاتجاهات أخري.. و من دراسة landscape and geomorpholoy و هذا جله ممكن دراسته ومن ثم توظيف التكنولوجيا و العلوم الأخرى في التطوير مثلاً remote sensing يمكن تحديد بعض المناطق التي يمكن ان تستخدم للزراعة يتم توزيعها علي مواطني المنطقة للاستفادة منها.. في تطوير دخل الأفراد والمجتمعات المحلية كما يمكن الاستفادة في ذلك من رجال الأعمال والمستثمرين ومنظمات المجتمع المدني والشباب.
بالله التوفيق.