(نصف كوب) .. د.عبدالله فتحي .. السودان .. منقذ العالم
رشفة أولى :
جرى نقاش مستفيض بين أساتذة وخبراء في ورشة تفاكرية نظمتها مدرسة الإعلام بكلية شرق النيل حول رؤية قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية شرق النيل لأن تكون مشروعات التخرج لطلاب السنة النهائية هذا العام محورها الرئيس ( التسويق والترويج والإعلان للمنتجات السودانية ) بشراكة مع مؤسسات وشركات ومنظمات محلية واقليمية ودولية وذلك لضرورة أن تكون المشاريع العلمية في المؤسسات الأكاديمية مواكبة ومستجيبة وملبية لقضايا وهموم الوطن والمجتمع الإنساني..فالمبدأ الأهم للعملية التعليمية في كل مراحلها هو ( العلم في خدمة المجتمع.).
رشفة ثانية :
معلوم أن العالم يعيش أزمة غذاء حادة تتفاقم يوما بعد يوم ( 16 اكتوبر اليوم العالمي للغذاء ) وذلك نتيجة حتمية لعدة أزمات استراتيجية تثير قلق المجتمع الدولي بادية للعيان أهمها:
– أزمة التغيرات المناخية التي جعلت الحرائق تشتعل من تلقاء نفسها ووقوع ضحايا في أوروبا نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة وتغير مواسم الانتاج الزراعي وتقرير عالمي من الامم المتحدة يشير الى أن 350 مليون إنسان في العالم يقضون يومهم جائعين.
– أزمة Covid19 التي إجتاحت العالم وحولته الى مجتمع مستهلك لمخزونه الغذائي الاستراتيجي غير منتج بالمرة.
– الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها العالمية فيما يتعلق بالقمح الاوكراني والنفط الروسي وتضرر دول أوروبا وكثير من دول العالم التي تعتمد على الإمداد الأوكراني الروسي على رأسها سوريا التي وصل 82٪ من سكانها الى تحت خط الفقر.
– الحروب والنزاعات في مختلف دول العالم والتي معظمها تدور في مناطق الإنتاج الرئيسية ( دارفور .النيل الازرق.) نموذجا.
– التضخم المتصاعد في اقتصاديات معظم دول العالم ووصلت بعض الدول الى مرحلة مريعة مثل ( لبنان ) التي بلغ بها الحال هجوم المواطنين على البنوك في وضح النهار لاسترداد مدخراتهم.
– البطالة..والتي تتوازي مع عدم الإنتاج في تناسب طردي فضعف الانتاج يعني ندرة العمل.
كل هذه الاسباب وغيرها جعلت العالم في حوجة ماسة شديدة للبحث عن بدائل .. ومراكز الدراسات الاستراتيجية تشير اصابعها باتفاق كامل أن حل ازمة الغذاء العالمي في توظيف موارد ثلاثة دول لتوفير الغذاء للمجتمع الإنساني هى (السودان. امريكا الشمالية. استراليا ).
إذاعة صوت امريكا بمناسبة اليوم العالمي للغذاء نظمت ورشة تفاكرية شهدها خبراء من منظمة الزراعة والأغذية العالمية ( Fao) وبرنامج الغذاء العالمي ( Wfp ) وخبراء ومختصين من السودان كان عنوانها :
( ماذا اصاب سلة غذاء العالم لتتحول الى مستهلك بدلا عن الإنتاج؟ ).
أزمة الغذاء من حيث ( الكمية والنوعية ) التي تجعل الإنسان يعيش حياة صحية وحيوية ونشطة للتفاعل مع شئون حياته كانت هى محور حديث الخبراء في اليوم العالمي للغذاء..وهنا ايضا تتجه انظار المصانع والشركات الدولية الى السودان باعتبار أرضه البكرة وانتاجه الغذائي النقي الطبيعي الخالي من الاسمدة والكيماويات.
إذن مجمل القول..السودان مقبل على إنفتاح عالمي رهيب يستهدف انتاجه لابد من جاهزية الدولة لاستقبال هذا الفيضان الاستثماري الهائل و تقنين دخوله وتوظيف عائداته والإستعداد له برؤية استراتيجية وطنية متكاملة تهدف الى استثمار هذا الموقف الذي يعتبر فيه السودان ( منقذ العالم ) بحيث ينعكس ذلك في تطوير الصناعات التحويلية الوطنية بإلزام المؤسسات الاستثمارية الدولية في مشاركة راس المال الوطني لمشاريع منتجاتنا الزراعية والحيوانية والغابية ليكون التصدير لسلع ومنتجات ومواد وعبوات كتب عليها ( صنع في السودان ).
رشفة آخيرة :
وهنا يكون للإعلام والإعلاميين ممارسين وأكاديميين شأن عظيم خاصة فيما يتعلق بتخصص العلاقات العامة وتحديدا في مجالات ( التسويق والترويج والإعلان للمنتجات السودانية ).
مطلوب في خلاصة ( يوم المنتج السوداني ) الذي يحتوي على – عروض مشاريع التخرج على شاشات الكترونية – معرض منتجات سودانية صنعت في السودان في طريقها للتصدير – ندوة بعنوان( التسويق الإلكتروني للمنتج السوداني ) – برنامج مصاحب محوره التسويق والترويج والإعلان..ليتحقق هدف الخروج برؤى تسويقية جديدة وأفكار ترويجية مبدعة وأشكال إعلانية مبتكرة تقدم المنتج السوداني الى المستهلك المحلي والإقليمي والعالمي بصورة رائعة ومقنعة وجذابة لينعكس مردودها في نهضة اقتصاد الدولة لينعم إنسان السودان في كل شبر بالخير والرفاه والعيش السعيد..و..معاكم سلامة.