حميدتي من النيل الابيض يبعث برسائل لعبور الفترة الانتقالية وتعضيد السلام والامن والاستقرار
إمتدح الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي رسائل الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة أمس المتعددة من ودسفوري بولاية النيل الابيض التي بعث بها إلى كل الاطراف السياسية السودانية مبيناً أنها رسائل هامة للغاية أتت في وقتها تماماً بعد قراءة متانية من سيادته للمشهد السياسي السوداني موضحاً أن أنها رسائل تصلح لان تكون أساساً قويا لعبور الفترة الانتقالية وإستكمال ماتبقى منها وتعضد السلام والامن والاستقرار ومن الممكن أن تكون بداية الحل السياسي بين الفرقاء السودانيين.
وقال الدكتور بشارة إن حديث دقلو وتأكيده على توسيع قاعدة المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة وإشارته إلى انه ومنذ الخامس والعشرون من إكتوبر الماضي لم يتم تشكيل حكومة يدل على أن نائب رئيس مجلس السيادة لمس تماماً أن السودانيين لن يقبلوا في مستقبل أيامهم بأن يتم الاستئثار بالسلطة من قبل أي حزب أو جماعة سياسية بعينها دون الاخرين لافتاً إلى أن دقلو كذب كل الاحاديث التي راجت في الاونة الاخيرة زوراً وبهتاناً بأن الرجل منحاز لاحزاب معينة.
وأضاف بشارة أن دعوات دقلو لتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم تؤكد أنه يسعى لوفاق عريض يضم معظم ألوان الطيف السياسي السوداني عدا المؤتمر الوطني الذي أسقطته ثورة ديسمبر المجيدة منوهاً إلى دعوته المماثلة إلى شباب الثورة للتقدم لنيل حقوقهم السياسية خاصة أنهم من أشعلوا ثورة ديسمبر وقدموا في سبيلها أرواحهم رخيصة مهراً لها مؤكداً أن لنائب رئيس مجلس السيادة عدة مبادرات تجاه شباب الثورة السودانية موضحاً أنه تصدى لعلاج جرحاهم وإقامة العديد من المشروعات الاستثمارية للعديد منهم حتى يتم إستيعابهم في الحياة العملية مشيراً لمبادرات دقلو المتعددة الخاصة بتأهيل الشباب وإبعادهم عن المخدرات والعنف خشية وقوعهم ضحاياً لاجهزة الاستخبارات المعادية للسودان.
وابان الدكتور عبدالحليم أن من اهم الرسائل التي وجهها دقلو من النيل الابيض أنه غير منحاز لاي حزب أو جماعة وإنما إنحيازه فقط لسلام وامن وإستقرار السودان وعبوره للفترة الانتقالية بكل امان وتوفير كل الخدمات الضرورية التي يحتاجها الشعب السوداني ولايجدها الان بسبب الصراع السياسي وعدم تشكيل حكومة حتى الان .
وفيما يتعلق بترويج بعض القوى السياسية التي فاتها القطار بأن دقلو يؤيد تسويات سياسية ضد الدين أكد الدكتور عبدالحليم بشارة أنه لايستطيع أي أحد المزايدة على نائب رئيس مجلس السيادة في الدفاع عن الدين في حياة السودانيين مذكراً جميع النكرات الذين أشاروا إلى ذلك بأن الفريق أول محمد حمدان دقلو كان وحده فقط من بين المسئولين داخل الدولة عندما إشتد الهجوم على الدين وتعالى الصوت العلماني في العاصمة الخرطوم كان هو وحده من يذهب لافتتاح المساجد في ولاية الخرطوم وسط التروس وغلق الشوارع من أنصار العلمانيين وكان يخاطب المصلين عقب صلاة الجمعة في تلك المساجد التي قام بإفتتاحها في مدن العاصمة الثلاثة في بحري والخرطوم وامدرمان مشدداً على أنه وإبان إفتتاح هذه المساجد تحمل الكثير من الهتافات المسيئة لشخصة ولم يأبه لها في سبيل حماية الدين والدفاع عن حوزته مشيراً لرعايته وتفقده للائمة والدعاة وشيوخ الطرق الصوفية والاشراف المباشر على قضاء حوائجهم وتشدده في عدم الاعلان عن ذلك وتوفيره إحتياجات العديد من الخلاوي المنتشرة في السودان من همشكوريب وحتى غرب دارفور.
ونوه بشارة إلى أن دقلو لم يكن صاحب منصب له قرار تنفيذي سيادي في أيا من حكومات حمدوك المتعاقبة بل منصبه شرفي فقط حسب نصوص الوثيقة الدستورية ولايمتلك حق معارضة القوانين أو الاعتراض عليها وإنما كانت تجاز معظم القوانين داخل مجلس الوزراء الذي لم يكن الفريق أول محمد حمدان دقلو عضواً فيه وبعض القوانين كانت تجاز في إجتماع مشترك للسيادي والوزراء بالاغلبية الميكانيكية التي لم يكن للعسكريين أي غلبه أو يد طولى فيها وفق الوثيقة الدستورية التي كانت تنظم وتحكم الفترة الانتقالية أنذاك.