التعهدات الأمريكية بدعم تعميق اتفاقيات إبراهام الوجه الآخر لمتاجرة واشنطن بالآخرين
لم يستغرب كثير من الناس تعهدات الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم تعميق اتفاقيات إبراهام التاريخية، التي شهدت إنشاء علاقات بين إسرائيل والسودان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، لكون هذه الاتفاقيات يراد بها أن تصبح حلفا لحماية المصالح الأمريكية على البحر الأحمر.
واعتبر المحلل السياسي استاذ القانون الدستوري بالجامعات السودانية الدكتور أحمد أبو قرجة هذه التعهدات بأنها تأتي ضمن استراتيجية البيت الأبيض واولويات السياسة الخارجية الأمريكية في التحكم والسيطرة على الموارد وبالتالي تسعى لإنشاء مثل هذه الاتفاقية
لتضمن أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية في السودان وفي منطقة شرق أفريقيا.
وقد كشفت تسريبات صحفية لصحيفة ناشونال الأمريكية النهج الأمريكي في مسألة التطبيع وذكرت أنه مكون من خمسة جوانب تتعلق بأمن دول التطبيع، حيث يتضمن جهود ومساعي نحو التكامل الإقليمي للهياكل الدفاعية الجوية والبحرية، وحرية الملاحة، والتركيز على الدبلوماسية في إزالة الصراعات.
وقال الخبير الأمني اللواء معاش محمد حسن خالد إن واشنطن تسعى لإنشاء تكتل لدول التطبيع ومن ثم تقوم بتوظيف عملية التطبيع في الصرف على مسائل الدفاع والحماية مثل ما فعلت بالاوربيين عن طريق حلف الناتو وقواعدها التي نشرتها في بعض البلدان الأوربية وحملتها مسئولية الصرف على ذلك في أبهى تجليات المتاجرة بالآخرين بعد تخويفهم من عدو متوهم.
وذكر أن كل الشواهد التاريخية توضح ان الاستراتيجية الأمنية الأمريكية تقوم على حماية أمنها القومي ومصالحها مع تحميل الآخرين تكلفة حماية هذه المصالح،مبيناً أن الدول التي تلبي مصالح أمريكا لا تستفيد شيئا مقابل ذلك.