ام اسماعيل تكتب (بالدارجي كدا) … ذبح أكتوبر البمبي والعصا البيضاء تحت أقدام أكتوبر الأخضر
يعتبر أكتوبر البمبي يوم تشجيعي وإحتفاء بنساء العالم فهو يوم التوعية بسرطان الثدي وسهولة العلاج في المراحل المبكرة واكتشاف بعض المؤشرات المبكرة قبل إنتشار السرطان للوقاية منه … وسُمي هذا الشهر بإكتوبر البمبي رسمياً عام 1992 حينما بدأ إستخدام الشريط الوردي كرمز لمرضى (سرطان الثدي) .. بعد أن وزعته مؤسسة (سوزان كومين) في مسابقة للناجين من هذا المرض في نيويورك … ويعتبر أكتوبر البمبي عظيم بعظمة كل أم وأخت لسلامتها … ولكن في الخرطوم بدلاً عن التوعية والاحتفاء بالمتعافيات والوقوف مع المرضى ضجت باللافتات عن أكتوبر وذكرى أكتوبر… كنت أتمنى من هؤلاء المتشدقين بأسم المرأة و و و أن تكتسي الخرطوم بالاشرطه البمبية كان حلمي خروج كل الثوار بمواكب توعية بالمدن والقرى والفرقان عن أكتوبر البمبي (كان أكرم لهم من هذا الموكب الهزيل) … ولكن منذ بزوغ شهر أكتوبر إنتشر جدول المواكب وما يسمى مليونيات وضرب الحائط بسلامة الأمهات والأخوات وفي ظل انتشار السرطان بصورة كبيرة كنت اتمنى انت تتوشح المدينة باللافتات والحملات التوعوية … لماذا لم نربط بين أكتوبر الأخضر والبمبي ؟؟ وتوصيل صوت الاحتجاجات بشكل موازي مع كشف مجاني او تكفل بعلاج وكحد أدني كشف مبكر توعوي … بدلا عن حرق اللساتك وتلويث الجو الملوث سلفاً … ذبحتم أكتوبر البمبي بالمظاهرات والغوغائيه التى يطلقون عليها هتفات… ليتكم كنتم كأكتوبر الأخضر وثراء الفكرة وجودة النتائج … أصبحتم رمز العطالة وفوضى الشوارع …
كما ذبح أكتوبر الأخضر أكتوبر البمبي فقد فقدنا أيضا رمزية يوم العصا البيضاء داخل دخان اللساتك وفوضى الشوارع والمحصله صفر … من المفترض أن يكون يوم (15أكتوبر) يوم العصا البيضاء هي رمز لفقدان البصر ورمز الاستقلالية بالنسبه للكفيف
… ولكن ضاع وذبح تحت أقدام التحضير لأكتوبر الأخضر … لو كنتم ثوار حقيقين لعرفتم معنى الحرية فيوم العصا البيضاء هو رسالة مفادها قدرة المكفوفين في العالم أجمع في تحرير أنفسهم من التبعية وهذا العصا الأبيض الطويل الصلب ذو الرأس المعدني أو البلاستيكي والتي يمكن بسطها وطيها بسهولة تعد المعنى الحقيقي للحرية للمكفوف فتحزره من وجود عائق أمامه أو تغير للمكان وبهذا يكون مستقل يعتمد على نفسه وهذا العصا الأبيض يخطرنا بأن الذي أمامنا كفيف … وتختلف قوانين المرور والتعامل معها من بلد لآخر… كنت أتمنى خروج الشباب وشرطة المرور في حملات توعوية للمواطنين بالعصا البيضاء … وهل السودان لها قانون ينظم ويلزم الشارع عن كيفية التعامل مع صاحب العصا البيضاء ؟ … كان أكتوبر أجمل لوكان بحملات شرطية مع الثوار للطلاب داخل المدارس والجوامع بتبصير المواطن عن العصا البيضاء وحاملها… ويتم إهداء المكفوفين في المدارس والجامعات عصا بيضاء… ولكن من يهتف تحت دخان اللاساتك ويبث الوهم ويعرقل حركة المرور بدلا التعاون مع شرطي المرور في أكتوبر… يتحدثون عن دم الشهيد ويرفعوا صور الشهداء هل رفعتم صور شهداء النيل الأزرق قبل أيام لن اتحدث عن شهداء الجنينة و و و إنها عنصرية الافندية والجهوية في أقزر صورها فلا شهيد الا في الخرطوم فقد فهمنا الدرس ولن اكثر القول في هذه العنصرية فقد تحدثت عنها كثيرا … اليوم انهم ذبحوا حتى الرمزيات العالمية … فتم ذبح أكتوبر البمبي والعصا البيضاء تحت أقدام أكتوبر الأخضر عربونا للافندية والملحمات الغنائية بالعاصمة السودانية ….
*خالص إحترامي*
*🖋 أم إسماعيل*
