(رؤى متجددة) .. أبشر رفاي .. اقتربت التسوية وانشق البشر
من الامثال الشعبية كلام القصير بجي اخير وفي رواية اخرى مابنسمع عديل ومن تجارب الرؤى المتجددة مع صانعي السياسية والقرار في بلادنا على مدي التجربة السابقة والحالية ، نؤكد بأن قومنا كل ما دعوتهم لتبين لهم مجرد فكرة او وجهة نظر او مقترح ستجد نفسك اما تؤذن في مالطا او كلامك من كلام طير الباقير .
نعم لقد ظلت وما انفكت الرؤى المتجددة تقدم من منظور فكري استراتيجي تقدم اضاءات متواصلة حول طبيعة القضية الوطنية مصحوبة بابعادها التشخيصية الدقيقة وهي بعد ادارة الازمة الظرفية ، وبعد حل القضية التاريخية ، وبعد الرؤيا المستقبلية ، الا انه وللأسف الشديد لا احد يجيب او يستجيب والشواهد كثيرة .
صحيح ان الذي تطلع به الرؤى وتدفع به من خيارات حلول مكانه في الدول المتقدمه ليس السلطة والسلطان استجاب أو لم يستجب انما مكان الطبيعي والطليعي مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية المتصلة بفدرالية ومركزية اتخاذ القرار وهذه هي الطريقة الحضارية العلمية المثلى المعمول بها من قبل الانظمة ودول العالم المتقدم . في محطات تشخيصية سريعة تلقي الضوء على عتمة المشهد قلنا ولا نمل القول بأن قضيتنا الوطنية التاريخية هي قضية بنيوية بالدرجة الاولى بمعني قضية تتعلق بخلل في اساسيات نشأة الدولة في كل جوانبها وأركانها بلا استثناء ، فأي قضية ذات ابعاد بنيوية لا تحل وتعالج على الاطلاق بالطرق والاساليب والوسائل البينية مثل بين جهة وجهة ، فئة وفئة ، توجه وتوجه مضاد بين زيد وعبيد وعمر ، أي حلول تأتي على هذا النسق لا تعبر عن الحقيقة ولا تمضي بالجهود نحو فرص الحلول العقلانية الموضوعية المستدامة .
في ظل تجربة النظام السابق اذنت الرؤى المتجددة طويلا في بلاطه ومالطته ، فلا احد يستجيب حتى يقي الوطن والمواطن من عوارض وقوارض وكوارث ومس شيطان السياسية المارد وشيطانها الرجيم والكلكي الذي تقاسي مسه وضربه وضره البلاد والعباد على مدى اربع سنين عجاف وربما تتضاعف حال استمرار الاوضاع السياسية على ماهي عليه الان ، طبعا للاسف كل كلامنا وكلام غيرنا من الناصحين راح ادراج الرياح واخيرا دفع الوطن والمواطن لا أيد لا كراع دفع الثمن باهظا في كل شيئ يتعلق بمسيرته الحياتية والحيوية وربما ستصل الاوضاع بالبلاد عاجلا ام عاجلا اذا لم يتم تداركها بالمسئولية الوطنية الحازمة الحاسمة ستصل بها الى حيث الندم ، ندم وطني كانك لا استقليت ولا شفت الاستقلال ، ثم مضت الرؤى المتجددة بنفس وتيرة القوة والمبدئية الوطنية الاخلاقية السياسية المجردة في ظل نظام الحرية والتغيير ومن أيامه الاولى موضحة وبالدارجي بأن الناس المتحركة في الشارع الثوري قبل ١١ أبريل ٢٠١٩ وبعده هم في الحقيقة خمس مجموعات جمعتها المصيبة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى يتفقون تكتيكيا على اسقاط النظام وحينما يسقط يتفرقون ايدي سبأ عند محطتي الاستراتيجيات ومحطة شيطان الاطماع والانفس والتفاصيل وتفاصيل التفاصيل والدلائل مجانية في العقول وخائنة الاعين وماتخفي الصدور والممارسات المشهودة وغير المشهودة ، ثم مضت الرؤى بالقول والابانة والتوضيحات بان ثمة ثلاث شراك منصوبة داخل ساحة اعتصام القيادة وقتها ، وهي شراك لاصطياد النظام السابق شراك لاصطياد وضرب القوات المسلحة والمنظومة العسكرية والامنية من مكان قريب بعد استحالة البعيد ، شراك لاصطياد الشركاء المحتملين ، شراك لاصطياد أرنب السلطة وغزالها الجفال ، انواع الشراك التي نصبت منها الكريون والعصب والتيل مزودة بكجامة صيد المرفعين .
الصيادون مهرة مدعمين بخبرات صرقلة وبلطجة سياسية محلية ودولية ومستدولة ، الطعم اشكال متعددة .
ثم مضت الرؤى في توضيح مزيدا من الحقائق المؤلمة مقابل حالة الرفض المتكرر لاي مشروع وطني تصالحي قومي شامل لايغيب بالضرورة الاهداف العليا للثورة والوطن ، حرية سلام وعدالة بالطريقة الصح وليس بطريقة الاتجار والمتاجرة السياسية وسيادة روح الانتقام وتصفية الحسابات ، محذرة في نفس الوقت من خمس مشاريع بالغة الخطورة عاملة غاضبة ناصبة ليل نهار تحت الكواليس وعبر دوائر منفصلة ومتصلة قاسمها المشترك الاعظم مكافحة مشروع الحوار الوطني القومي حول الحقيقية والمصالحة الاجتماعية والسياسية الوطنية الشاملة ، مشروع تصفير الدولة مشروع تسفيرها ، مشروع تسخيرها ، مشروع تصغيرها ، مشروع تمكين الاجنبي منها ، مشروع تمليكها له كاملة علي وعلى اعدائى (بكمشن) او ركوب رأس ساي وساكت .
تقف خلف تلك المشاريع أبعاد سياسية مفاهيمية متطرفة اذا لم تفوت عليها الفرصة اليوم قبل الغد حتما ستدخل البلاد في كوارث سياسية اجتماعية بالغة الخطورة على الاستقرار الكلي بل على وجودية الدولة نفسها ، وهنا لا نذيع سرا ان قلنا بأن المسئول الاول والاخير عن حالة الارتباك والربكة والمغموض الذي يلف الاوضاع السياسية الراهنة بالبلاد مصدره تلك المفاهيم السياسية وهي
الدولة العميقة الرئاسة ، الدولة العميقة الفرع الرئيسي ، الدولة العرقية العنصرية الاقصائية المضادة ، دولة العمالة والارتزاق وتعويم القيمة الاخلاقية للشعب السوداني دولة خضراء الدمن .
وعن التسوية السياسية التي يجري الحديث بكثافة حولها هذه الايام بجدوى وبدون جدوى ، ننصح القارئ الكريم عند الدخول لقراءة المشهد عليه استصحاب رابط التحديات والتعقيدات السياسية اعلاه لتتأكد ما اذا كان هناك فرصة للتسوية الوطنية العاصمة للبلاد من كل مكروه ، ام المسألة مجرد تسويف وتسويق سياسي ليس الا . وعن اساسيات التسوية الوطنية المقتدرة ينبغي مراعاة الاتي .
١– تحرير الارادة السيادية من أي تقاطعات حظوظ الانفس وسوء الظن والتدخلات والتداخلات الاجنبية ووصاياها سرا وعلانية
٢– يقترح تجميع كل المبادرات بالساحة السياسية تجميعها بموجب مرسوم دستوري يصدره السيد رئيس مجلس السيادة بصفته المسئول الاول والاخير بعد الحق تعالى والشعب السوداني مسئولا عن حسن ادارة الدولة وحسن ادارتها اليوم اصبح في المحك بسبب التحديات والمهددات العدمية الصفرية الفوضوية الماثلة والمقصودة لحد ذاتها ، يضع المرسوم استحقاقات التسوية المحتملة في ثلاث مستويات ، الأول منظومة الوفاق والتوافق الوطني الشامل فاذا حققت هذه المنظومة بالرصد التلقائى الشفيف حققت الاغلبية النسبية او المطلقة تكلف على طول وبلا تردد بوضع الترتيبات السياسية والدستورية والتنفيذية والتشريعية وغيرها لادارة الفترة الانتقالية و تسمى منظومة حكومة الفترة الاتتقالية ، اما المنظومة التي تقف ضد الوفاق والتوافق لاسباب تراها وكانت اقلية او متطرفة او متصرفة بشأن استحقاقات الفترة الانتقالية بطريقة لا تقوم على اي منطق ومحجة وحجة فهذه تعتبر معارضة لها حق التمتع عن جدارة بهذا الحق الديمقراطي المهم والذي يمكن ممارسته في ظل الفترة الانتقالية تمهيدا وتمرينا للدخول في ماتش التحول الديمقراطي المرتقب عبر انتخابات عامة حرة نزيهة ، في حال الفوز لها حق تطبيق برامجها وتشكيل الحكومة منفردة او بأئتلاف مع شركاء محتملين وفي حالة عدم الفوز لا قدر الله هذا يعني الاستمرار في تراك المعارضة حتى يقضى الله امرا كان مفعولا
٣– تحرير الثورة من قبضة الاختطاف والرهن السياسي المزدوج تحريرها من عقليات وعمليات واساليب وضع اليد سياسيا ودستوريا وثوريا
٤– تحرير المبادرات السياسية العاملة في مجال التسوية التوافقية وتلك الرافضة لها تحريرها من قبضة الوصايا السياسية الحزبية والنخبوية ووصايا ما عرف ويعرف بقوى الثورة بجانب هيمنة منظومات قوى الظل الناعمة الداخلية بشقيها السياسي الاقصائى والشق الانتهازي التكسبي وكذلك ظلال الاجندة الخارجية الثابتة والمتحركة بالاشارة وبدونها
٥ — ثمة سؤال للسيادي هل اودعت البعثة الاممية والالية الثلاثية وثائق تكليفها الاساسية أودعتها منضدة سيادة الدولة وفي مقدمتها لائحة تنظيم اعمالها التسهيلية ام شغالة (ساي) بموجب نصوص تكليف فضفاضة حمالة الاوجه والمفاهيم مثل مفهوم البعثة السياسية ومفهوم تسهيل مهام الانتقال الديمقراطي في السودان وغيرها من المفاهيم .
علما بأن أي بعثة اممية او اقليمية لا تدخل لاي بلد ذات سيادة الا بموجب اتفاق تمهد له المرجعيات السياسية هنا وهناك مقروء بحيثيات الموضوع ثم يأتي الدور الاعدادي للجهاز التنفيذي مجلس الوزراء عبر الوزارة المختصة ثم تجاز الاتفاقية بواسطة البرلمان او بموجب مرسوم مؤقت صادر من قبل السلطة المفوضة باعمال التشريع ثم يصادق عليها رئيس الجمهورية او رئيس مجلس السيادة رأس الدولة ، للاسف الشديد البعثة بالذات وربما الثلاثية لاحقا بل حتى الرباعية وغيرها ممن ظل يتدخل ويتداخل ويتداغل ويتباخل في شئون البلاد الداخلية في عهد التغيير عبر عدة ثغرات ثغرة الخلافات السياسية الصفرية الداخلية ، ثغرة ممارسة العمل السياسي تحت غطاء العمل الدبلوماسي والاسناد السياسي . ثغرة ممارسة الترهيب السياسي وارهارب الدول والدولي الذي يمارس بحق السودان والشعب السوداني بحجج بناء الديمقراطية ومكافحة الدكتاتوريات وعدم ضمان عودة النظام السابق الذي اكل معه الجوار القطري والنظام الاقليمي والدولي أكل معه وشرب على مدى ثلاثة عقود ثم مسح فمه متظاهرا اليوم عند ضرا وصفرة الحقيقة كأنه صايم صيام السحلية ولكن عند المحك صيامه صيام ضب . نعم كل الذي جرى لم يخضع لاتفاقيةوانما لسياسة الترغيب والترهيب والترغيب والخبث السياسي واستغلال التكاليف السياسية والوطنية والدستورية .
ولسع الكلام راقد ومرقد بسفروك دار مساليت كان صاب سلاح وكن جلا عود وراح ….