مساعدات السعودية للسودان .. تضع الالتزامات الاوروبية في المحك
تعهد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بضخ 3 ملايين دولار، في الاقتصاد السوداني، ضمن حزمة استثمارات مخصصة للبلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية. وراى خبراء ومراقبون ان هذه البادرة توضح بجلاء الاصدقاء الحقيقيين من غيرهم وانه ترجمة حقيقية لمعاني التعاضد والتكافل . هم الذين يقفون عند الضيق والسعودية تبادر. وقال الخبير والمحلل السياسي ناجي حسين ان خطوة الرياض بدعم الخرطوم جاء من واقع انها تعلم ان الوضع الاقتصادي في السودان حاليا بات اكثر تعقيدا، مشيرا الى ان المبادرة ليست هي الاولى التي تقدم فيها السعودية مساعدات مادية وعينية وكذلك بعض دول الخليج ، مثل الامارات وقطر ، بينما يقف من اسموا انفسهم اصدقاء السودان بعيدا يتفرجون على الوضع الاقتصادي المتازم في السودان ، وتسال حسين ما الذي قدمه هؤلاء الاصدقاء وما هو حصاد مؤتمراتهم التي احتضنها العواصم الغربية وتارة الخرطوم. وذكر ناجي ان مؤتمر باريس الذي تنادت له الدول الغربية لدعم السودان كان الحصاد فيه صفرا كبيرا. وفي السياق قال الناشط في المنظمات امير سليمان ان الرياض ودول الخليج ظلت على الدوام سندا وداعما للسودان، وتحدى الدول الغربية ان تفي بما تعهدت به من التزامات مادية تجاه عملية الانتقال الديمقراطي في السودان. وقال امربكا وبريطانيا اكثر الدول مرواغة مشيرا الى هاتين الدولتين لا عهد لهم وأجرى بن سلمان، ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ليل الاثنين، مباحثات على هامش قمة الشرق الأوسط الأخضر، المتزامنة مع قمة المناخ بشرم الشيخ. وقال بن سلمان في اللقاء، طبقاً لإعلام مجلس السيادة الانتقالي، “سيتم ضخ 3 مليار دولار لمشروعات صندوق الاستثمارات العامة السعودي”. وفي الصدد، نوه إلى حزم استثمارات أخرى مخصصة للسودان، ضمن خطة أطلقتها السعودية باسم (الرؤية الطموح 2030). وتراجع الاقتصاد المحلي بصورة قياسية، عقب وصول العسكر إلى السلطة في 25 أكتوبر 2021. وأمن اللقاء على متانة العلاقات بين البلدين، وجرى توصيفها من قبل البرهان بأنها “قوية واستراتيجية”. وقاد البرهان، صباح الاثنين، إلى شرم الشيخ المصرية، وفد السودان المشارك في قمتي المناخ، والشرق الأوسط الأخضر. وشهدت علاقات الخرطوم والرياض تحولاً كبيراً عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير، الذي انخرط في أحلاف وسياسات خارجية تسببت في جمود علاقات البلدين. وتشارك الرياض بفعالية في عملية سياسية تهدف لنزع فتيل الأزمة السياسية الناجمة عن الانقلاب العسكري بالسودان. وفي سياق متصل، شدد البرهان على عملهم لكل ما من شأنه إنجاح مبادرة قمة الشرق الأوسط الأخضر وتنفيذ أهدافها. وناشد في كلمة السودان أمام المؤتمر، بالتصدي للتحديات المناخية، وتبعاتها. وحثَّ القمة بضرورة تمويل البرامج التي تعالج من موجات النزوح واللجوء، كاشفاً عن مضي الخرطوم في زيادة مشروعات الأحواض والمحميات الخضراء، وبرامج ومشروعات حصاد الميا، بجانب خطط جمع السلاح من أيدي المواطنين.