لواء شرطة م عثمان صديق البدوي .. (قيد في الأحوال) … الآلية الثلاثية والرباعية.. سعيكم مشكور.. أتركوا أبناء البيت السوداني في شأنهم !
حزب الأمة القومي هذا الحزب السياسي التاريخي العريق ، الذي تم تأسيسه في العام 1945 ، كأوّل حزب سياسي في السودان لتحقيق المطامح الوطنية في الاستقلال ، وبناء الدولة السودانية المستقلة، هذا الحزب ، ومنذ وفاة زعيمه الراحل الصادق المهدي رحمه الله ، ظلّت أفكاره مشتّتة، ومواقفه متذبذبة، وظلّت داره منزل ضيافة لآخرين بلا دور ، يخرجون فيها بقرارات دون أن يكون للحزب العجوز رأي واضح فيها ! . آخرها أمس ، عندما أعلنت قوى الحرية والتغيير عن التوصُّل إلى إتفاق إطاري مع المكون العسكري كخطوة أولى ، من أجل إنهاء الأزمة الراهنة في البلاد ، إتفاق لم يجد القبول من معظم المكوِّنات السياسية ، حينما وصفته لجان المقاومة والحزب الشيوعي بأنه هبوط ناعم وشرعنة للحكم العسكري ، ومحاصصة رخيصة بمقاعد في القيادات العليا . وحتى حزب البعث العربي، الشريك في التحالف كان متردِّداً ، حين وصف المتحدث باسمه عادل خلف الله بأنّ ما تم الإعلان عنه، مجرّد “إطار” لم يحدث عليه إتفاق ، وقال :(لم يجرِ توقيع على أي شيئ) .
وبعد غياب طويل عن المشهد السياسي ، يدخل الحزب الإتحادي الديمقراطي الساحة السياسية بقوة ، على عكس رفيق دربه “حزب الأمة”. فعادت رياح الشتاء الباردة بعودة الحزب الإتحادي الديمقراطي برسائل واضحة، قبل عودة رئيسه المرتقبة يوم الأثنين القادم ، فقد أرسل “أبوهاشم” تلك الرسائل الهامّة (أمامه) ، لمنسوبي حزبه ، وللساحة السياسية، وللمجتمع الدولي ، خلاصتها ، أنّه لن يسمح بِشَق حزبه ، وأنه ليس مع أي تسوية مستعجلة ، وأنه يرفض أي تدخلات أجنبية.
ورغم الإختلاف حول إتفاق الأمس، والذي تحوّل “لإتفاق إطاري” من طرف واحد ! ، ولم يشرِّفه الطرف الآخر !! ، إلّا أنّ الوحيد الذي أيّده بتأييد غير محدود ، هو المجتمع الدولي والإقليمي المتمثِّل في الآلية الثلاثية والرباعية . ورغم علمه بانقسام الشارع السياسي السوداني واختلافه حول الإتفاق ! ، إلا أنّ هذا المجتمع الدولي مازال يسعى سعياً حثيثاً للإنحياز لطرف ، علم به حتى راعي الضأن في بادية السودان ! ، وأمس سفراء دول الإتحاد الأوربي عقدوا إجتماعاً مع الحرية والتغيير ! ، رغم الأعراف الدولية والدبلوماسية و”إتفاقية فيينا للأعراف الدولية 1961″ التي تحرِّم وتجرِّم تدخل السفراء في شئون الدول ، وعدم عقد الإجتماعات مع أي مكونات سياسية ، إلّا بموافقة وزير خارجية الدولة المعنية ، وبحضوره ، أو حضور ممثله ! . وأمس يسافر رئيس البعثة الأممية “فولكر” لكسلا “أرض المحنّة” علّه يجد من “يحِن عليه”.. ويقول له “أهلاً.. خلاص قبلنا” ! ..ويُقابَل بالرفض والإحراج من أحفاد عثمان دقنة، حين صرّح الزعيم “ترك” عن لقائهم بوفد الآلية الثلاثية بقيادة ” فولكر” وقال : (تحدثنا عن رؤيتنا في مسودّة المحامين وعدم إعترافها بالأعراف السودانية والأديان السماوية، وأبلغناه بتوقيعنا علي مبادرة الطيب الجد والتزامنا بها).
بعد كل الذي حدث ، ويحدث، نقول للمجتمع الدولي المتمثل في الآلية الرباعية : دعوا أبناء السودان في شأنهم ، وحواء السودانية لم تعقِر ، فأولادها قد ألّفوا الكُتُب “في الديمقراطية في الميزان” ، قبل أن تعرف الدول الديمقراطية ! ، ومنها مازال لا يعرف لها طريقاً ولا يطبِّقها في بلده، وكأنه يريد أن يتعلّم “الحلاقة” في هذا اليتيم !… لكن كلّا… فحواء السودانية والدة.. وإن كان السودان يتيماً في مخيلتهم ، فلديه أعمام وأخوال “يسدّوا عين الشمس” .
وعلى أولياء أمر السودان جميعاً ، وكل الحادبين علي وحدته ، أن يجلسوا غداً في قاعة الصداقة ، ويشكِّلوا حكومة مدنية من كفاءات مستقلة، وما أكثرهم ، ولو بالتصويت داخل القاعة ، حكومة إنتقالية مهمتها، معيشة المواطن ، وتوصل الأحزاب للإنتخابات.
أمّا الدستور الدائم للبلاد فمحلُّه (مجلس تشريعي منتخب) ، هو وحده الذي يجيز القرارت المصيرية.. وإلّا .. فعلي الديمقراطية السلام !..وعلي الحرية والعدالة السلام ! .
آخر السطور :
إبعدوا إبعدوا..عن الشأن الداخلي في البلاد ، ولا داعي للإحراج !
وجمعة مباركة على أهل السودان
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
18 نوفمبر 2022