أعمدة

(وطن النجوم) .. علي سلطان .. *مصير معاهدة لوزان في عيد تركيا المئوي المقبل

العام المقبل 2023 تحتفل جمهورية تركيا بمرور 100عام على تاسيس جمهوريتها الحديثة بعد زوال الإمبراطورية العثمانية وتفرق العديد من مستعمراتها ايدي سبأ في أوروبا وآسيا وغيرهما.
وقد احتفلت تركيا في التاسع والعشرين من اكتوبر المنصرم بمرور 99 عاما على قيام الجمهورية التركية على يدي الرئيس التركي كمال اتاتورك.. وقد احتفلت السفارة التركية في الخرطوم بهذه المناسبة.
ولكن الاحتفال الابرز في تركيا بعيد الجمهورية كان هو افتتاح مصنع توغ للسيارات و تدشين السيارة الكهربائية التركية محلية الصنع من منتجات توغ بحضور الرئيس التركي طيب اردوغان.
وكان لهذا التدشين وعرض نماذج مدهشة من هذه السيارة الجميلة مراميه ومغزاه..
وقد قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان في هذه المناسبة:: “يسعدنا أن نتوج هذا اليوم التاريخي (عيد الجمهورية) بافتتاح مصنع توغ (منتج) أول سيارة كهربائية محلية في بلادنا، وسنواصل كفاحنا بحزم لجعل القرن الحالي قرن تركيا ولتحقيق أحلام أمتنا دون مبالاة بالعقبات.
الجمهور التركي استقبل نماذج السيارة التركية الجديدة اثناء عرضها بترحاب كبيرة، فقد كانت سيارة مميزة في تصميمها والوانها.. وستكون مصدر فخرا لتركيا في مجال صناعة السيارات.
ولكن جمهورية تركيا الحديثة شعبا وحكومة وتيارات حزبية شتى تنتظر العام المقبل2023 بترقب وتوتر شديدا ايضا.. ذلك ان العيد المئوي لتركيا الحديثة يعني اكمال معاهدة لوزان مائة عام..!!
وهي المعاهدة التي بموجبها فقدت الإمبراطورية العثمانية بعد 600عام من حكم العالم جُل اراضيها في أوروبا وآسيا وأفريقيا.. وهي المعاهدة التي وقعها الرئيس التركي كمال اتاتورك.
وجرى توقيع معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923 بين كل من تركيا من جهة ودول الحلفاء المنتصرة في الحرب العالمية الأولى من جهة ثانية والتي بموجبها -معاهدة لوزان- لم يعد هناك شيء اسمه الإمبراطورية العثمانية وبالمقابل حلت مكانها الجمهورية التركية القومية العلمانية وهذا كله تم من قبل مؤسس دولة تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وقد كان من النتائج المترتبة عن معاهدة لوزان ما يلي:
إعلان علمانية الدولة بعد أن كانت خلافة إسلامية عثمانية مباركة.
ومصادرة جميع أموال الإمبراطورية العثمانية ونفي السلطان وعائلته خارج تركيا.
تنازل تركيا عن حقوقها في كل من السودان ومصر وتخليها عن سيادتها على قبرص وليبيا ومصر والسودان والعراق وبلاد الشام بعدما كانت هذه الدول تحت سيادة الإمبراطورية العثمانية.
وترسيم حدود اليونان وبلغاريا مع الدولة التركية.
اعتبار مضيق البوسفور ممرا مائيا دوليا ولا يحق لتركيا تحصيل أية رسوم.
ولكن مالذي تنتطره تركيا وما ستحققه بعد مائة على معاهدة لوزان مائة ؟
سؤال يتردد منذ سنوات خاصة ان الرئيس التركي أردوغان يشير كثيرا في خطاباته الى ذلك التاريخ المتتظر متذ عقود!!
تهدف تركيا إلى تحقيق جميع شروط عضوية الاتحاد الأوروبي وتصبح دولة مؤثرة في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2023. وثانيًا، ستواصل السعي لتحقيق التكامل الإقليمي، في شكل تعاون أمني واقتصادي. ثالثًا ستسعى إلى لعب دور مؤثر في حل النزاعات الإقليمية. رابعا، ستشارك بقوة في كل الساحات العالمية.
ومن الاسئلة العديدة:هل ستلغي تركيا المعاهدة؟ خاصة ان هناك بعض الشواهد علي الغاء دول معاهدات كانت طرفا فيها؟
هل ستحتفل تركيا في عيد جمهوريتها المائة بعام جديد يختلف كليا عن كل الأعوام السابقة؟

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى