(بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) … مصطفى ابوالعزائم .. التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب ..
سعِدتُ وتشرّفتُ بأن كُنتُ واحداً من ضمن الوفد الصحفي والإعلامي الذي لبّى دعوة كريمة من إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة السودانية ، للمشاركة في ندوة عن دور الإعلام في محاربة الإرهاب ينظمها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، وكان الوفد السوداني مشرفاً بحق ، ونفرد خلال الأيام القادمة بإذن الله تعالى مساحة خاصة عن تفاصيل ما جرى ، وما شهدته قاعة المؤتمرات في مقر قيادة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب ، وأود الوقوف على بعض المحطات المهمة عن الندوة ومشاهداتنا هناك ، وأولها أهمية إلتفات قيادة المملكة العربية السعودية لقضية الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية ، لا ترتبط بدين أو ثقافة معينة أو عرف ؛ وقد شهدنا نماذج لذلك خلال العقود الماضية في كثير من قارات العالم ودوله .
تمثل إلتفات قيادة المملكة العربية السعودية لهذه الظاهرة في إطلاق مبادرة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، لإنشاء هذا التحالف وإعلانه في الرابع عشر من ديسمبر من العام 2015 م عندما كان وزيراً للدفاع آنذاك ، ثم الإجتماع الأول لرؤساء الأركان من تسعة وثلاثين دولة إسلامية في الرياض في السابع والعشرين من مارس عام 2016 م ، ومن ثم الإعلان عن إنطلاقة التحالف رسمياً في إجتماع وزراء الدفاع التالي ؛ والذي إلتأم في الرياض بمشاركة أربعين دولة ، تحت شعار ” متحالفون ضد الإرهاب ” حيث تم الإعلان الرسمي للتحالف .
ما حدث آنذاك كان يُبرِز بوضوح النظرة الإستراتيجية والأمنية الأمير الشاب الذي تولى لاحقاً المسؤولية الأعظم حال تعيينه ولياً للعهد ، وقد أحدث تطورات مهمة في مختلف المجالات ، كانت تعبر عن روح الشباب الجديد في قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة .
جلست مطولاً خارج قاعة المؤتمرات التي إحتضنت الندوة ، مع سعادة اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي ، الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب ، وهو من القيادات العسكرية المعروفة والبارزة في المملكة العربية السعودية ، وإستمعت إليه ، كما إستمع إليّ وصديقي وزميلي الأستاذ فتح الرحمن النحاس ، وكان واسع الصدر ، عميق المعرفة بدوره ودور التحالف وأهدافه ، وتحدثنا إليه في مختلف الموضوعات الأمنية ، فكان بحراً محيطاً أفدنا منه كثيراً ، وكان من أبلغ ما قال به إن هذا التحالف يعتبر منصةً رسمية للتعاون العلني والشفاف بين أعضائه ، وأنه تحالف يستقطب المتطلعين للعمل الفاعل في التصدي لظاهرة الإرهاب ، يقوم على مبادئ أساسية من بينها شرعيته التي يستمدها من إنضمام غالبية الدول الإسلامية إليه ، ودعم المجتمع الدولي له ، ثم التأكيد على سيادة الدول الأعضاء وإستقلالية قوانينها وأنظمتها ، مع العمل الجماعي من خلال تشارك الأعضاء في جميع مراحل العمل ، من مرحلتي الدراسة والتخطيط إلى التحليل وإتخاذ القرار .
وذلك حتماً يقود إلى المواءمة بإتفاق الدول الأعضاء على أهمية التحالف والمواءمة بين رؤية التحالف والاهداف الإستراتيجية ، وهو ما يؤدي حتماً إلى التعاون والتنسيق بين الأعضاء ، ويقود إلى الفاعلية في سرعة إتخاذ القرارات المطلوبة مع مرونة التحرك لمواجهة أي مستجدات تطرأ في الوقت المناسب ، مع التأكيد على الخصوصية في توظيف الثقافات المحلية لمحاربة الارهاب في الدول التي الأعضاء من خلال صياغة حلول إقليمية ومحلية .
خرجنا من ذلك اللقاء الذي لم يكن مرتباً له مع سعادة اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي ، الأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب ، خرجنا بأن كل ما يتحقق من نجاح يكون بناءً على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التحالف والذي يستند على بناء الشراكات مع المنظمات الدولية والدول الداعمة ذات القدرات المتطورة في مجال محاربة الإرهاب ، مع القدرة التي تتمثل في مساهمة أعضاء التحالف في تمويل مبادرات محاربة التطرف والارهاب حسب امكانياتهم ورغبتهم .
لقد كان هناك عمل عظيم خلفه رجال عظماء وقيادات حكيمة ، وهذا ما يستوجب الشكر لله تعالى ، ثم لمن سخرهم عز وجل لأن يقوموا بهذا العمل الكبير ، ولابد من أن نقول شكراً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود صاحب المبادرة ، ولابد من أن نقول شكراً لقيادة المملكة العربية السعودية التي تبنت المبادرة حتى أصبحت واقعاً ، ولابد من أن نقول شكراً لكل الدول المشاركة ولقواتنا المسلحة السودانية التي شرفتنا هناك من خلال وجود قيادات فاعلة ، ونقول لسعادة اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي ، لك الشكر والتقدير وعظيم الامتنان ، فقد أثبتّ أن المواطن العربي السعودي قادر على إنجاز كل عمل عظيم .
Email : sagraljidyan@gmail.com
