صعوبة اكتشاف الجرائم المعلوماتية .. بقلم:المهندس اسماعيل بابكر
ثمة جمله من الصعوبات والعوائق تعترض سبيل اكتشاف جرائم المعلومات وذلك لعدة أسباب تتعلق بخصوصية هذه الجرائم العصرية فمنها ما يعود إلى قدرة الجاني في طمس معالم جريمته وذلك بتدمير الأداة التي من الممكن أن تتخلف عنها ومنها ما يعود إلى عدم تخلف الأدلة المادية أصلا كالتي تتخلف في الجرائم التقليدية ومنها ما يعود إلى طبيعة المحل الذي ترد علية كونها معلومات مشفرة ومنها ما يعود إلى قلة خبرة أجهزة العدالة الجنائية التي تتعامل مع هذه الجرائم أو منها ما يعود إلى طبيعة النظام الذي يعمل به الحاسوب ومنها أيضا ما يعود إلى الجهات التي تتعرض لمثل هذه الاعتداءات والتي غالبا ما تكون مؤسسات وشركات تجارية أو جهات مالية ومصرفية تؤثر الصمت على الإبلاغ عن الجريمة خوفا من أن تهز ثقة عملاءها. وسوف أقوم بتسليط الضوء على بعض هذه الصعوبات والأسباب في مقالتي هذه للتوعية بخصوصية هذا النوع من الجرائم وضرورة التوجه الجاد للتصدي لها ومكافحتها .
من الأسباب الأساسية التي تقف وراء صعوبة اكتشاف جرائم المعلومات هي قدرة الجاني على تدمير الأدلة في مثل هذه الجرائم ومما يميز جرائم المعلوماتية هي قدرة الجاني على تدمير الأدلة بوقت قياسي قد لا يستغرق أكثر من ثواني وقدلا تتجاوز بضعة دقائق الأمر الذي لا يمكن على ضوئه القول بان جرائم الحاسوب شأنها شأن بقية الجرائم ذات الأدلة المادية وعموما ففي كل الجرائم يحاول الجاني جاهدا محو كل آثار جريمته بل وغالبا ما يلجا إلى ذلك فهو يحاول عندما يقتل أو يسرق ألا يترك في مسرح الجريمة أي دليل مادي فما بالك بجرائم الحاسوب التي قد لا يحتاج الجاني فيها لأكثر من ضغطة زر لمسح كل آثار الجريمة الأمر الذي قد يفقد هذه الحجة أهميتها ومن الوقائع العملية التي تؤيد ذلك ما قام به احد الجناة بإدخال تعديل على نظام الحاسوب حيث ضمنه وفي نطاق التعليمات الأمنية لحماية ما فيه من معلومات مخزنة برنامج مهمته محو هذه التعليمات بشكل تلقائي إذا ما تم اختراق نظام المعلومات من قبل شخص غير مرخص له
من ضمن العوائق أيضا أمام اكتشاف جرائم الحاسوب هي قلة خبرات السلطات المسئولة عن ضبط هذه الجرائم والتحقيق فيها فمن المعلوم أن متطلبات العدالة الجنائية تفرض على الأجهزة الحكومية بشكل عام والأجهزة المسئولة عن تتبع الجرائم وضبطها والتحقيق فيها بشكل خاص أن تتحمل مسؤوليتها نحو اكتشاف المجرمين وضبطهم ومحاكمتهم وهذا يقتضي بالضرورة توفير الإمكانيات التقنية اللازمة لها سواء في عملية التحقيق والكشف عن جرائم الحاسوب أو في عملية المحاكمة والاستدلال بأدلة الجريمة لا سيما بعد أن تطورت ليس فقط أساليب الكشف عن الجرائم إنما أيضا تطورت أساليب ارتكابها وظهور أنماط جديدة من الجرائم ما كانت التشريعات لتعرفها من قبل لذلك وبما أن جرائم الحاسوب تتميز بخصائص فنية وتقنية معقدة سواء بالنسبة لمرتكبيها أو مكتشفيها أو حتى بالنسبة للموضوع الذي ترد علية فان توفير الامكانات التقنية في التحقيق و الاستدلال عن هذه الجرائم سيكون أكثر حاجة فيها من غيرها من الجرائم .
لذلك وفي سبيل تذليل هذه الصعوبات يستلزم الأمر استقطاب وجذب الكفاءات المهنية المتخصصة في الحاسوب للاستعانة بهم في التحقيق في هذه الجرائم وضبطها واكتشافها وتقديم أدلة الإدانة فيها وتولي شرح هذه الأدلة وأبعادها أمام المحاكم عملية التدريب المتخصص في امن وجرائم المعلومات من الاشياء الأساسية لهذه الجهات المختصه في محاربة ومكافحة الجريمة المعلوماتية مثال ذلك
دورات مسرح الجريمة المعلوماتية
دورة اكتشاف الدليل الرقمي