أعمدة

(وطن النجوم) .. علي سلطان .. متي نرفع راية وحدتنا و مجدنا؟

ارى ان استقلال السودان الفعلي تم في 19/12/1955
من داخل قبة البرلمان وان الاول من يناير يوما احتفاليا بجلاء المستعمر عن بلادنا او بجلاء ما عُرف بالحكم الثنائي الذي كان فيه الشريك الثاني نائما غير فاعل.. وكانت البلاد تحكم بقبضة بريطانية قوية.
ومن الجميل والمفيد ان الأجيال المتعاقبة بعد الاستقلال بدات تدرك ان استقلالنا تم تحت قبة البرلمان بارادة سودانية خالصة.. وان ذلك اليوم هو الذي يستحق اجازة عيد الاستقلال حقا.
وجاءت ثورة ديسمبر2019 لتوصل ذكرى ذاك اليوم بيوم الثورة الذي اصبح عطلة رسمية، فلا باس من إحياء ذكرى اعلان الاستقلال من البرلمان كل عام مع ذكري ثورة الشعب.فكلاهما معالم على الطريق الطويل.
وايام قليلة تفصلنا من عيد الاستقلال المجيد في ذكراه الثالثة والستين، وهي اعوام مديدة منذ الاستقلال.
ولكن ما الذي حدث لنا منذ يوم الاستقلال ورفع العلم السوداني عاليا خفاقا على سارية ساحة القصر الجمهوري؟!
مالذي حققناه طوال نحو سبع عقود من الاستقلال؟ واين موقعنا بين دول القارة الافريقية والدول العربية والدول الإسلامية ودول العالم؟!
واذا قارنا حال بلادنا الان وكثير من الدول التي نالت استقلالها من بعدنا، اين موقعنا نحن منها؟
واقعنا الحالي يُعري حالنا وما وصلنا إليه من تردٍ محزن ومفزع في كل امر ومجال.. وعدنا الى وصفنا بتلك الحملة البغيضة(رجل افريقيا المريض)!! وبئس الحال والمآل..!!
كثير من الدول التي نالت استقلالها من بعدنا حققت نجاحات مذهلة تقدمت وتطورت وازدهرت، استبان لها الطريق المستقيم فغذوا السير دون إبطاء، ونحن محلك سر لا ارضاً قطعنا ولا ظهراً ابقينا..!
نجتر ماضينا وجميل ماصنعنا قديما ونتباكي على عهود زاهرة عشناها.. ونعيش واقعنا الحالي المؤلم بكل مافيه من قبح وبؤس وتخلف.. وتمزق وتشظي ومؤمرات ودسائس وحروب اهلية وقتل للابرياء وكراهية معلنة وعنصرية بغيضة..!!
وحالة من التبلد واللامبالاة تعترينا وتتلبسنا في ظل غياب واضح للعقلاء والحكماء من اهل السودان.
العالم من حولنا يستغرب من حالنا ومن تخلفنا ومن غياب الارادة التي نتجاوز بها وضعنا الحالي، ونبدا صفحة جديدة من العمل الجاد المثمر يدا واحدة متحدين متآخين مدركين لحقوقنا و واجباتنا!!
فمتى ننتبه؟ ومتى ندرك ما يحاك بنا وضدنا؟
وهناك من يراهن على فشلنا. ومن ينَتظر الفوز بغنيمة بلد غني مهيض الجناح.
أدعو الله تعالى في عامنا الجديد ويوم استقلالنا المرتقب ان يخرجنا من بؤسنا وضعفنا وتخاذلنا الى قوة تجمعنا على قلب رجل واحد.. وان نخزي شياطين الجن والانس أجمعين.. اللهم آمين.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى