لواء شرطة م عثمان صديق البدوي .. (قيد في الأحوال) ثم ماذا بعد وقوع جرائم قتل بالعاصمة ، في أقل من شهر ، هي الأفظع وحرائق في دارفور هي الأبشع ؟!
إنّه لأمر مزعج وخطير ، أن تعج يوميات الحوادث بجرائم القتل في السودان !، وسابقة هي الأولى من نوعها ، أن تتكرّر جرائم القتل في العاصمة القومية ، في فترة وجيزة وعلى التوالي ، وأن يكون في معظمها القاتل مجهول .
بدأت يوم 26 نوفمبر بجريمة شقة امتداد ناصر ، التي راح ضحيتها أم وإبنها وبنتها ، رحمهم الله، وحتى الآن تقف الشرطة عاجزة عن فكِّ طلاسم هذه الجريمة ! ، ثم تلتها جريمة حي الجامعة، يوم 5 ديسمبر ، والتي راحت ضحيتها الطبيبة الاستشارية دكتورة إيمان ، رحمها الله ، على يد صبي لم يتجاوز عمره الأربعة عشر عاماً ، ومآلات إهمال هروبه من حراسة القسم !. ثم بعدها بيومين فقط وتحديداً يوم 7 ديسمبر ، وُجِد الشُرطي عبد الله الهادي ، الذي يعمل بجامعة الرباط، مقتولاً ، وموثقاً بالحبال في الشارع العام بالحارة 78 ، بعد نهبه وأخذ مسدسه الشخصي !، رحمه الله . ثم في اليوم التالي مباشرة، يوم 8 ديسمبر ، نقلت الخرطوم نبأ خبر إغتيال رجل سبعيني ، هو الحاج عثمان الشيخ ، رحمه الله ، والذي قُتل نهاراً جهاراً ، بثلاث طلقات من مسدس جاره، بسبب خلاف حول رمي الأوساخ.
وقبل أن تشرق شمس هذا الصباح، يتفاجأ الناس ، بخبر وقوع جريمتين وسط الخرطوم، حسب صحيفة الإنتباهة ، تحت عنوان :
(جريمة قتل تهز الخرطوم.. جثة في “شوّال”، وأخري في وسط السوق العربي )!،
حيث جاء الخبر كالآتي :
( شهد موقف جاكسون بالعاصمة السودانية الخرطوم، جريمتي قتل الأربعاء، ووفقاً لتقارير صحفية، هرعت الشرطة لمحل الحادث، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبحسب ما تداول شهود عيان في مواقع التواصل الإجتماعي، فإن الشرطة وجدت جثته داخل “شوال” أمام جسر الحرية “موقف جاكسون”، والأخرى وجدت وسط السوق العربي، ولم يصدر المكتب الصحفي للشرطة بياناً حول الحادثين حتى اللحظة).
يحدث كل ذلك والسودان يعيش في فراغ دستوري وسياسي وإداري ، وصراع حول كراسي السلطة. يحدث كل ذلك بعد أن يئس الناس من علاج الحالة المعيشية والصحية والتعليمية. ونهب وخطف “9طويلة” حتى ! ، ودخول كميات هائلة من المخدرات للبلاد !
يحدث كل ذلك والموضوع قد “هبش اللحم الحي” القتل!.. القتل!…. قتل النفس التي حرّم الله!!.
إنّ ما يحدث الآن من سيولة أمنية في السودان ، في العاصمة والولايات وبالأخص دارفور ، وجنوبها الذي مازالت نيران ثمانية عشر قرية فيها تحرِق ! ، وتخلِّف قتلي وجرحي، وأرامل يصرخن ويستنجدن من هول الفاجعة ! ، وأطفال ينهش أجسادهم النحيلة البرد القارس، والجوع الشديد !.
إنّ ما يحدث هذا ، أكبر من إمكانيات الشرطة الشحيحة، وقواتها التي تتساقط كل يوم !.
إنّ ما يحدث أكبر من مدير عام شرطة مكلف !. إنّ ما يحدث أكبر من وزير داخلية مكلف !
إنّ ما يحدث هو نتاج انهيار دولة كاملة كان اسمها السودان !.
اللهم إنا نستودعك السودان ، رجاله ونساءه وأطفاله، أرضه وماءه وسماءه.
لا حول ولاقوة إلا بالله
لا حول ولاقوة إلا بالله
لا حول ولاقوة إلا بالله
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
29 ديسمبر 2022