الصبرُ علی الإبتلاءات، والثباتُ علی المبادِیٔ !! .. محجوب فضل بدری
-أهدانا الأسير الفلسطينی المحرر من سجون الإحتلال الإسراٸيلی، (الصحفی كريم يونس) بيان بالعمل عن كيفية الصبر والثبات،فقد قضی كريم فی معتقلات الصهاينة (أربعين سنة) بالتمام والكمال،قبل أن تُفرج عنه سلطات الإحتلال فی ساعات الفجر الأولی من يوم الخميس الخامس من يناير ٢٠٢٣م،حيث أقلَّته سيارة السجن إلی موقف حافلات وتركته وحيداً،ينظر حوله متلفتاً،فهو لا يعرف الشوارع ولا الناس،ولا يحمل هاتفاً وليس معه نُقود !! فقد تعمدت سلطات الإحتلال زيادة فی التنغيص عليه وإطفاء أی فرحة فی نفسه، فأرادت أن لا يحظی الأسير بأی نوع من أنواع الإحتفاء أو الإحتفال،بمناسبة إطلاق سراحه -وهو شيخ الأسری الفلسطينيين-،مثلما حرمته من تشييع أو إلقاء النظرة الأخيرة علی جثمان والدته، التی زارته فی سجنه سبعماٸة مرة،(مثلما فعل البرهان مع المشير البشير بحرمانه من تشييع والدته) !!
– كريم يونس،إستعان بهاتف أحد المارة فأجری إتصالاً بشقيقه ليبلغه بنبأ إطلاق سراحه،وحدد له موقع وجوده بعد أن عرف إسم الشارع من الذين تحلقوا حوله،إذ (لم تعد الأشياء هی الأشياء)الصحفی كريم يونس وقع فی الأسر وهو فی ريعان الصبا،فقد كان عمره وقتذاك (٢٣ سنة) ،وخرج من المعتقل وهو ينوء بعذاب السنين الأربعين،وقد بلغ عمره (٧٣ سنة) هذا العمر الذی تجاوز السبعين سنة كان هو السبب الأكيد -إن لم يكن الوحيد – الذی حدا بسلطات الإحتلال إلی إطلاق سراحه !!
فكم عدد الشيوخ الذين تجاوزوا السبعين من أعمارهم، من مساجين البرهان؟ وهم لا يغردون فی زنازينه،كما قال المرحوم محجوب شريف(مساجينك نغرد فی زنازينك) لكنهم يركعون لله ويسجدون لله،ويعطرون أفواههم بتلاوة كتاب الله،ويرفعون معنوياتهم بذكر الله،ويبتهلون برفع أكف الضراعة لله العلی القدير،بأن يُبرم لبلادنا أمر رشد،يُعَز فيه أهل طاعته،ويُذَل فيه أهل معصيته، وأن يقصم الظالمين،اللهم آمين۔
-كريم يونس عضو منظمة التحرير الفلسطينية، وهو غير مُصَنَّف إسراٸيلياً،ضمن المتهومين ب(الإرهاب) مثل أعضاء حركة حماس، او الجهاد الإسلامی،لكنه كأی فلسطينی، أرضه محتلة،وحقوقه مغتصبة،ومقدساته مدنسة،لايضع سلاح مقاومة الإحتلال،فهو مناضل بالقلم ،وأُولٓٸِك مجاهدون بالسلاح،ولكُلٍ دوره،وإن كانت الوطأة علی الإسلاميين أثقل،فذاك قدرهم فی كل زمانٍ ومكان،ذات النهج عند البرهان حتی صار من المسلمات أن يقول عند أی حديث له (ماعدا المٶتمر الوطنی)!! حتی لو كان الحديث عن (الحق فی إستنشاق الهواء أو شُرب الماء)!! فهذا حق لكل السودانيين (ما عدا المٶتمر الوطنی)!!
-أول عمل قام به كريم يونس بعد لقاء شقيقه كان هو (زيارة قبر أُمِه) فهل يتيح البرهان ولو علی سبيل (الهدية) -لا الحرية ولا السلام ولا العدالة- للمشير البشير زيارة قبر الحاجة المبرورة المغفور لها بإذن الله(هدية) أنزل الله علی قبرها شآبيب الرحمة۔
اللهم أهده الی مافيه الخير