سياسي: دقلو قهر المستحيل في صناعة السلام وتثبيت أركانه
يجمع المتابعون لمسيرة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، خلال الفترة الانتقالية، على الدور الواضح له في تحقيق السلام ،بدءا بانحيازه للثورة وحماية الثوار وتوقيع الوثيقة الدستورية التي أسست للفترة الانتقالية. وقد لاحظ المراقبون كيف انه وّحد الأعداء السابقين ووضعهم إلى جانبه، وبذل جهودا جبارة لحل مشكلة التمرد من جذورها وجلوس مع حركات الكفاح المسلح على طاولة المفاوضات، لأن السلام مطلب ثوري من مطالب ثورة ديسمبر المجيدة. ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم إن الفريق دقلو قهر المستحيل في صناعة السلام وتثبيت أركانه وقد نجح إلى حد كبير في مسعاه وحقق السلام، وظل يوجه النداءات لكل لم يوقع من باقي الحركات على اتفاقية جوبا للسلام، للانضمام للمسيرة السلمية خاصة وانهم كانوا يحاربون النظام البائد وهو الآن غير موجود. واضاف النعيم بقوله ” بعد الثورة ونجاحها ودون تدبير منه وجد الفريق دقلو ومن واقع مسئولياته وإدارته لاكبر قوة تقوم بتأمين وحراسة الثورة، إنه استجاب لرغبة الجماهير لبلوغ الثورة لمراميها، وعندها وجد نفسه في بلد خربها النظام السابق ولكي يدير هذه الملفات بالحكمة والحوار وجد نفسه في حقل ألغام ومطلوب منه حلحة المشاكل”، ففي بداية الثورة وجد دقلو والمكون العسكري أنفسهم أمام واقع سياسي مختلف فكريا وسياسيا وواقع أثنى واجتماعي مختلف ومنقسم على نفسه تزكيه الصراعات وتزيد من حدته، وبالتالي كان واضحا أمامه ان إدارة هذا الواقع من الصعوبه بمكان وورغم علمه بذلك مضى فيه وكان اول ملف عمل عليه هو إمكانية التوفيق بين المكونات المدنية والعسكرية لبناء السلطة الانتقالية في البلاد ولكي تكون سلطة محترمه كانت هناك وثائق من الضرورة ان تجاز، ورغم ذلك مضى في هذا الملف الذي صحبته حملات تخوين وترصد وجو مشحون وسارت بالملف هنا وهناك. وراى أن شخصية دقلو تميزت بكارزما قيادية اهلته ليكون المفاوض الأساسي والرئيس الممسك بملفات التفاوض في قضايا السودان المصيرية. كما انه قاد بنفسه عملية التصالحات بين القبائل عند تفجر المشاكل الاجتماعية وكون لجنة السلم والمصالحات بالدعم السريع للقيام بهذا الدور حققت انجازات ظاهرة فقد حقنت الدماء وساعدت في عودة الأمن والهدوء والتعافي. الخبير والمحلل الأمني اللواء معاش محمد حسن خالد قال إن النائب دقلو استطاع بحكمته وقبوله في الداخل بعد أن التفت إلى ملف السلام وهو احد الملفات التي استعصت على الحكومة السابقة و فشلت في أن تمضي فيه بسبب اجندنها الخاصة وتقاطعاتها وسياسة أضعاف الآخر ابتدر هذا الملف بزيارات خارجية لدول الجوار التقى خلالها الحركات والدخول في تفاهامات توطئة لمعالجة هذا الملف قادت الى توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان. وعن دوره في ملف سلام الجنوب رغم انه لم يبدأ هذا الملف، اوضح الخبير بان موضوع السلام في دولة جنوب السودان كان يمثل تحديا للنائب دقلو وللسودان خاصة انه مطلوب ان تكون الخرطوم مقبوله لدى الأطراف في الإقليم في ظل التعقيدات التي يمر بها ملف الجنوب وبعد فشل بعض دول الايقاذ الذين دعموا الانفصال في قيادته إلى بر آمن. وبالتالي بمجرد دخول السودان واستلام الفريق دقلو للملف وبعد تكوين حكومة التغيير بعد الثورة باشر الملف بزيارات متكررة لجوبا، وقاد مشاورات كبيرة مع الحكومة هناك مما أدى إلى تسلم الحكومة الانتقالية للملف لمعرفة الجنوبين بصدق الحكومة ووفدها برئاسة دقلو باعتبار ان ليس لهم مآرب ومصالح شخصية عكس النظام السابق الذي كام يدير الملف وفق حاجياته فقاد الفريق دقلو بصدق هذا الملف وبدأت تتحقق خطوات إيجابية افضت الى تحقيق السلام بدولة جنوب السودان.