سجن متهمين بينهم أمريكي في السودان .. تساؤلات
أصدرت محكمة في الخرطوم أمس حكماً بالسجن لعام في مواجهة (9) من أفراد إحدى الحركات المسلحة حسب إدعائهم من بينهم مدان يحمل جنسية أمريكية ، لإدانتهم بجمع كتيبة قوامها (320) فرداً وتدريبهم بأقاصي مايو جنوب الخرطوم بصورة غير مشروعة وحيازة بعضهم السلاح دون ترخيص وارتدائهم بزات القوات المسلحة . وأمرت محكمة مكافحة الارهاب (2) بمجمع محاكم جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي محمد سرالختم عثمان ، بمخاطبة الادارة العامة لشئون الاجانب وذلك لإبعاد المدان بجنسية أمريكية عن البلاد وترحيله للولايات المتحدة الامريكية عقب انقضاء مدة عقوبته التي حددتها المحكمة بعام كامل الى جانب بقية المتهمين الـ(8) الذين معه منذ تاريخ حبسهم ابان القبض عليهم منتصف سبتمبر العام الماضي 2022م. وأدانت المحكمة المدانين الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والعاشر والحادي عشر، بتهم متفاوتة باستعمال الزي والشارات العسكرية والتعامل فيها المنصوص عليها في المادة (60) ، و ادانتهم بالتدريب غير المشروع المنصوص عليها فى المادة (61) وذلك من القانون الجنائي السوداني لسنة 91م ، الى جانب إدانتهم كذلك بمخالفة نص المادة (26) من قانون الأسلحة والذخائر والمفرقعات لسنة 86م التي تتعلق بحيازة الأسلحة دون ترخيص . تدريب غير مشروع كما أرجعت المحكمة ادانة المدان الـ(11) بالتدريب غير المشروع وذلك لانه يحمل جنسية أمريكية وقام بتدريب المدانين بصورة غير مشروعة ، فضلاً عن اعطائه للمدانين دورات تدريبية متقدمة بمنزله الكائن بامبدة تتعلق بقادة الفصائل ودورات استخباراتية ، وأشارت المحكمة الى أن هذه الدورات تشكل خطورة على سلامة الدولة وقوات الجيش لأنها تتم خارج إطار عملها وعلمها أو باذن منها ، واشارت المحكمة الى ادانتها المدان الحادي عشر بذلك لانه اقر صراحة بيومية التحري ان الراحل د.جون قرنق ، قد ارسله في السابق لامريكا لنيل دورات لذات غرض التدريب . تساؤلات وتساءل الدكتور محمد طاهر المحلل السياسي عن أسباب وجود تدريب قادة فصائل وكتائب خارج الإطار َالنظامي وقال إن اعتراف الأمريكي بتدريبه في أمريكا لذات الغرض يشير إلى أجندة قديمة متجددة بتخريب السودان وصناعة الفوضى والعنف. وتساءل طاهر عن الداعي لتكوين جيش، و كتيبة دون مبرر أو قانون إذا لم يكن الغرض تخريبي. مشيراً إلى أن أمريكا ظلت تدعم حملة السلاح من سنين طويلة باعتراف المدان الذي حكمت عليه المحكمة بالسجن والنفي وقال الغرب يريد السودان دولة ممزقة ولذلك يسعى لبث الفتنة وصناعة الميليشيات العسكرية وأكد أن هذا العداء قديم ومستمر وقال أمريكا كانت داعمة للحركة الشعبية في الحرب حتى حققت انفصال جنوب السودان ومن ثم تسعى لأهداف اخرى.. رقابة وطالب الخبير الاستراتيجي محمد عبد الله آدم بالتشديد على مثل هذه الظواهر وإحكام الرقابة والتنسيق بين كافة الأجهزة النظامية لمنع إحداث فتنة وصناعة قوات تخريبية داخل المدن وقال يجب الإسراع في إكمال الترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا للسلام حتى لا تدعي كل مجموعة يتم إلقاء القبض عليها الانتماء للحركات الموقعة على السلام.