محجوب فضل بدری يكتب : *أحلام دبلوماسية* !!
-رأيتُ فی مايری الناٸم،إن ناشطين (غير إرهابيين) قد ساءتهم تصرفات السفير الأمريكی جودفری،وهو يجوس خلال الديار،فقرروا أن يرفعوا مذكرة للرٸاسة(أيَّاً كان مُسماها!!) يطلبون فيها حسم تصرفات ( *السفير السَفِ،،،* ) وطالب المجتمعون بضم عددٍ آخر من ( *السفراء السُفُ،،،* ) ورَبْعِهِم من أعضاء الرباعية،والثلاثية،وقد حددت المذكرة اْنواع العقوبات التی يطالبون بتوقيعها علی السفراء السف،، مثال أن يُجبر السفير الأمريكی جودفری علی إزدراد (كوم البلح) الذی مسته يده النجسة فی سوق كريمة (بلحة بلحة،،وتمرة تمرة،،وحتة حتة) دون أن يُسمح له بشرب الماء،وأن يُجری تفتيش علی مقر إقامته لضبط أی بلح سودانی ينوی (تقطيره) بوساٸل تكنولوجية حديثة،حمايةً للمنتج الوطنی،من عرقی،أو دكای أو شربوت،أو أی نوع من أنواع المريسة الأخری التی تُعَدُّ من الصناعات الغذاٸية(بحسب فتوی وزير الشٶون الدينية مفرح مريسة)۔
– وأن يُجبر المستر جودفری علی القعود فوق (حفرة الدُّخان)علی أن تكون الحفرة فی ميدانٍ مكشوف، يوماً كاملاً من طلوع الفجر إلی مغيب الشمس،(حتی يعرف إن الله حق) ولو كانت (الصورة مفبركة)!!علی أن لا تطال هذه العقوبات شخصاً آخر من بقية الرهط الدبلوماسی (المتمرد علی الأعراف الدبلوماسية المنصوص عليها فی اتفاقية فيينا فی أبريل عام ١٩٦١م)۔
-كما شملت العقوبات مندوب الأمم المتحدة (فولكر) الذی وصفته المذكرة بالثعلب المكَّار وأطلقت عليه لقب الحيزبون،وتركت أمر العقوبات المناسبة لمحكمة (الإدارة الأهلية) برٸاسة المك عجيب،مك الجموعية،مسنوداً ب (الإرادة الشعبية) لوضع حدٍ لتجاوزه حدود (التفويض الأُممی الممنوح له) والذی أُسِسَ علی خطاب د۔حمدوك رٸيس (الحكومة القحطية المبادة)۔
-وإذ أن بعض السفراء السف،، يمثلون دولاً شقيقة،تجمعنا بها روابط دينية وثقافية وإقتصادية،، وأخری،فقد أشارت المذكرة إلی ضرورة إخضاعهم ل(دورات حتمية) لتعليم أبجديات الديمقراطية التی يُطالبون بإقامتها فی بلادنا،التی سبقت بلداناً عديدة بالديمقراطية منذ عقودوهی-أی الديمقراطية- (من المحرمات فی بلدانهم)!!حتی يفرقون بين (السوط والصوت)!!
-وأثبت بعض أعضاء الإجتماع،تسجيل مواقفهم،التی لم تلقی الموافقة عند التصويت علی المقترحات،مثال أن يخاطب وفدٌ من العضوية البيت الأبيض،والكونغرس،بشأن الظلامات التاريخية للسكان الأصليين،فی أمريكا،وضحايا قنبلتی هيروشيما ونغازاكی فی اليابان،وضحايا الحرب الامريكية علی الفيتناميين،وضحايا غزو العراق وإحتلاله،وضحايا غاراتهم علی أفغانستان قبل هروبهم المخزی منها،وآثار عقوباتهم الإقتصادية آحادية الجانب علی العديد من البلدان التی تأثرت بها شعوب تلك البلدان،وبقية الأدوار القذرة،فی دعم إسراٸيل وتشجيعها علی التنكيل بالشعب الفلسطينی صاحب الأرض وتدنيس المقدسات الإسلامية،وقد رأیٰ الإجتماع إن كل ما تقدم هو من المعلوم بالضرورة لأیَّ دارس مبتدٸ،يُطالع فی التاريخ الأمريكی منذالآباء المؤسسون للولايات المتحدة ( Founding Fathers of the United States) الذين وحدوا المستعمرات الثلاث عشرة، وقادوا الحرب من أجل الاستقلال عن بريطانيا العظمى، وبنوا إطارًا حكوميًا للولايات المتحدة الأمريكية الجديدة على أسس جمهورية خلال العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر. وحتی الحرب الروسية الأوكرانية،مروراً بإقتحام الكونغرس عقب فوز (جدو بايدن) بالإنتخابات الأخيرة!!
وتجاهل الإجتماع مقترحاً يُنادی بإعادة هيكلة وزارة الحج السعودية، بحيث تتحول إلی مجلس تتكون عضويته من كل الدول الإسلامية،وتكون رٸاسته دورية،ويكون منصب السكرتير الداٸم للمجلس حكراً علی دولة المقر (السعودية) كما أرجأ الإجتماع مقترحاً يُنادی بضرورة هيكلة الجيش الإماراتی الذی يحارب فی اليمن وليبيا وغيرهما بدلاً من أن يحاول إستعادة جزره الثلاث (طنب الكبری والصغری وابو موسی) وأن تعيد الأمارات النظر فی مستويات الحكم فی دولة الأمارات المتحدة،حتی لا تكون جُزراً معزولة بعضها يحلل شرب الخمر وبعضها يحرمه (أمير يُسَكِر،وأمير يُسَفِر!!)،كما اعتبر الإجتماع الحديث عن (مقتل غرودن علی سلالم القصر الجمهوری) لتذكير الانجليز وسفيرهم بمصيرهم المحتوم، نوعاً من الإرهاب حسب التصنيف الأمريكی للمقاومة الوطنية من أجل الحرية والإستقلال!!
-وكان من بين المجتمعين دبلوماسی سودانی أنيق المظهر يستمع وهو يقلب باطن ربطة عنقه ذات الماركة العالمية،ويفوح من أردانه عطرٌ باريسی باهظ الثمن،كان يُحدث نفسه عن الخطوات الواجب إتباعها فی مثل هذه الحالات والتی حددها مؤتمر الأمم المتحدة للعلاقات والحصانات الدبلوماسية الذی إنعقد في فيينا من 2 آذار/ مارس إلى 14 نيسان /أبريل ١٩٦١م،لكنه إحتفظ لنفسه بملاحظاته وهو يغمغم (مين يقرأ ومين يسمع)
-وانتبهت من نومی وقلت *الحمد لله الذی أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور*
