مقالات

درس مجاني من دول الخليج لبايدين واتباعه !!

الرئيس الامريكي جو بايدن مضى على ذات طريقة سلفة من الرؤساء الامريكان في الغرو ، لكنه زاد عليها وهو يدعي أن بلاده سيدة العالم ولن تجرأ اي دولة مهما علا شأنها على الوقوف في وجهه، وأن كل الأوامر التي يصدرها رهن التنفيذ، جاءت الأزمة الروسية الأمريكية فعمد إلى تحريض الغرب لمواجهة روسيا وضربها مناصرة لاوكرانيا، وفي ذلك سحبت من الاموال التي خصصت لقوت شعبه لشراء السلاح، وتجول في عدد من عواصم الدول للتاكيد على استمرار الدعم لكييف ، وفي الجانب الآخر ضغط على دول الخليج للتحكم في انسياب النفط وان تكون داعمة لفاتورة الحرب من ايرادها، ولكن الخليج جعل اليانكي الامريكي يتراجع ويتقهقر
والرئيس الامريكي جو بايدن يتلقى صفعة قوية في اول بالونة اختبار اضطر بعد الركوع لدول الخليج .
بدى واضح أن السعودية والامارات تفهمت نوايا اليانكي لذلك لم تتردد في رفع سلاح الاحتياطي النفطي في وجه الادارة الامريكية، مياه كثيرة جرت تحت جسر التحولات العالمية كشفت ظهر الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
بعد اجتماع بايدن باوردغان ومهاتفة السيسي جاء الدور على المحدمان بن زايد وبن سلمان فكانت الرسالة.
صحيفة “فاينانشال تايمز“، توقعت مواجهة بايدن لعدة انتقادات في أمريكا “لتخليه عن مبادئه من أجل محاولة عزل روسيا” وذلك خلال زيارته المتوقعة في يوليو القادم للمملكة العربية السعودية. والتي من المقرر أن يلتقي فيها بايدن بالملك سلمان، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
خبيرة شؤون الخليج سانام فاكيل، ذكرت ضمن تقرير الصحيفة، إن مساعدي الرئيس بايدن “ضغطوا عليه لأشهر للتخلي عن غضبه الأخلاقي والضغط من أجل التقارب مع بلدان الخليج، بحجة أن الأمر يستحق قبول مقايضات التعامل مقابل استقرار الطاقة”.
وفي الثامن من مارس الماضي، تحدث تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال“، عن رفض القادة السعوديين والإماراتيين الحديث مع الرئيس الأمريكي عبر الهاتف، في الوقت الذي كان يسعى فيه بايدن لحشد دعم دولي لأوكرانيا أمام روسيا التي تغزوها منذ 24 من فبراير الماضي، إلى جانب ملف زيادة الإنتاج النفطي تحت مظلة مجموعة “أوبك” والتحكم بتصاعد الأسعار، لتعويض النقص النفطي بعد مقاطعة بعض الدول الأوروبية موارد الطاقة الروسية.
وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 31 من ابريل الماضي، أشار المعلق الأمريكي، ديفيد إغناتيوس، إلى أن “الاحتضان الأمريكي” كان سيأتي قبل عدة أشهر لأسباب عملية، أبرزها أن محمد بن سلمان قد يحكم المملكة لعقود، إلى جانب المصالح الأمريكية الأمنية والمالية في الحفاظ على شراكتها الطويلة مع المملكة، كون السعودية حليفًا في جهد مشترك لاحتواء “أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة”. وكذلك الحال بالنسبة لدولة الامارات التي تولي مقاليد الحكم فيها الشيخ محمد بن زايد وهو رجل من جيل القادة الشباب اصحاب الكفاءة والقدرة والقوة في منطقة الشرق الاوسط.
خبراء غربيون نبهوا إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا شكل حدثاً مزعزعاً على الصعيد الدولي، كما أن فرض تكلفة حتمية على روسيا يتطلب بذل كل ما في وسع الولايات المتحدة لحرمانها من عائدات النفط التي تساعد على دعم مجهودها الحربي، لكنّ إخراج أكبر قدر ممكن من النفط الروسي من السوق يؤدي أيضاً إلى ارتفاع الأسعار ويتطلب التوسع في إنتاج النفط من أجل التعويض عن بعض الخسائر. والسعودية ودولة الامارات هما الدولتان الوحيدتان في العالم القادرتان علي سد العجز بما يتمتعان به من قدرة احتياطية ملحوظة على إنتاج النفط
ويبدو ان الرئيس جو بايدن راغبا في إعادة ترميم الشراكة بين الولايات المتحدة ومنطقة الخليج. وهي التي تواجه حاليا سلسلة تحدّيات غير مسبوقة منذ تأسيسها قبل ثمانية عقود، فإنّه من الصعب الجزم بأنه من الممكن أن تعود إلى ما كانت عليه. لكنّ الرئيس بايدن أدرك للتوّ على ما يبدو أن منطقة الخليج لا تزال مهمّة للولايات المتحدة، ويُرسل المزيد من الإشارات على رغبته في إعادة إصلاح العلاقات مع حليفين رئيسيين هما السعودية والإمارات.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى