هل بدا العد التنازلي للاطاحة بحكم تواديرا في افريقيا الوسطى؟ عبدالله رزق ابوسيمازه
مع ان جمهورية افريقيا الوسطى ،كانت في القلب من المحادثات التي اجراها الفريق اول عبدالفتاح البرهان، مع نظيره الانتقالي، الفريق اول محمد كاكا،في العاصمة التشادية ،انجمينا،يوم امس الاحد،29 يناير 2023، الا ان البيان الختامي ،خلا من اي عبارة للتضامن مع الدولة الجارة، التي لم تبرا بعد من جراحات الحرب الاهلية،وتعاني بشدة من تصاعد اعمال العنف والصراعات الدامية، ومن الضغوط الخارجية،ايضا. وخلا -بالنتيجة -من اي مبادرة جديدة،او احياء مبادرة سابقة،لاحياء المصالحة،بين الاطراف المتناحرة على السلطة،وتعزيز السلام والوحدة الوطنية ولاعادة الاستقرار لذلك البلد الجار ،بما يؤكد الدور الايجابي لتشاد والسودان في هذا الميدان.غير ان تجاهل البيان اي اشارة،لاحدى محفوظات الادب الديبلوماسي،التي تؤكد على الالتزام باحترام سيادة كل بلد ،ووحدة اراضيه واختيارات شعبه،وهو امر ذو مغزى لافريقيا الوسطى،على الاقل،يبدو مثيرا للتساؤل،بشان ما اذا كان البلدان يضمران،فعلا ،نية مباركة فرنسيا وامريكيا، للقيام بعمل ما ضد افريقيا الوسطى،التي تاخذ على تشاد دعمها للمعارضة المسلحة ، بقيادة الرئيس الاسبق فرانسوا بوزيزيه،والذي يبدو ان انجمينا تعتزم اعادته للحكم مثلما فعلت عام 2003. في ذات الوقت،تواصل بانغي التحقيق في قيام طائرة مجهولة ،يعتقد انها جاءت من اتجاه الشمال،حيث تقع تشاد، بقصف معسكر لقوات فاغنر الروسية، في باسنغوا،غربي البلاد،نهاية نوفمبر الماضي،والذي تزامن مع انسحاب اخر الجنود الفرنسيين من البلاد.وهو مايرشح العلاقة بين البلدين لتدهور حاد،اذا انتهت نتيجة التحقيق الجاري لاتهام انجمينا.لكن فاغنر فتحت بابا للملاسنة مع باريس عقب تعرض مسؤول روسي في بانغي لهجوم برسالة مفخخة قادمة من توغو.
ومع ان بانغي لم توجه ،بعد،اي اتهام السودان،والذي لم يخل سجله من سابقة مماثلة،لقلب حكم الرئيس آنج-فيليكس باتاسيه لصالح بوزيزيه، تتعلق بانقلاب سيليكا الذي اجج حربا اهلية طاحنة عام 2013 ،الا ان اتهام الخرطوم بالضلوع في مخطط للاطاحة بحكم الرئيس المنتخب فوستان -ارشانج تواديرا،في افريقيا الوسطى قد جاء على لسان الفريق محمد حمدان دقلو،نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي،في خطاب علني في جنوب دارفور،واضطر البرهان للرد عليه، بالنفي، علنا ،في خطاب في الدمازين.
ان ضعف شرعية حكم تواديرا،حسب نتيجة اخر انتخابات،والتي تدنت المشاركة فيها للثلث، جعل الحكم ،المعزول شعبيا،حيث تسيطر الجماعات المسلحة على غالب البلاد، يرتهن كليا لحماية قوات فاغنر والقوات الافريقية والاممية، هذا الوضع لايساعد في تنامي الحركات المعارضة ونشاطها المسلح،حسب،ولكنه يشجع ،ايضا، البلدان الخارجية ، التي تتصارع للاستحواز على موارد القارة،لا سيما الذهب،حيث تشكل جمهورية افريقيا الوسطى احدى بؤر التكالب الدولي،الاكثر سخونة،مما يرشحها لان تكون اوكرانية مواجهة محتملة،بين روسيا ،من جهة،والغرب الامريكي الاوروبي،من ناحية اخرى . فهل تشهد الفترة القادمة تغيير نظام الحكم في بانغي،وبالنتيجة،طرد الروس ،خبراء ومرتزقة؟ تجيب سيريري، Siriri ،احدث حركات المعارضة،الناشطة في شمالي شرقي البلاد،قرب الحدود المشتركة لافريقيا الوسطى مع السودان وتشاد، بالايجاب. وترى ان سقوط تواديرا سوى مسالة ايام..!!