وزير الخارجية الروسي في أفريقيا .. جولات ساخنة لتعديل موازين القوى العالمية
قالت مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور الخرطوم في إطار جولة أفريقية، تشمل تونس وموريتانيا ومالي خلال الفترة من 4 إلى 10 فبراير 2023م. وتهدف الجولة الأفريقية إلى تعزيز العلاقات بين موسكو ودول القارة الأفريقية. وخلال جولته الثانية في أفريقيا، إلتقى لافروف في أسمرا بالرئيس الأريتري أسياس أفورقي لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى التنمية الإقليمية ذات الإهتمام المشترك بالنسبة للبلدين.
وتهدف روسيا من خلال زيارة وزير خارجيتها للقارة الأفريقية لتقييم الأمور في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك تسوية النزاعات وتعزيز التعاون بمختلف أشكاله. وتعتبر روسيا من أكثر الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كثير من دول القارة الأفريقية، نتيجة للسياسات المتوازنة التي تنتهجها موسكو، والإحترام المتبادل بعكس الدول الغربية التي لا زالت تتصرف في أفريقيا بالأساليب الإستعمارية نفسها التي إستخدمتها لإستغلال القارات النامية.
وبشأن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى السودان، أكد الخبير الإعلامي والمحلل السياسي عصام حسن على أزلية العلاقات بين الخرطوم وموسكو، مشيراً إلى الإتفاقات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية التي عقدت بينهما، مما عاد بالنفع على شعبي البلدين. وثمن حسن مواقف روسيا الداعمة للسودان في مجلس الأمن، ومطالبتها برفع العقوبات المفروضة عليه، بسبب إقليم دارفور. مؤكداً أن روسيا وقفت مواقف صلبة ضد المجتمع الدولي، حتى لا يتم تمرير كثير من العقوبات على السودان.
وقال عصام أن الحراك الذي يحدث في بعض الدول الأفريقية والتدخلات الأمريكية والفرنسية ومن يتحالف معهم، يحتم على روسيا التحرك للإطمئنان على مصالحها، ومصالح حلفائها في المنطقة الأفريقية. وأشار الخبير الإعلامي إلى أن موازين القوى العالمية تغيرت بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي تكشفت بعدها زيف الشعارات الأمريكية، مما أدى لأن تراجع كثير من الدول لعلاقاتها مع واشنطن، والمضي قدماً في تأسيس علاقات جديدة مع روسيا، تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيداً عن سياسة الإبتزاز والترغيب والترهيب التي تتبعها أمريكا في علاقاتها مع الدول.
وتوقع عصام أن تحقق زيارة وزير الخارجية الروسي للخرطوم عدة مكاسب، لأن هناك تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين، وتستند علاقاتهما على أرضية جيدة شكلتها مواقف روسيا الداعمة للسودان خلال سنوات الحصار الأمريكي، والتوجهات الصادقة في تحقيق مصالح متبادلة تعود بمنافع كبرى على الشعبين. وأكد عصام أن الزيارة سيكون لها ما بعدها في كثير من الملفات المشتركة.