انَواء رمضان محجوب “التقانة” تلتقط القفاز
من عهد ليس بالقريب يعاني النظام الصحي بالبلاد من اهمال الدولة لان الصحة ليس بذات اهمية كبرى لكل السياسيين الذين يتعاقبون علي كرسي السلطة. واصبح المواطن “المريض” يدفع فواتير ذاك الاهمال من دم قلبه وقوت اولاده باتجاهه صوب العيادات والمستشفيات الخاصة هربا من المستشفيات الحكوميةا التي اضحى الكثير منها “اثر بعد عين” . في ظل هذا الوضع الصحي المتردي والمظلم نلمح كوة من بعيد لتعيد الينا بعض الامل في اصلاح ذاك الحال الصحي المائل. وهي كوة تاتي من نور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات التعليمية وغيرها تجاه المجتمع باعتبار ذلك دين مستحق للمجتمع. اقول ذلك وبين يدي نص مبادرة مجتمعية اعتقد انها ستفوز مبادرة هذا العام وستسقط كل المبادرات الاخرى التي تسعى جميعا لتقسيم “كيكة” السلطة بين مطلقيها بيد ان المبادرة التي اعينيها هنا تسعي لغير ذلك تماما. انها مبادرة جامعة العلوم والتقانة لدعم مستشفى احمد قاسم بالخرطوم بحرى أحدى المستشفيات المتخصصة في امراض القلب والكلي وامراض الاطفال والتي اطلقتها الجامعة الايام الماضية. فالمستشفى الذي يستوعب المرضى من اطراف العاصمة وولايات السودان المختلفة باعتبارها مستشفى خيرى يتطلب دعم الخيرين من رجال الاعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات؛ خاصة وان الظروف الاقتصادية في السنوات الاخيرة قد اثرت على تمويل المستشفى الذي يستقبل المرضى من ذوي الدخل المحدود وواجه المرضى ظروفاً صعبة وسط مساعي القائمين على امر المستشفي في توفير الاحتياجات المطلوبة وهي احتياجات غالية الثمن. َمن المعروف ان جامعة العلوم والتقانة تعد إحدى المؤسسات التعليمية المعروف محلياً واقليمياً ودولياً وتعي دورها المجتمعي لذا افردت مساحة واسعة للمسئولية المجتمعية وتبني مشاريع خدمية للوطن والمواطن واعدت برامج لتدريب واستنهاض طلابها وخريجيها في الاعمال الخيرية. الجامعة التقطت قفاز المبادرة لدعم مستشفى أحمد قاسم لكونه مستشفى غير ربحي يخدم قاعدة عريضة من مرضى القلب والكلى والاطفال من الاسر محدودة الدخل والمناطق الاقل نمواً وتهدف مبادرة جامعة التقانة لاعادة تاهيل المستشفى بالتوسع فيه واصحاح بيئته وتوفير الاجهزة الحديثة بجانب انشاء عنابر للمرضى وانشاء معامل مزودة باحدث الاجهزة الطبية و تاهيل غرف العمليات وتذويدها بالاجهزة المطلوبة و تهيئة البئة العامة للمستشفى و انشاء صندوق لدعم المرضى تقول المبادرة عن تكلفتها انه تم اعداد دراسات عن تكلفة المشروع وتكفلت جامعة العلوم والتقانة بدفع (50%) من التكلفة وباشرت المرحلة الاولى في انشاء عنابر للاطفال وصيانة العنابر القديمة واصحاح البئة العامة كما فتحت المبادرة في عدد من البنوك لتلقي مساهامات الخيرين من الداخل والخارج. كلي ثقة بان يسخر بروفسيور معتز البرير رئيس الجامعة كل امكانيتها لانجاح هذه المبادرة الذهبية التي ليس مثلها مبادرة في الساحة حاليا.