كُردفان تحتاج !إلى خبير في إدارة الأزمات بديلاً عن الحديث المُفلس وإستغلال القانون من أجل التنكيل بالمواطنين على أساس إثني بغيض بقلم : فاطمة لقاوة
لم أكن من المتفائلين بزيارة الفريق أول شمس الدين كباشي إلى ولاية جنوب كردفان !لا أن الرجل منذ ظهوره في مجلس السيادة بعد سقوط الإنقاذ؛وأستلامه ملف كردفان السياسي والأمني !!كشر أنيابه العنصرية لأهل كردفان !!وأصبح مُهندس للإزمات في لقاوة وأبو زبد وكادقلي والدلنج !وساعد الحركة الشعبية بالتمدد في مساحات أوسع في مناطق لقاوة بعد اتفاقية سورني المشؤمة ؛وأصبحت مناطق الغلفان التي هي مسقط رأس شمس الدين كباشي !كابوس رُعب وتنكيل بالمواطنين الأبرياء -(حادثة خطف وقتل شباب رعاة المسيرية !وحادثة حجز البصات السفرية والعربات وإهانة المواطنين على أساس إثني بغيض) – والحركة الشعبية جناح الحلو أصبحت تقتل وتخطف الشباب والأطفال وتسرق الماشية من داخل المدن في كادقلي والدلنج وابو جبيهة في جنوب كردفان وفي لقاوة وكيلك وأم عدارة في غرب كردفان ؛وكباشي لم يحرك ساكن بل سعى الى خلق صراعات جديدة بين الأشقاء حَمر والمسيرية في أبو زبد ؛عندما أعلن تجميد قرار ترسيم الحدود دون الجلوس مع الأطراف المعنية بالقرار ؛وكان ردة الفعل بسبب القرار قادت الى الإقتتال ووقوع ضحايا من الطرفين لم تجف دمائهم بعد.
في يوم الأحد الماضي حطت طائرة شمس الدين كباشي في مدينة كادقلي في زيارة سبقها شحن عُنصري بغيض خرجت كلماته من لسان كافي طيار وبعض من نصبوا أنفسهم قيادات لأهلنا النوبة!!!ليست من أجل تطوير أهلهم وتقدمهم كلا !!!فهم سبب نزوح النوبة من مناطقهم الآمنة الى معاناة المعسكرات والتشرد في المدن وضياع مستقبل الأطفال والشباب.
أمام الحشود !!كباشي لم يتحدث عن هموم أهل كردفان عامة ولم يتناول قضاياهم الأساسية ،بل طفق في أرسال حديث مُفلس يبين عُمق خواء ذِهن كباشي وبعده عن قضايا وهموم جموع الغلابة الذين يقفوا أمامه !!فقد بدأ الرجل بهزيان واضح يتحدث عن الإتفاق الإطاري ،الذي وقع عليه قيادات مجلس السيادة وهو جزءاً منهم !!!بربكم ما الذي يُفيد إنسان حي قعر الحجر او السمه او حي الفقراء أو فريق العرب! عندما يتحدث كباشي عن الإتفاق الإطاري أمامهم؟!هؤلاء الغلابة الكادحين يا كباشي يحتاجوا للآمن أولاً وكف جماح العنصريين من حركة عبدالعزيز الحلو ومنعهم من التلاعب بالنسيج المجتمعي في المنطقة !!!هؤلاء يا كباشي يحتاجوا الى لقمة العيش و الصحة والتعليم والمياه والطرق !!!!هؤلاء يا كباشي لا يعرفون معنى للحياة الهادئة الكريمة !!!يعيشوا تحت الرعب والتهديد ولا يأمنوا طريقهم نحو الدلنج لأن منطقة حجر الجواد ستحتجزهم وتنكل بهم وتهين كرامتهم !!!وانت تسمع وتشاهد وتبارك بالصمت .
هؤلاء يا كباشي حياتهم في كف عفريت !لا يضمنوا بقاءهم للمساء إن أصبحوا ولا للصبح إذا أمسوا !!!وحديثك أمامهم نوع من الإفلاس !!!والأحرى بك أن تناقش همومهم وتحاول أن تتحمل المسؤولية في إدارة ملف كردفان الأمني والسياسي بصورة صحيحة دون محاباة أو عنصرية أو إنحياز مفضوح .
خرجت تسريبات مقصودة لحديث كباشي أمام بعض الجنود وهو يتحدث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش !!!!هذا الحديث يُعتبر لازم فائدة بهدف دغدغة العواطف !!!وكباشي ذات نفسه يعلم تماما بأن قوات الدعم السريع نشأت عبر قانون برلماني ولن يتم حلها او دمجها إلاّ بقانون !! ونائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع !!قد حسم هذا الجدل من قبل وقالها بالواضح :”لما تأتي حكومة منتخبة !!ان شاء الله تودي قوات الدعم السريع البحر هي مخيره”!!!!!كباشي بحديثه هذا يبين حجم المعاناة الداخلية التي يعيشها وهو المتهم الأول إعلامياً وبحديث على لسانه بأنهم خططوا ونفذوا فض الإعتصام وحدث ما حدث!!! وأهلنا بيقولوا :(الشرك كن مسك كُتر البتبات عيب )!.
اليوم ترد إلينا أنباء حزينةً :أن القوات المشتركة وبتوجيهات من كباشي قد داهمت حي الفقراء شرق كادقلي ونكلت بالمواطنين في ذاك الحي !!والهدف المُعلن هو :جمع السلاح !!!!!سؤوالنا لكباشي ولجنة أمن الولاية :لماذا الإستهداف جاء على أساس إثني ؟!وما هو الضامن الأساسي لسلامة أهل حي الفقراء من هجمات عناصر الحلو؟!وهل الدولة قادرة على حماية الرعاة !!!قبل أن تجردوهم من أسلحتهم؟!ولماذا كباشي لم يبدأ بحجر الجواد ؟حتى نعرف صدق نواياه!!!!وآين كباشي من تهديدات كافي طيار؟!ولماذا كباشي عندما زار نازحي لقاوة لم يذكر تبعية لقاوة الى غرب كردفان ؟!ولماذا عندما تحدث عن ظاهرة خطف إبن التاج جماع لم يتطرق كباشي الى المخطوفين الآخرين من أبناء لقاوة ؟!لأن ظاهرة الخطف مرفوضًة، وأصبحت تؤرق الجميع ،وهل يعلم كباشي بأن هناك نازحين من لقاوة في الأراك وأم عدارة وجبني وأبو اللكري والفولة والسنوط وأبوزبد والأبيض والخرطوم؟!ولديهم معاناة ومأسي تحتاج لمن يقف عليها،وكباشي لم يصلهم بعد.
كردفان بولاياتها الثلاثة-(شمال كردفان وجنوب كردفان وغرب كردفان)-هي قلب السودان النابض وتماسك مجتمعاتها هو تماسك للدولة السودانية ،لذلك كردفان تحتاج الى خبير في إدارة الأزمات!!!بعيدا عن الأحاديث المفلسة وتجيير القانون لخدمة أجندات معينة.
ولنا عودة