بعد تصاعد التهديدات .. السودان واثيوبيا امام خيارات (الحل ) و(البل)
تطورت الاحداث بين السودان واثيوبيا بعد عمليات عسكرية قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي المعارضة لحكومة ابي أحمد أستهدفت من خلالها سد النهضة وسارعت الحكومة الاثيوبية باتهام السودان بدعمه لحركة التغراي للقيام بهذا العمل لوقف الملئ الثاني للسد الامر الذي نفاه المستشار الإعلامي للقائد العام العميد دكتور الطاهر أبو هاجة وطالب الحكومة الاثيوبية بحل مشاكلها الداخلية بعيدا عن السودان وقال ابوهاجة فى تعميم صحفى : (لقد تابعنا تصريحات منسوبة للجيش الإثيوبي تتحدث عن دعم القوات المسلحة السودانية لمجموعات مسلحة حاولت تخريب (سد النهضة)،واضاف قائلا: نحن نؤكد أن هذا الإتهام لا أساس له من الصحة، وأن السودان وجيشه لا يتدخل فى القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا أو غيرها، قائلاً : “ندعو القيادة الإثيوبية العمل على حل صراعاتهم بعيداً عن إقحام السودان فيها، ويعبر هذا التصريح عن الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعبه) ويبدوا واضحاً بان هناك قفزة جديدة في العداء بين السودان واثيوبيا يلوح في افقها نذر الحرب
قراءة الاحداث
المحلل السياسي عبيد مبارك يقول أن الاوضاع بين السودان واثيوبيا ليست على مايرام وأن الحكومة الاثيوبية تعاني من مشكلات داخلية وتمرد في اقليم بني شنغول قمز واقليم التغراي ولابد أن يكون لها خطاب لحشد التاييد الداخلي واضعاف الحركات المعارضة لها وتستخدم اتهام السودان لهذه الاغراض موضحاً بان القضية شائكة وليست هناك حلول واضحة لاحتواء تلك الخلافات التي ستؤثر في منطقة القرن الافريقي وهي منطقة استراتيجية تسعى العديد من الدول السيطرة عليها ومن مصلحتها أن تكون هناك فوضى ليسهل تنفيذ تلك المؤامرة التي تمضي على قدماً وساق وقال ليست من مصلحة الدولتين الدخول في حرب سواء كانت مباشرة أو بالوكالة وأن اثيوبيا تسعى ايضاً لخلق معارضة مسلحة في ذات المنطقة ويبدوا واضحاً بانها ستستخدم الحركة الشعبية بقيادة جوزيف توكا وهي من الحركات التي لم توقع على السلام ويبدوا أن اثيوبيا ستستخدم هذه الحركة للاستيلاء على بعض المنطقة الحدودية مثل مدينة الكرمك واثارة مشكلات على المنطقة الحدودية بين البلدين وقال مبارك تلك مؤشرات تستدعى الانتباه لها بان هناك تصعيد في الخلافات بين الدولتين وليست هناك مبادرات فاعلة لوقف الحرب
الحلول المطروحة
ويواصل المحلل السياسي عبيد مبارك بان المبادرة الوحيدة التي من شأنها أن توقف الحرب هي المبادرة الروسية وليس هناك خيارات غيرها بعد أن نفض مجلس الامن يده من شكوى مصر والسودان وضعف المبادرة الجزائرية وقال روسيا مؤهلة للقيام بهذا العمل ولعدة اسباب في مقدمتها أن روسيا شريك لمصر وشريك استراتيجي لاثيوبيا ولها مبادرات سابقة نجحت في طي الخلافات مشيراً الى أن روسيا تملك الخبرة في حل الازمات المحلية والاقليمية وليست لها اطماع مثل الدول الغربية الاخرى وتتعامل بلغة (فيد واستفيد )
امكانية المبادرة الروسية
حديث مبارك ينسجم مع تصريحات الخبير السياسي الروسي جريجوري لوكيانوف، حول ما ستقدمه روسيا في المفاوضات بين مصر وإثيوبيا لتشغيل سد النهضة، وقال “يمكن لروسيا إعداد منصة تفاوض، وكذلك المساعدة في وضع استراتيجية لحل التناقضات باستخدام الوسائل الدبلوماسية من أجل منع المواجهة” وتابع الخبير الروسي: ” لدى روسيا خبرة في توفير الأمن بكل مظاهره ويعني أيضًا مشاركة الخبرة في حل النزاعات على المستوى الدولي والمحلي وستظهر روسيا بدورها الوسيط كدولة قادرة على تقديم بديل قوي لأدوات التسوية غير الفعالة لحل الصراعات الإقليمية وقال، “إن مشكلة سد النهضة ليست سياسية وأمنية، ولكن أيضًا اقتصادية وتكنولوجية. يجب معالجة العديد من المشاكل الأخرى، ليس فقط من خلال استخدام الأدوات السياسية، إنهم بحاجة إلى حلول تكنولوجية جديدة، وتمتلك روسيا إمكانات اقتصادية كافية لتقديم أدوات وتكنولوجيات فعالة لحل المشكلات الكبيرة المتعلقة بنقص المياه والكهرباء في كلا البلدين. وهذا ضروري لنمو الاقتصادين المصري والإثيوبي”
وقف الحرب
ويختم الحديث المحلل السياسي عبيد مبارك أن روسيا تدرك المشكلة تماماً وتملك حلول غير تقليدية ويبقى الرهان على تحريك تلك المبادرة لوقف الحرب التي بدات تضع اوزارها بعد التراشق الاعلامي بين السودان واثيوبيا ومحاولة انقاذ منطقة القرن الافريقي من اشتعال الحرب واحباط المخطط الامريكي القائم على نظرية معروفة هي ( فرّق تسد) وقال نحن امام خيارين (الحل) في روسيا و(البل) في (امريكا )