(فنجان) .. أبو مروان… يا قائد الاسطول..!!!!
بينما كانت السفينة الرئاسية البخارية، في بدايات القرن الماضي تمخر عباب المحيط عائدة من لندن إلى نيويورك.. فوجئ البحارة بالرئيس (ودرو ويلسون) وهو قد خلع بدلته وشمر اكمام قميصه، وشرع يشاركهم في تزويد المرجل البخاري بكميات إضافية من الفحم لتزيد البسفينة من سرعتها ولتصل إلى الشاطئ الشرقي للأطلنطي في زمن قياسي..
وفي مؤتمر تطوير ولاية الخرطوم كان السيد نائب رئيس مجلس السيادة وهو يتسلم توصيات المؤتمر، يقترح السبت من كل اسبوع (يوما) لنظافة العاصمة، ومعلنا نزوله للشارع ومشاركته مع المواطنين في الحملات بنفسه ..
لقد افتقدنا منذ زمن طويل رجل الدولة الذي يشارك الناس وينزل للشارع، مكتبه تحت الشمس وحبر توقيعه هو عرق الغلابة وغبار الطريق..
ان شعبنا في حاجة لقائد قدوة ومسؤول نموذج، يكون أول من يضحي وآخر من يستفيد..
ان حال الخرطوم- للأسف الشديد- لايسر عدوا ولا صديقا. إنه مظهر لا يدل على عاصمة بل يدل تصحر في الهمة و المروءة، وغربة للجمال و الخيال، وفقر وقفر في الفكر وشح المفردات.. منظرها يدل على مدينة تعرضت لغارات جوية أو كأنها (هيروشيما) سودانية تم قصفها بأسلحة نووية.. ولعل آكثر من يؤذيهم منظر العاصمة وأكثر من يؤلمهم مظهرها هو الفريق اول حميدتي.. ولذلك فقد صح منه العزم على قيادة حملات اصحاح ونظافة للخرطوم.
ولو كنت مكان والي الخرطوم لطلبت من السيد حَميدتي ان يقتطع من وقته دقائق ليقف بنفسه على (حوش) واحد من حيشان النفايات ليري اسطول العربات بكامله (خارج الخدمة) وتكلفة إصلاحه وصيانته فوق طاقة الولاية..
و كاتب هذه السطور واثق أن سعادة النائب، وهو رجل الدولة (الشهم) سيصدق لصالح الولاية، ولصالح الحملة( أسطولا) من العربات جديدة (لنج) وعلى الورقة و( كرت) كرتونة كَما يقولون..
وهو رجل فعال
وإذا وعد أوفى