الحوكمة في بيئة الحوسبة السحابية.. بقلم المهندس اسماعيل بابكر
أحدثت الحوسبة السحابية نقلة كبيرة في الأفكار والتطبيقات المتعلقة بخدمات تقنية المعلومات والاتصالات خاصة فيما يتعلق بحلول البنية التحتية التي تعتمد عليها المؤسسات في تيسير عملياتها أن الحوسبة السحابية تقنية عالية تعتمد على نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالحاسوب إلى ما يسمى بـ “السحابة” وهى جهاز خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت وبذلك تساهم هذه التقنية في تخفيف مشاكل صيانة وتطوير برامج تقنية المعلومات وتعتمد في ذلك على الإمكانيات التي وفرتها تقنيات الويب وانطلاقا من هذا التعريف فالمستخدم ليس في حاجة لتخزين أي من بياناته على جهازه الشخصي، كما أنه ليس في حاجة إلى العديد من البرامج المتنوعة والمعقدة لتخزين ملفاته وبياناته مهما كبر حجمها فهي فعليا مخزنة على حاسبات في شبكات بعيده عنه ويمكنه الوصول إليها متى شاء وفى أي مكان ومن أي جهاز حيث لا يهم مكان وجود العتاد فالشيء الأهم هو أن تعمل بشكل جيد وأن تكون الخدمة متوفرة.
إلا أن هذه التقنية أثارت العديد من التساؤلات المتعلقة بأمن وخصوصية المعلومات ومتطلبات إدارة البيانات المخزنة في سحابات على الإنترنت… هل يمكن الوثوق بالتخزين؟ ماذا لو تم اختراق هذه المستودعات؟ ماذا عن اتفاقيات مستوى الخدمة؟ كان من الطبيعي إثارة مثل هذه التساؤلات والكثير غيرها… وكان من البديهي البحث عن الإجابات والحلول المتمثلة في كيفية إدارة هذه التقنيات الجديدة والتعامل معها وتعظيم الفائدة منها من هنا كان لابد من التوجه نحو حوكمة الحوسبة السحابية.
من التعريفات السائدة للحوكمة أنها الإدارة الرشيده التي تهتم باتخاذ القرارات الجيدة بعين الاعتبار تمارس عملية الحوكمة في أي مؤسسة بغض النظر عن حجمها وبالتالي من الممكن تطبيق هذا المفهوم على الدول وعلى الشركات والمؤسسات بغض النظر عن طبيعتها سواء كانت خاصة أو حكومية أو شبه حكومية وكما تطبق على فرق العمل وتأسيساً على هذا سيكون هكذا هو الحال سواء كنت تريد حوكمة مراكز البيانات المتواجدة على أجهزتك أو سواء كنت تفكر في حوكمة مراكز البيانات والمعلومات المخزنة في السحابه الخاصة بك أو بعملك.
تتناول الحوكمة هنا فيما يتعلق بتطبيق السياسات المرتبطة باستخدام الخدمات و تحديداً المبادئ والقواعد التي تحدد سلوك المؤسسة.
ولكن قبل الغوص في حوكمة المعلومات والبيانات في البيئة السحابية لنقم باتخاذ خطوة إلي الوراء وإلقاء نظرة على عملية حوكمة تقنية المعلومات بشكل عام لأن الكثير من هذه المبادئ ينطبق على ما يدور في البيئة السحابية
تدير تقنية المعلومات بنية تحتية معقدة من الأجهزة، والبيانات والتخزين، وبيئات البرمجيات. يتم تصميم مراكز البيانات لاستخدام جميع الأصول بكفاءة مع ضمان مستوى خدمة معينة للعميل. مراكزالبيانات لديها فِرق من الأشخاص المسؤولين عن إدارة جميع العمليات والمعدات والبيانات والبرمجيات والبنية التحتية للشبكة. بالإضافة إلى مراكز البيانات نفسها قد يكون للمؤسسة مرافق تقنية متباعدة تعتمد على مراكز البيانات.
حوكمة تقنية المعلومات تقوم بما يلي:
• ضمان تسيير واستخدام أصول تقنية المعلومات (النظم والعمليات) وفقا للمتفق عليه في السياسات والإجراءات.
• التأكد من أن هذه الأصول يتم التحكم بها والمحافظة عليها بشكل صحيح.
• ضمان تحقيق هذه الأصول قيمة ملموسة للمؤسسة ودعمها لاستراتيجيات العمل والأهداف الخاصة بالمؤسسة.
• صنع القرار بعيدا عن التأثيرات العاطفية.
• تحسن المعايير وتحارب الفساد.
• تحسن استغلال المواهب.
• تساعد على جذب المساهمين والاحتفاظ بهم.
• تبني الثقة في المؤسسة من قِبَل جميع أصحاب المصلحة.
حوكمة تقنية المعلومات يجب أن تشمل التقنيات والسياسات التي تستطيع قياس ورصد الكيفية التي تدار بها النظم وأساليب الضبط. كما أنها لاتقف بمعزل عند حدود العمليات التقنية وحسب. من أجل أن تكون حوكمة تقنية المعلومات فعالة فإنه يجب النظر إليها وفق منظور شمولي يركز حول القضايا التنظيمية التي تمكن الأفراد من العمل معا لتحقيق أهداف العمل ككل