هل تمضي الحكومة بقيادة حمدوك الي (اوليغارشية) مدنية؟!
تستمر الخلافات التي ترافقها كثير من الفضائح التي تكشف خبث الصراع الحزبي والاثرة وحب السيطرة والسلطة، وتعمل علي زعزعة الفضاء السياسي في السودان! مع ما تظهره الحكومة من ضعف وعدم فعالية تغري القريب قبل البعيد! وأدى ذلك إلى اشتداد الصراع على السلطة بين الأحزاب وجماعات قبلية وتيارات فكرية بل وشلليات؟! مما يقود البلاد إلى فوضى عارمة! حتي بات اليوم الجميع في حالة حرب ضد الجميع.
حزب الامة يطالب بحل اللجنة الاقتصادية لقحت بحجة ان قحت ضد سياسات الحكومة! وهي كما لاننسى الحاضنة السياسية والشرعية للحكومة! والامة لديه ممثلين في نفس اللجنة؟! بمعني انه ليست القوى السياسية تتصارع مع بعضها وحسب وانما أيضاً اللجان بل واللجنة الواحدة تصطرع فيما بينها! وضع اشبه بمسرح العبث لدي “بريخت”!؟ وليس هنالك اصدق من المسرح السياسي في بلادي!؟
في الضفة الاخرى نجد القائد “عبد العزيز الحلو” الذي سعى جهده لتعطيل عملية السلام بالمنطقتين وتأجيل العملية السلمية وبالتالي استقرار وامن وسلامة الجماهير التي يدعي الدفاع عنها!؟ باشتراطات لاتعني بالنسبة لهم شيئا ولا تخاطب حاجاتهم الحقيقية.! بل ويتجاهل كل اتفاقيات السلام ويعلن صراحة إنشاء تحالف من شأنه أن يفرق النخب السياسية بالكامل! ويقسم البلاد لفسطاطين لتدخل من جديد في دورة جديدة من عدم الاعتراف المتبادل تماما كما كان حادثا مابين “قرنق” ومابعد مايو من انتقال وحكومة ديموقراطية! ولم يبق لنا الا سماع مجموعة الحلو وهي تنعت حكومة الانتقال ب”الانقاذ تو” ولا اظننا سوف ننتظر طويلا حتي يشنف آذاننا هذا المصطلح ليعيدها جذعة من جديد!؟
وهل تذهب حكومة حمدوك أبعد من ذلك؟ الخوف من فقدان السلطة يجعلها تطلق قرارات لا تحمل طابع الاهمية القصوى! لحل ومعالجة القضايا الاساسية للبلاد بل من الواضح أن حمدوك يتآمر مع أصدقائه الغربيين وهو يفعل بشكل منهجي كل ما يخبره به مستشارو صندوق النقد الدولي! ومتطلبات الصندوق كما نعلم هي متطلبات صعبة للغاية إذا كنت تريدنا أن نفكر في إلغاء الديون ، فقلل الدعم الاجتماعي للسكان ، لأن هذا يعد إهدارًا غير فعال للمال وحقيقة أن المزيد والمزيد من السودانيين يجدون أنفسهم اليوم تحت خط الفقر ويخرجون من حياة بائسة الي أخري أبأس منها وذلك لا يهمهم بالطبع فهم لاينظرون الا لاستعدال ميزان تدفقات النقد دون فروق لسعر الصرف ودون تعقيدات امام ما ينتظر اعمالهم من استثمارات لضخ مزيد من المال في خزائن شركاتهم العابرة!
يمكننا الآن أن نرى بوضوح ما أدت إليه الإصلاحات الاقتصادية والمؤسسية! الزراعة والصناعة آخذة في التدهور، يشتكي المزارعون من عدم اهتمام بالموسم الزراعي وربما فقدوه في هذه السنة! اما الصناعة فدونكم تصريحات السيد الوزير وواقع توقف عشرات بل مئات المصانع عن العمل والانتاج تماما!؟ كما وقد انهار نظام الصحة والتعليم! أما أسعار المواد الغذائية فهي ترتفع كل يوم ، والتضخم يبعثر دخول الناس التي تتلاشى دون ان تلبي ولو قدر بسيط من احتياجاتهم؟! واصبح الوضع اقرب من الكارثة!.
وربما هذا ما يحاول شركاء حمدوك الغربيون تحقيقه! يعدون علنًا بالدعم ، لكننا نعلم أنه ليس ولن يكون فقط مجرد كلمات؟! وخلف ظهور أهل السودان يواصلون نهب البلاد.
بات أي صوت عقل لا يتوافق مع رأي الحكومة يتجاهله حمدوك؛ علاوة على ذلك ، فإنه يحاول الحجب بكل طريقة ممكنة ولايستبعد ان يكون طلب الامة بالتنسيق معه لتنظيف اللجنة الاقتصادية للحرية والتغيير من اي صوت معارض لروشتة البنك والصندوق الدوليين! وبات الخبراء منها الذين يقدمون خيارات بديلة للتغلب على الأزمة الاقتصادية هم محرضون وأعداء معلنون! يجب اقصاءهم بدعوى هيكلة الحرية والتغيير!؟ بأمر من حكومة حمدوك! ويتم حجب المواقع الإلكترونية ، ومنع الصحفيين من تغطية مسيرة 30 يونيو. كما تم اعتقال الزملاء من الجزيرة وقناة زول وغيرهم نتيجة لهذا الشعور المزعج من الحكومة الانتقالية بالمعارضة! هل تمضي البلاد بقيادة حمدوك الي “اوليغارشية” مدنية؟ ماذا يحدث في بلدنا؟ لماذا ، الحكومة التي يجب أن تضمن السلام والازدهار للشعب تحاول ان تخفي عنا الحقائق؟!.