لقاء حمدوك بالمكون العسكري .. تفاصيل غائبة
في إطار الجهود لإيجاد حلول للتحديات والأزمات التي تحيط بالعملية الانتقالية، إلتقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وأعضاء من المكون العسكري حول مختلف القضايا. وأطلع رئيس الوزراء أعضاء المجلس المركزي القيادي للحرية والتغيير على نتائج لقاءاته كما أطلعهم على لقاء اللجنة الوزارية التي كونها مجلس الوزراء مع رئيس مجلس السيادة من أجل مناقشة قضية شرق السودان في ظل تعثر عمل مؤسسات الدولة ضمن الشراكة.
لم يحوي البيان أو الخبر الصادر أية تفاصيل بشأن ما دار في لقاء حمدوك بالبرهان ولا التقدم المحرز لحل الأزمة. كما أنه لم ترشح أية أخبار بشأن لقاء اللجنة الوزارية التي كونها مجلس الوزراء مع رئيس مجلس السيادة من أجل مناقشة قضية شرق السودان. لكن الخبر الأبرز هو أن تعثر عمل مؤسسات الدولة ضمن الشراكة بات واضحاً لكل المراقبين وهو نتيجة لإستفزازات تعرض لها المكون العسكري من قبل قيادات مدنيين وناشطين مما دفعهم لإعلان تعليق الإجتماعات والتواصل بين المكونين.
وقال الكاتب الصحفي المعروف يوسف السندي في مقال تناقلته الأسافير أنه حتى الآن لا توجد آلية محددة متفق عليها بين المكونين تكون حكماً في حال الخلاف. ويضيف السندي أن غياب هذه الآلية سيجعل الخلافات تتناسل والتغول على السلطات يتمدد وهو ما سيقود الشراكة إلى فض حتمي في النهاية، لذلك مطلوب استباق هذه اللحظة وتكوين آلية تضبط الشراكة ويحترمها الشركاء.
ويضيف السندي: (تعاني الشراكة من تصدعات متتالية، نتيجة لوجود كيانات وجهات متعددة ومتباينة في الرؤى والمنهج داخل مكونات هذه الشراكة، وقد كان من المتوقع أن تضبط شراكة بهذا التنوع المثير للتشاكس بواسطة الوثيقة الدستورية نفسها، فتفصل ما أجمل، وتوضح ما أشكل، ولا تترك ثغرة ينفذ منها شريك لكي يصادر حقوق الشريك الآخر الدستورية).
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن نتيجة التراشق وإلقاء الإتهامات على المكون العسكري أودى لقطيعة أعلنت بصورة رسمية وربما إرتفع بعدها سقف المطالب للعودة من جديد. ويضيف الخبراء بأن هناك حديث عن حل الحكومة وإبعاد عدد من الوزراء إلى جانب إرتباك المشهد الأمني وإغلاق الشرق وظهور خلايا داعش الإرهابية. ويتحدث كثير من الخبراء أنه في ظل التعقيدات الحالية ربما يتم إعلان حالة الطوارئ والإعلان عن إنتخابات مبكرة.
وبين هذا و ذاك تظل الأزمات الحياتية تطل بوجهها الكالح لتزيد الطين بلة وتدفع الشعب دفعاً لخروج إلى الشارع لتحسين الأوضاع وتصحيح مسار الثورة التي تم إختطافها من قبل (فئة قليلة) تصر على إختلاق الأزمات وتهدد باللجوء إلى المجتمع الدولي والسفارات لتبقى على الكراسي بدون نتائج ملموسة أو خطط مستقبلية يستفيد منها الوطن والمواطن. فقط صراع على الكراسي ولا يهم بعدها إن ضاع الوطن أو احترق المواطن.