الطيب المكابرابي يكتب في (موازنات). بارقة أمل في زمن كالح
قبل أيام ثلاثة أو أربعة وانا اتصفح بعض الصفحات المتخصصة في نشر الأخبار فقط على تطبيق الواتساب توقفت عند عنوان خبر يقول ان البنك المركزي أقر زيادة في التمويل اازراعي بحيث اصبح من حق البنوك تمويل اامزارعين في حدود تسعمائة الف جنيه للفدان الواحد …
توقفت عند هذا الخبر دون سواه وحاولت الربط بين هذا الحديث أو القرار الذي لم تحفل أو تحتفل به كثير من القروبات على الرغم من انه الخبر الاحق والاجدر بالاحتفاء ان كان حقا وصدقا قد اصبح قرارا نافذا..
نحن بلد زراعي بالدرجة الأولى وكل مواردنا كان يمكن ان تكون من الزراعة وماعداها من الموارد كالذهب والبترول ليس إلا موارد ثانوية وهذا معلوم لدى الكل ..
برغم هذا المعلوم للاشخاص والهيئات والشركات والمؤسسات المحلية والدولية كنا نفتقد مثل هذا القرار المشجع على الزراعة والذي يجعل من الزراعة جاذبة بعد ان أصبحت طاردة ومهجورة بفضل سياسات الحكومات واغبياء الوزراء وبفضل العسف والتعسف الذي تمارسه البنوك تمنعا وامتناعا عن الدخول في مجال التمويل الزراعي ووضع العقبات والعراقيل امام طالبي التمويل الزراعي ..
ان كان هذا القرار قد صدر حقيقة فلن تجدوا في الخرطوم وغيرها من كبريات المدن شبابا يبيع المساويك أو الداندرما أو يفترش الأرض عارضا بضاعة سعرها مجتمعة لا يكفيه وجبات يومين …
ستخلو المدن من الشباب المتخرج من الجامعات ولم يجد عملا فلجا الى السوق والمهن الهامشية ليكفي نفسه على اقل تقدير كما ستخلو الطرقات وتخف الحركة وتزول كثير من الاشكالات في المدن …
ان كان القرار قد صدر فعلا فعلى الجهات المعنية متابعة التنفيذ والتوجه الى الشباب بخطاب يحث على الاستفادة من هذه الميزة في بناء مستقبلهم وتحقيق طموحأتهم في ان يصبحوا من اصحاب المشروعات الناجحة ثم ان على الدولة كذلك توفير كل مطلوبات الزراعة وتيسير الحصول عليها ولو لعام واحد فقط بعدها سترة في هذا البلد تهبط قيمة كل شئ وترتفع قيمة الانسان ….
وكان الله في عون الجميع