صلاح حبيب يكتب: (ولنا راي).. هل فشل الاخوان فى مصر والسودان وتونس لاستعجالهم الحكم؟
بدا الربيع العربى اولا فى تونس وكان بوعزيزه شرارته حينما اشعل النار فى نفسه محتجا على الظروف المعيشية فبدات الثورة التونسية، ولكن بوعزيزة هل كان عضوا فى حركة الاخوان المسلمين ام ان الاخوان هم من استفاد من الحريق وحركوا الشارع لتتم عملية التغيير بعد ذلك ،بالتاكيد العملية لم تكن خبط عشواء ولكن هناك اصابع اشعلت تلك الثورة مستفيدة من حريق بوعزيزة فالاخوان فى تونس تحت قيادة الغنوشى الزعيم الروحى لجماعة الاخوان جاء من الخارج الى تونس على حصان ليتولى الحكم بعد ان تم التغيير وهروب الرئيس زين العابدين بن على ،ولكن بصورة اختلفت تماما عما جرى فى مصر فاخوان مصر كانوا ظاهرين فى عملية التغيير التى قادها الشباب ولكن استفاد الاخوان من التنظيم الذى ظل يحلم بحكم مصر منذ الراحل حسن البنا وسيد قطب مؤسسى حركة الاخوان ،جرت الانتخابات وفاز الاخوان بنسبة كبيرة جدا من الاصوات وانتخب الدكتور محمد مرسي رئيسا لمصر،الاخوان كانوا يحلمون بالحكم ولكن حينما جاءهم على طبق من ذهب استعجلوا فحاولوا ان يفييروا الحياة فى مصر بين ليلة وضحاها ،فمصر التى عاشت مئات السنيين على الانفتاح السينما المسرح الغناء فليس من السهل ان يستجيبوا لما يريده الاخوان تطبيقه من حكم اسلامى فبدات المؤامرة، فتم الانقلاب على الاخوان وزج برئيسهم الذى لم يحسن التصرف لاهو ولاقيادات الاخوان ولم يقراوا المستقبل بعين فاحصة ،فقد الاخوان اكبر فرصة كان ممكن ان يعيدوا صياغة مصر بطريقتهم التى يريدونها لكن للاسف فشلوا فى ذلك وفشلوا فى الحفاظ على حكمهم وها هم اخوان تونس يركبون التونسية بعد ان هيمن الرئيس التونسي قيس سعيد على مقاليد الحكم فابعد الاخوان من البرلمان واقيل معظم قياداتهم والان تونس تعود لما كانت عليه قبل حكم الاخوان ، فعدم احسان التصرف والاستعجال على تنفيذ مايريدون عجل بازالة حكمهم واصبح الاخوان فى تونس الان مطاردين ومنعوا من مغادرة تونس لذا فان الاخوان فى تونس وفى مصر لم يحسنوا التصرف على الرغم من وصولهم للسلطة بسهولة الا انهم استعجلوا، وكذا الحال بالنسة لاخوان السودان الذين حكموا اكثر من اخوان مصر وتونس وظلوا فى الحكم لثلاثين عاما الا ان تلك الفترة الطويلة لم يستفيدوا منها ففتحوا المجال للفاسدين واللصوص ،فاصبح الكل ينظر اليهم بانهم تجار دين وكل الشعارات التى رفعوها لم يطبقوها لا على انفسهم ولا على المجتمع، فبدات المؤامرات من داخلهم حتى سقط النظام وفشلت التجربة التى كانوا يحلمون بها منذ فترة الستينات وهى الوصول الى سدة الحكم و العمل على تطبيق الحكم الشرعى،الا ان الانتهازيين والفاسدين الذين اشركوهم كانوا السبب الاساسى فى ضياع حكمهم وفشل الاخوان فى كل من مصر وتونس والسودان فى الحكم الذى كان ينتظره الكثير من قياداتهم او من الذين كانوا يحلمون بالحكم الاسلامى ،فالاخوان الان فى تونس او مصر او السودان او فى اى دولة اخرى اصبحوا غير مرغوب فيهم ،فاستعجالهم الحكم دون التريث فى كيفية كسب شعوبهم هو الذى عجل بازالة حكمهم.