الكهرباء من مصر هل هي فخ؟ د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
كتبت قبل أيام مقالاً على هذا العمود أشدت فيه بالتوجه نحو ربط الشبكات الكهربائية ما بين السودان ومصر، باعتباره خطوة مهمة ومفيدة للقطرين، خصوصاً بالنسبة للسودان الذي يعاني حالياً من نقص كبير في التيار الكهربائي.
أسفت لتناول بعض الأقلام لهذا الموضوع بدون احاطة كافية، من ذلك ما أورده أحدهم عن استخدام خبير المياه المرحوم م.م لبرنامج اسمه ريفر وير،
فقد ذكر أن الخبير المرحوم قال (أخشي أن تستغل الحكومة المصرية أزمة الكهرباء الحالية لتمرير أجندتها في سبيل المحافظة على أمنها المائي، والذي تستغل فيه حصة السودان الضائعة هدراً و التي تذهب إلى بحيرة ناصر كسلفة غير مستردة. وتعتبر هذه هي الخطة (ب) والأخيرة بعد فشل الخطة (أ) وهي إفشال سد النهضة إعلاميا، والعمل على تخويف السودان من أن السد سينهار و يدمر السودان).
ويضيف الكاتب على لسان الخبير المرحوم ( من خلال استخدام برنامج ريفر وير تم اعداد سيناريو به مخططان للإيرادات المائية للنيل، وإنتاج الطاقة الكهربائية بمصر، فوجد أن المخططين يسلكان نمطاً واحداً ارتفاعاً و هبوطاً عند رسمهما بالبرنامج، حيث خلص انه كلما زاد إنتاج الطاقة الكهربائية كلما زاد استخدام المياه).
ويقول الناقل أن المرحوم ذكر(المصريين سيطلبون من السودان تمرير إيرادات النيل لتصل إلى مصر، حتى تتمكن شركة كهرباء مصر القابضة من الإيفاء بما وقعته مع السودان من عقد، يلزمها بتصدير ألف ميجاوات. فحجتهم في ذلك أن التدفقات المائية اللازمة لإنتاج هذه الكمية يستلزم من السودان تمرير قدر كاف من المياه من خزاناته. فيضمن المصريون بذلك استمرار التدفقات المائية كما كان الحال قبل سد النهضة). انتهى المنقول عن الخبير المرحوم.
تعليق: بالطبع لا يمكننا التيقن مما قال الخبير المرحوم، ولا استيضاحه عن بعض النقاط، لأنه في ذمة الله، أحسن الله اليه ورحمه. لكن نقول لمن نقل، ولكل من اطلع على هذا القول، إن هذا الطرح فيه سذاجة بادية من ناحيتين، الأولى: إن إنتاج الكهرباء من السد العالي في مصر أصبح أقل من 6% من الإنتاج الكلي، انتاجهم الأكبر الآن من الغاز (تحتل مصر المرتب 16 في قائمة أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم). ومن العام القادم سينتجون ٢٠% من الطاقة الكهربية من محطة الضبعة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط كمرحلة أولى. أي أن انتاج الكهرباء في مصر من المحطات المائية أصبح نسبة ضئيلة للغاية.
الثاني: إن المياه تمر بنا اولاً، ان شئنا مررناها وأن شئنا حبسناها، كان من الأفضل لمن يقود هذا الطرح أن يتحدث حول ضرورة استكمال منظومة سدودنا المائية كجبار والشريك ودال، حتى نستفيد من كامل حصتنا المائية.
نقول شكراً لمصر وهي تساعدنا في وقت الأزمة. والله الموفق.