بعد إنسحابها وإعادة السلطة لطالبان ..قراءة متانية في السياسة الامريكية
تتسارع الأحداث في أفغانستان بشكل كبير ومتلاحق بعد أن بدأت حركة طالبان باقتحام كابل من جميع الجهات، وسط أجواء هلع في العاصمة الأفغانية ووجهت حركة طالبان خطابها لسكان كابل وأمرت قواتها بالإحجام عن العنف والسماح بالعبور الآمن لأي شخص يختار الخروج، وطالبت الحركة من النساء التوجه لأماكن آمنة ويجي التطور في الميدان بعد عشرين عاماً من الوجود الامريكي الذي اعلن تحرير افغانستان من قبضة حركة متشددة في اطار حملتها على الارهاب وفشلت الحكومة التي شكلتها الولايات المتحدة الامريكية بعد غزوها لافغانستان من السيطرة على الاوضاع ودارت حرب أهلية خسرت فيها الحكومة الديمقراطية المدعومة من اصدقائها الغربيين الكثيرين وهاهي الولايات المتحدة الامريكية تعلن إنسحاب جيشها من افغانستان وحركة طالبان قد استردت معظم المدن وتقف على مشارف كابل ويبرز السؤال ماذا فعلت الولايات المتحدة الامريكية طيلة السنوات التي قضتها في افغانستان ؟ وماهي وجهتها القادمة
ماذا فعلت ؟
يشير الخبراء أن الولايات المتحدة خلال الفترة التي قضتها في أفغانستان وهي مدة 20 عامًا ما فعلته كان تدمير البلاد ، ووجودها لم يؤد إلى “الازدهار الديمقراطي” ولم يكونوا مهتمين بمايدور بافغانستان وكانوا يقومون، بمهمة الضغط وتحقيق مصالحهم. لقد حققوا هدفهم بطريقة أو بأخرى واشار الخبراء لتغلب السياسية الامريكية خلال العشرين عاماً بداءاً بعهد بوش الابن الذي قاد الحرب على الارهاب ودخول افغانستان والعراق إنتهاءاً بحكم بايدن الذي وجد في سياسة دونالد ترامب خطة للاستمرار فقد كان ترامب ينظر للحرب في افغانستان على انها حرب عبثية وأن سياسته الخارجية تقوم على اعادة الجيوش الامريكية من تلك الدول وفي مقدمتها افغانستان ووافق مرغماً على زيادة اعدادها استجابة لراي مستشار الأمن القومي الجنرال أتش أر ماكمستر الذي اعتقد أن قوات أمريكية بأعداد كبيرة ستمنع طالبان من السيطرة على الحكم ولكن أعلن في نهاية رئاسته عن سحب كامل القوات بحلول عيد الميلاد عام 2020.
وجهتها الجديدة
قالت صحيفة ذا ريبابلك الامريكية إن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن لن تكون تكرارا لسياسة باراك أوباما، الذى عمل بايدن نائبا له لثمانية سنوات، وقالت الصحيفة إنه عندما يتولى بايدن منصبه فى يناير القادم، فإن بعض التغييرات الكبيرة الأولى التى سيجريها ستكون فى الساسة الخارجية، وهو المجال الذى يستطيع الرئيس أن يتحرك فيه دون طلب من الكونجرس وقد وعد بايدن باتخاذ إجراءات سريعة لإظهار أن أمريكا قد عادت، بحسب ما قال، قاصدا أمريكا ما قبل ترامب التى تعاملت مع حلفائها القدامى كأصدقاء وليس كخصوم.، وحرصت واشنطن على انتهاج مسار لعلاقاتها مع أفريقيا يقوم على الانخراط الحذر في قضايا القارة وأزماتها، لكن إعلان الإدارة تعيين مبعوث خاص لمنطقة القرن الأفريقي في أبريل 2021، جعل المنطقة تحتل صدارة اهتمامات السياسة الخارجية الأمريكية، لتكون بمثابة اختباراً حقيقياً لكيفية موازنة واشنطن بين ما أطلقته الإدارة الجديدة من وعود بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وبين حماية مصالحها ودعم حلفائها الاستراتيجيين في منطقة حيوية ملتهبة ومليئة بالأزمات
تجربتها في السودان
يقول الباحث والمحلل السياسي العبيد مبارك (بعد التغيير الذي شهده السودان عقابيل ثورة ديسمبر كان التدخل الامريكي في الشأن السوداني سريعاً عن طريق الحكومة الامريكية ومنظماتها وازرعها في الدول العربية ) فكان وجودها لافتاً للانظار بدخول الشركات الامريكية في الاستثمارات داخل السودان رغم فشل تجاربها التاريخية ضارباً المثل بشركة شيفرون التي جاءات للتنقيب عن البترول ولم يستخرج البترول السوداني الا بعد مغادرتها موضحاً أن الحكومة الامريكية تقوم بذات الشئ بالسودان الذي دخلته بالقوة الناعمة وليست قوة السلاح مثلما حدث في افغانستان والعراق منبهاً لوجه التشابه في السياسة الامريكية التي تنظر للسودان حالياً كمورد يمكن الاستفادة منه وعدم الاهتمام برفاهية الشعب ولا تقوية الاقتصاد ولا الاستقرار والسيطرة على الحكومة وقال مبارك المتابع للحكومة الانتقالية يجدها اسيرة في يد الولايات المتحدة الامريكية وازرعها وتشغلهم بمواضيع انصرافية لتنفذ اجندتها الخاصة وهذا واضح بعدم اهتمام الحكومة الانتقالية بالخدمات للمواطنين وتنفيذها لسياسة البنك الدولي وطرح ديمقراطية منقوصة موكداً بانه النموزج الامريكي الموجود في العراق وافغانستان وسيخرجون منها بعد انتهاء مطالحهم تاركة الحكومة في مواجهة التمرد والمعارضة المدنية والمسلحة وضيق العيش ويمضي مبارك في توضيح أن مقولة (المتغطي بامريكا عريان ) هي نفسها تعبير سوداني للسياسة الامريكية في الدول مشيراً لقراءة ماحدث في افغانستان بمايحدث في السودان بتانئ ووضع خطط لتلافي الانهيار الكامل