اثبتت المحكمة تورط مدير المخابرات الاسبق الفريق اول صلاح عبد الله الشهير بقوش في قضية شركة تاركو للطيران الشهيرة وتبرئة المتهم الاول فضل محمد خير بعد سلسة من الجلسات. واشار خبراء ومراقبون الى ان حالة فساد قوش التي يغطي عليها، بتحويل القضية الى قضية راي عام قام بتوريط رجل الاعمال فضل محمد خير فيها ، برغم ان الحقائق معروفة وذكر الخبير معتز حسن ان المحكمة كانت دقيقة في حيثيات الحكم التى برات رجل الاعمال فضل واشارت اصابع الاتهام للفريق صلاح قوش وتابع يبدو الى ان الرجل تناسى ذلك ونسق مع المخابرات المصرية لتغيير المشهد في السودان فدفع بالسيد محمد عثمان الميرغني الى الخرطوم لتعزيز الارضية لبعض القوى غير الوطنية . وقال حسن ينبغي لقوش ان يعلم بان التحركات السالبة لصالح الاخرين ستفقده ما يخشى عليه وهي امواله التي جمعها في سنين الانقاذ. وفي السياق قال المحلل السياسي طارق عثمان ان قرار المحكمة في قضية تاركو فضح صلاح قوش الذي قال انه لم يكن يتوقع ان يكون الحكم بتبرئة المتهم الاول وتوجيه الاتهام له ، وقال ان الرجل مهد للعودة الى البلاد ظنا منه بانه صرف الانظار عن تجاوزاته المالية. وتحولت الاتهامات التي دونت ضد إدارة شركة تاركو للطيران إلى قضية رأي عام نسبة لطبيعة تلك لارتباطها بتخريب الاقتصاد وتهريب الأموال إلى الخارج وغسلها عبر مرابحات صورية بجانب المخالفات عن تحويل طائرات شحن إلى ركاب وتجاوزها العمر المسموح به من سلطة الطيران المدني وغيرها من المخالفات التي يمكن أن تهدد سلامة الركاب وتمنع الحصول على اي تأمين في حال تعرض الطائرة لأي مكروه. واستندت وسائل الإعلام المحلية والصحف والمنصات الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على المعلومات التفصيلية التي أوردها موقع (مونتكارو) وموقع ( سودان تربيون) الإخباري التي تتمتع بقدر من المصداقية لحرصها على الدقة. وكشفت معلومات خطيرة وتفصيلية عن القاء القبض على المدير العام لشركة تاركو سعد بابكر في بلاغ من لجنة تحري شكلها النائب العام السابق في مخالفات عدة مرتبطة بتخريب الاقتصاد الوطني عبر تهريب أموال الخارج بمرابحات صورية. وذكرت مصادر عدلية أن هذا البلاغ مدون منذ العام ٢٠١٨ ويحمل الرقم ٢٤٦ وتم القاء القبض على رجل الأعمال فضل محمد خير بتهمة مرابحات صورية وكان الشهود في البلاغ المدير العام لشركة تاركو سعد بابكر وشريكه قسم الخالق بابكر وتم الإفراج عن فضل بعدما أجبره مدير جهاز الأمن حينها صلاح قوش بدفع خمسين مليون دولار واعتبرها فدية لنيل حريته لان النيابة العامة لم تجد اي تسوية مسجلة رسميا. ويعتقد أن من المفارقات مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش استخدم ملف شركة تاركو في حملته الزائفة ” القطط السمان” فالمتهم الرئيسي في البلاغ فضل محمد خير تحول إلى شاهد بينما انتقل سعد وعبد الخالق من شاهدين إلى متهمين والحقت بهما لجنة التحري صلاح قوش متهما أيضا لاستغلال نفوذه في القضية. وقالت المصادر العدلية أن النائب العام السابق بعد ثورة ديسمبر شكل لجنة من خمسة وكلاء نيابة أجرت تحريات واسعة جمعت خلالها معلومات ومستندات مذهلة من داخل البلاد وخارجها توصلت إلى أن فضل لا صلة له بالمرابحات الصورية وان ٢١ مليون و٣٠٠ ألف دولار تم تحويلها من البنك إلى شركة( جي اس اتش) المسجلة بالمنطقة الحرة في امارة الشارقة ويملكها سعد بابكر مدير تاركو وشريكه قسم الخالق بابكر وصدر أمر في مواجهتهما بتهمة تخريب الاقتصاد. وأفادت أن الوثيقة التي تم تسريبها بان الشريكين سددا مبلغ المرابحات لا صلة له بالتهم لان الاتهام ليس التعثر في سداد المرابحات وإنما تحويل أموال من البنك في السودان الى شركتهما في الخارج من دون مقابل السلع أو البضائع التي خرجت الأموال باسمها كما أن الشخص لا يمكن ان يشتري من نفسه فالاموال يفترض أن تتحول إلى الجهة التي تم شراء البضاعة منها وليس إلى شركة الشخص المسجلة باسمه لانه بذلك يكون إشترى من نفسه وهذه المخالفة الخطيرة التي توصلت إليها لجنة التحري. وأضاف أن الوثيقة المسربة لو كانت مبرئة للمتهمين لتم تقديمها الى اللجنة التي تحتجز مدير تاركو وفرضت عليه كفالة بمبلغ المرابحات ولا يزال في الحبس ولذا فإن محل تلك الوثيقة المسربة النيابة وليس المواقع الالكترونية. اما البلاغ الاخر ضد إدارة شركة تاركو فيشمل استخدام طائرات تجاوزت العمر القانوني المسموح به من سلطة الطيران المدني وتحويل طائرات مصدقة لنقل البضائع إلى نقل الركاب مما يهدد سلامتهم، وخاطبت لجنة التحري، الطيران المدني، لإيقاف الشركة بسبب تعدد المخالفات وخطورتها.
زر الذهاب إلى الأعلى