فضل الله رابح يكتب في (الراصد).. مزمل سليمان .. نسخة إذاعية علي وشك النفاد
الدكتور ـ مزمل سليمان حمد إذاعي فذ تدرج علي سلالم المهنة بإيمان وحب منذ إذاعة عطبرة فهو مؤسس صامت لإذاعة عطبرة ثم مراسلا للإذاعة السودانية من نهر النيل وعندما وجدوه ذو حس إبداعي ومتميزا علي أقرانه المراسلين حسدوا إذاعة عطبرة وتآمروا عليها وإلتقطوه بنقل وظيفته وعمله إلي الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومزمل معروف يقبل التكاليف دون تردد وهو إنسان مبادر لا ينتظر التكاليف وفي إجتماعات التحرير وترتيب الأجندة اليومية بالإذاعة القومية مزمل كثيرا ما يأخذ الحضور بموضوعات وأجندة مهمة فهو يحمل طاقة فوق طاقة الإنسان العادية وبعد مسيرة طويلة مع الإذاعة القومية عاد مرة أخري مديرا لهيئة إذاعة وتلفزيون ولاية نهر النيل ثم مديرا منتدبا لهيئة إذاعة وتلفزيون ولاية البحر الأحمر وفي البحر الأحمر وضع بصمته الخاصة أيضا ومنها عاد إلي الحيشان الثلاثة بأمدرمان مديرا للإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية بهيئة الإذاعة والتلفزيون .. مزمل وهو مدير يكلف المحررين بالتغطيات الخارجية ولا يجلس ينتظر النتائج وكثيرا ما يذهب معهم بنفسه للمتابعة الميدانية ومرات كثيرة تجده يحمل (ناقرة الإذاعة) وهو يطارد الأخبار ويلتقط المعلومات بشخصه حتي يقدم خدماته الإذاعية المشبعة لجمهور المستمعين فهو رجل محب للإذاعة حد الشفقة ماذج بين الخبرة والممارسة والقدرة علي العطاء في كل الظروف وبمقدروه أن ينفق جل وقته للإذاعة علي حساب أسرته صبرت عليه زوجته منال يونس حمد وهي معلمة وأم مربية من نوع خاص هادئة الطبع والمزاج وتشغل وظيفة مديرة مدرسة بالحلفايا حاليا وعلي المستوي الإجتماعي والتكافلي مزمل إنسانا كريما تجده دائما ساعيا لقضاء حوائج الآخرين وممكن ينفق كل ماله ووقته لخدمة إنسان محتاج يعاني دون أن تنفد طاقة إحتماله ومع ذلك كله فهو شجاع ومقتحم حد التهور وبمقدوره إستخدام أكثر الوسائل المباشرة والعملية المتاحة في سبيل حسم معركته ولا يكترث للنتائج هكذا عندما يلتقي الإيمان وقوة الشخصية وحب المهنة ستكون المشاعر الإيجابية الكبري قادرة علي تلوين الحياة بكل أنواع النجاح والمواقف المشرفة .. مزمل سليمان حمد بهذا الكفاح والنجاح والحب المطلق لمهنته فصلته لجنة التمكين وحرمت جمهور المستمعين من خدماته الإذاعية فصلته اللجنة ومعه ثلة من الكفاءات الإعلامية المهنية بلغ عددهم (79) كادرا مهنيا مميزا .. كانوا يريدون بفصله كسر إرادته حسدا لكنهم فتحوا له خطا لا متناهيا للتواصل مع مدرجات العلم والبحث والمكتبات ووجد فرصة لم يكن يحلم بها أثناء إنشغاله بالعمل حيث تفرغ لدراسة الدكتوراة فأنجزها يوم الخميس خواتيم الإسبوع المنصرم عن دراسة عميقة في فلسفه الإعلام تخصص الإذاعة ( الراديو والتلفزيون)بعنوان
فاعلية السياسة التحريرية في إنتاج الرسالة الإعلامية وانعكاساتها على العلاقات الدولية دراسة وصفية مقارنة بين الإذاعة والتلفزيون في السودان وإثيوبيا .. مزمل أنجز الدكتوراة وهو لازال في منفاه المهني والوظيفي وبذلك أضاف إلي كتاب حياته صفحة نضال علمي بالغة الأهمية إستمرت جلسة مناقشته مدة ثلاثة ساعات متواصلة دون أن يكل هو أو يمل الحضور من الذين ضجة بهم قاعة البروفيسور حسن مكي في كلية الإعلام جامعة إفريقيا العالمية .. لا أدري هل هي من سخريات القدر أم محاسن الصدف حيث فصلت لجنة التمكين البروفيسور موسي طه مشرفه الأساسي علي الرسالة وإستبدلت الجامعة موسي بالدكتورة المتعلمة ليلي الضو وبفهم متقدم وهي تستعرض مسار إشرافها عليه رسالة مزمل وكان المشرف المفصول موسي طه حاضرا بالقاعة قالت ليلي وبمشاعر صادقة ونبيلة أن مدارج العلم والمعرفة لا تعرف التصنيف والعزل السياسي وأشارت إلي مجهود موسي طه وقطعت بتواضعها العلمي بأن سابقها هو المشرف الحقيقي علي الرسالة فوجدت إستحسان الحضور جميعا .. الدكتورـ عبدالمولي موسي عميد كلية الإعلام بجامعة إفريقيا كان مناقشا داخليا بفهمه المتقدم نحا إتجاه آخر بالرسالة وهو ناحية الإيجابية البناءة ما يفسر إعجابه بثرائها المعلوماتي وتحليلها المعمق .. أما البروفيسور بدرالدين أحمد إبراهيم الذي كان مناقشا خارجيا مع تأكيداته بأن الرسالة تستحق القراءة وأنها جاءت من خلال تحليل متعمق وفقا لمبادئ تسلسل البحث والتقصي البياني العلمي إلا أنه قال أن الرسالة أنجزت في ظروف وطنية معقدة وكيمياء البلد العامة متذبذة مبينا أن مزمل خرج عن ناتج حصار الأفكار ومحدوديتها في تحديات المعاش إلي نظير نهضة وتطوير مهنة وممارسة الإعلام بمزيد من إحياء الدراسة والبحث والتجريب والمقاربات وكاشفا أن رسالة مزمل ستكون مرشدا في سبيل الوصول إلي الغايات المرجوة في الإذاعة والتلفزيون وتطوير لعلاقات الدول إستنادا علي أدوار الإعلام .. إن لجامعة أفريقيا أدب عن بقية الجامعات حيث يمنح الحضور فرصة للنقاش والملاحظات والإضافات وفي هذا الإتجاه جاءت كلمة الدكتور غلام الدين عثمان مشجعة وحاشدة بالمشاعر النبيلة تجاه شخصية الدكتور مزمل سليمان حمد والصلاة الوثيقة التي تجمعه بكثير من فئات المجتمع داخل وخارج السودان .. مزمل نفسه قدم عرضا غاية الروعة في الإستطراد والحكي عن المحتوي والمضمون الذي لم تستوعبه سطور ومتون وحواشي الرسالة وبعد نقاش مستفيض وسماع لجماع الملاحظات الشكلية قررت اللجنة أن عقلا تهيمن عليه معرفة بهذا القدر الكبير ومشاعر إيجابية بهذا الثراء والإطراء فهو أحق أن يمنح درجة الدكتوراة .. تلك صفحة قصيرة المساحة بالطبع خصصتها لشخصية إستمدت القسط الأكبر من حضورها في المشهد المهني والأكاديمي والإجتماعي ويعد هذا سفر من كتاب إنتصارات الزميل العزيز الدكتور ـ مزمل سليمان حمد في الحياة التي تستحق أن تدرس للأجيال ضمن منهج الدراسات السودانية والتوثيق للرموز والشخصيات المكافحة في حياتهم قبل مماتهم ..