أعمدة

(مفارقات) .. *بقلم شاكر رابح .. حميدتي صدق الاقوال والافعال

خطاب الفريق اول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة الذي القاه للأمة السودانية يعتبر اختراقا مهما في مسار عملية التحول الديمقراطي المدني بالتزامه القوى بدعم الاتفاق الإطاري وتاكيده على انتماء الدعم السريع للمؤسسة العسكرية وللمتابع يجد أن هناك توجها جديدا بدأت ملامحه في الظهور فاعتراف القائد بخطا انقلاب ٢٥ اكتوبر لسبب (انه لن يقود لما رغبنا فيه اولا بان يكون مخرجا من الاحتقان السياسي ليصبح للاسف بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بان اعود عنه الي الصواب وان ارغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية ) وفي تقديري ان خطاب حميدتي عقلاني ومتزن وبعيد كل البعد عن المراوغة والاثارة والمبالغة وفيه صدق للاقوال والافعال مفوتا الفرصة علي المتربصين والمغرضين ، وخطاب اليوم وفقا لتحليلات واستنتاجات المراقبين يختلف عن سابقه من حيث الافكار والمضمون والمصطلحات وقد خلا من عبارات التاجيج والإثارة والمبالغة وتأكيد القائد بان ( الاتفاق السياسي الاطاري هو مخرج بلادنا من الازمة الراهنة وانه هو الاساس الوحيد للحل السياسي المنصف العادل)،
اعتقد هناك فرصة تاريخية للقائد قد لا تتكرر فالتزامه بدعم الاتفاق الاطاري الذي ورد بالخطاب الذي وصف بالعقلاني المعتدل ، وبالتالي الشعب السوداني ينظر للقائد حميدتي بأنه سيد الموقف فقد تناول خطابه الخطوط الرئيسية والتي سيعلن عن تفاصيلها لاحقا فقد كان الخطاب السياسي للقائد حماسيا وملتهبا في السابق ولكنه الان اكتسب طابعا جديدا ومتميز صنعته الاحداث التي مر بها وطننا الغالي خلال الفترة الانتقالية الاخيرة.
خطاب القائد الذي اتسم بالواقعية اليوم فهى واقعية لا استسلام فيها انما حفاظا علي مكتسبات الثورة والمصالح القومية الوطنية العليا ،هناك اصوات نشاذ تعمل علي الوقيعة بين قيادة الجيش والدعم السريع غير مدركين للعواقب التي قد تنجم جراء الاختلاف والصراع، فخطاب القائد أثر تاثيرا ايجابيا في المعادلة السياسية الحالية ،فقد أصبح واضحا ان الفلول يحاولون توظيف التباين والاختلاف بين الجيش والدعم السريع والقوى السياسية ويتوهمون ان هذا التباين يمكن أن يصل الي صدام وعنف لعودة الماضي، ولكن تأكيد القائد المضي قدما بالعملية السياسية وتعزيز فرص نجاح الاتفاق الإطاري وتاكيده علي الوفاء بالعهد بين الجيش والدعم السريع سوف تفوت الفرصة علي المتربصين وتعتبر المخرج الحقيقي من الازمة الحالية.

للحديث بقية

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى