الأخبار

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. حزب الأمة ومواقفه المضطربة!!

ظلت مواقف حزب الأمة القومي ومنذ تسليمه السلطة للفريق عبود في العام 1958من القرن الماضي غير ثابته بل مضطربة، مما يعني أن الحزب بها كثير من التناقضات داخل قياداته، ولو لاحظنا فإن الحزب شهد فترة الستينات صراعات وخلافات بين الزعيمين الراحلين الشهيد الإمام الهادي، والراحل الصادق المهدي مما يعني أن الحزب لم يكن على قلب رجل واحد رغم الولاء الطائفي الأعمى الذي و جده من مناصريه، أن الإمام الصادق ظل متشبث بقيادة الحزب الدينية والسياسية فلم يترك الزعامة الدينية لعمة الإمام أحمد المهدي، بل ظل الصراع بينهم طوال الحقبة الماضية حول تلك الزعامة الدينية التي كان أولى بها الإمام أحمد، صحيح الحزب في آخر انتخابات ديمقراطية في العام 1986 نال أكثر الأصوات والدوائر ولكن ماذا فعل عندما شكلت السلطة ظل في تردده مع الأحزاب السياسية الأخرى.. أعلن ائتلاف مع الحزب الاتحادي الديمقراطي ثم انفض فائتلف مع حزب الجبهة القومية، لم يستمر العسل بينهم فانفض الائتلاف مرة أخرى حتى سقطت الحكومة بانقلاب الجبهة الإسلامية القومية، بدأ الحزب معارضا لنظام الإنقاذ لكن عينه على رئاسة الوزراء التي سلبت منه بواسطة الانقلابيين وربما عن ذلك فبدأ الغزل مع الإمام الراحل الصادق من قبل الإنقاذ للمشاركة في الحكومة.. لم يعلن رفضه صراحة الا انه بدأ يناور من خلال ايده اليمنى وقتها سيد مبارك الفاضل، وبدأ الخطوات العملية للمشاركة ولكن يبدو أن ضغوطا قد مورست عليه فرفض المشاركة في آخر لحظة وهذا الرفض لم يعجب سيد مبارك فسار في مرماه نحو السلطة، فخرج من الحزب معلنا حزب الأمة الإصلاح والتجديد فخرجت معه قيادات حزبية رافضة لتردد الامام عن المشاركة والطامعة في السلطة ، ممثلين في الدكتور الصادق الهادي والراحل الزهاوي إبراهيم مالك، ومسار ونهار ولكن هؤلاء لم يصمدوا مع سيد مبارك لخلافات معه فكل شكل حزبه الذي يحمل الاسم الأصل، ظل الصراع داخل حزب الأمة فأراد الإمام أن يشرك انجاله في العملية السياسية فظهرت دكتورة مريم بقوة في الحزب وتعرضت لكثير من العنف والمشقة والاعتقالات من قبل الإنقاذ، ولكن من تناقضات الحزب قدم الامام الراحل الصادق ابنه العميد و قتها عبد الرحمن للمشاركة في السلطة وبالفعل حظي بمنصب مساعد رئيس الجمهورية ثم أشرك اثنين من أبنائه في جهاز الأمن وهذا الوضع الشاذ في الحزب جعل الكثيرين يهمسون عن تلك العلاقة المتناقضة،(رجل في الحكومة والأخرى في المعارضة،) وهاهو الحزب وبعد رحيل الإمام الصادق في تناقضاته فالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والدكتور حمدوك رئيس مجلس الوزراء كان مهندسه رئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمه ناصر، فانظروا إلى هذا التناقض رئيس الحزب يهندس الاتفاق وباقي أعضاء الحزب مثل الدكتورة مريم التي كانت تشغل منصب وزير الخارجية وشقيقها السيد صديق يعارضون الاتفاق الذي هندسه رئيسهم، أن تناقضات حزب الأمة سوف تفقده الكثير من الدوائر الانتخابية إذا ظل في هذه الحالة فإما أن يتم الاتفاق على زعيم للحزب يستمد قوته من البيت مثل السيد مبارك الفاضل أو نجل الإمام السيد عبد الرحمن الذي يجد قبول كبير من منسوبي الحزب بالمركز والولايات، أن حزب الأمة اذا لم يتفكك من تناقضاته وتقديم رجل وتأخير آخري، بالتأكيد سيفقد حتى دوائره التي كانت ترجح كفته بولايات دارفور وكردفان، لذا على الحزب أن يتماسك للمرحلة المقبلة، أن زعامة الحزب ليست سهلة فهذا حزب كبير يحتاج إلى رجل كبير وبمواصفات الزعماء السابقين لقيادته للمرحلة المقبلة.. والا سيكون موقفه مثل موقف منتخب السودان الذي دخلت في مرماه عشرة أهداف في البطولة العربية التي نظمتها قطر حاليا.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى